همتك نعدل الكفة
1٬083   مشاهدة  

في عيد الحب ماذا تفعل العشيقة من طرف ثالث؟

عيد الحب


مثل نفس لا يخرج، كُحة معلقة، وحالة بين كل شيء، لا سعادة حقيقة ولا وجع كامل، كل الأشياء هي حالة وسطى، في موسم عيد الحب، ستظل نساء يحملن صفة الطرف الثالث معلقات في التمني، باحثات عن الحب الذي يشغل قلوبهن، ولكنهن بعيدات فهذا هو حال الظل.

 

مع تصاعد الرأسمالية وغرس كل أشكال الاستهلاك، تضخمت المناسبات، وصار عيد الحب أمر لا يمكن تجاوزه بسهولة، على الطرفين إظهار التفاني والمحبة بالهدايا والورود، وبات عيد الحب موسمًا للجميع.

الاستهلاك في عيد الحب
الاستهلاك في عيد الحب

 

وحدهن الحبيبات كطرف ثالث يتكبدن الصمت، ينتظرن الأمل في هدية أو رسالة حب، اخترن الشقاء والاختفاء، ولأننا في ظاهر الأشياء نميل إلى القواعد المعلنة، فتلك الحبيبة هي رمز الشيطان والفراق، وعلى الجميع نبذها، ونعتها بصفات عديدة مجملها سيء.
مسلسل اللعبة الجزء الثاني .. قراءة نقدية للحلقة الرابعة والخامسة

لا يضطلع أحد بالدفاع عن العشيقات ولا حتى رؤيتهن، نحن بحاجة دومًا إلى يهوذا، وشاخص نرجمه، تشخيص الخطأ فرصة جيدة، للتخلص من مشاكلنا، وإلقاء اللوم على الطرف الثالث، كونها المفسدة، المغوية، التي خطفت رجل من حبيبة أخرى.

نتعامل مع الرجل بوصفه بيدق على رقعة شطرنج يمكن لأي امرأة أن تحمله وتنقله من موقعه لموقع آخر لتنهي الدور لصالحها، وتلعب العشيقة دومًا دور الشرير في كل الروايات.

نحتاج دومًا إلى شماعة نُعلق عليها خيباتنا، ولا نكترث بالآخر أياً كان المهم أننا لسنا مذنبين، فنحن الضحايا.

أما أنت أيتها العشيقة فعليكي أن تتحملي الرجم دومًا، تختبئين في أخطاءك ذلك أنك سمحتي لشرارة الحب أن تأكل قلبك.

حين تحب إحداهن رجلًا في علاقة مع أخرى هي تختار مساحة الشقاء طواعية، لكن ماذا والحب ليس بأيدينا؟؟

حين يصوب كيوبيد سهامه، لا نعرف شيء، ينتفي المنطق، وتغيب العقلانية، ينتحر الحياد وتبقي فقط نار مشتعلة، الحب غائب عن الأفكار العملية، وغير مُشارك في نقاشات تتبنى أسس عقلانية.

عندما نحب نغدو منزوعي الإرادة، تُحركنا كلمة، حروف فنتحرك من أقصى الغضب إلى أقصى السعادة، وبينما يأتي صوت الحبيب، تنمحى كل الأصوات.

تاريخ السياحة في مصر ” لماذا كان عهد الخديوي إسماعيل فارقًا فيه ؟”

نحن النسوة نلوم صديقتنا التي تقع في حب رجل مرتبط، نُذكرها بكونها غير موجودة، بانشغاله عنها، نلملم كل نقائصه وعيوب العلاقة ونصنع منها سورًا نأمل منها أن تصعده لترى، وتبتعد عن هذا الوجع المخبأ في علاقة مكروهة من الغالبية، نظل نبني في القسوة ساعات وأيام، ويأتي هو بمكالمة أو رسالة ليهدم كل ما صنعناه من حواجز.

كثيرات من الحبيبات في عيد الحب لن يحظين بباقة ورد أو هدية تعبر عن الاشتياق، وإن حصلن عليها، ستأتي إما قبل الموعد، أو متأخرة جدًا، صحيح أنه أن تأتي متأخرًا خير من ألا تأتي، لكننا أبناء الأمثال الشعبية وبعد العيد ما ينفتل كحك.

نلوم صديقتنا التي تقع في زاوية الطرف الثالث غير مدركين صعوبة ما تعيشه، نتخيل أن الإقلاع عن حب شخص ما أمر ببساطة تتغير بلوزة الصباح، أو اختيار حقيبة يد أخرى غير التي اعتادنا استخدامها، لكن الأمر أصعب بكثير.

إقرأ أيضا
الحرب على غزة

تظل العشيقة حبيسة الأمل والتمني، ففي الصباح تنتظر رسالتها الموجهة ببداية يوم جيد، يدميها الانتظار حين تتأخر شمسها، تنتقل بين الغيظ والغضب تتوعد، تسب وتلعن، وفى لحظة الغضب الكبرى تأتي الرسالة المنتظرة مكتوبة أو صوتية لا فارق كبير، لأن النتيجة دومًا ان ثورة غضبها تهدأ والبركان الخامل لن يثور.

اليوم يسرق ما يليه، والوعود بالاستمرار والتخلي عن الطرف الآخر وعود تجد أذن تسمع لها، وتتجاهل أي شيء في سبيل سعادة منتظرة ومتخيلة، الأمل سراب زائف، وكثير من العلاقات الثلاثية لم تنته لصالح العشيقة/الطرف الثالث، لكننا لا نتعلم من التجارب، نحتاج ان نصنع انكساراتنا، ونبني جدار الخذلان بتجارب شخصية مدفوعين دومًا باحتمالية أنه مختلف وأن الحب ينتصر.

سيأتي عيد الحب وبعض النساء تنتظر باقة ورد ورسالة تحمل كلمة “بحبك” رسالة لن تأتي حين تحتاجها، وهدية ستراها في يد الأخريات قبل أن تضع ثقلها على يديها، إنه الحب الفرحة الممتزجة بالألم، الجمال المشفوع بالوجع، والبوح الخجول حتى لا تتصف صاحبته بصفات الجريمة.

في عيد الحب هناك حبيبات لن تسعد بالعيد.

 

الكاتب






ما هو انطباعك؟
أحببته
0
أحزنني
0
أعجبني
0
أغضبني
0
هاهاها
0
واااو
0


Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
‫إظهار التعليقات (2)

أكتب تعليقك

Your email address will not be published.







حقوق الملكية والتشغيل © 2022   كافه الحقوق محفوظة
موقع إلكتروني متخصص .. يلقي حجرا في مياه راكدة

error: © غير مسموح , حقوق النشر محفوظة لـ الميزان