في فقه المرأة (7) .. هل يكفي الاستحمام فقط للتطهر من الحيض

الإسلام دين الطهارة والنظافة والتجمُل، والطهارة ليست في الجسد ظاهرًا بل باطنًا كذلك، وجعلها الإسلام بنوعيها ـ ظاهرًا وباطنًا ـ شرطًا لصحة الصلاة التي هي عماد الدين فقال الرسول الكريم” الطهور شطر الإيمان” وقال أيضًا ” مفتاح الصلاة الطهور”  إشارة إلى أن استقامة الصلاة التي أساها الطهارة.

ووجب على النساء كونهم بنية أساسية في تكوين المجتمع الإسلامي الطهارة بل جعلها أساسًا لكل المعاملات والشعائر الإسلامية تقريبًا، وكون المرأة تختلف عن الرجل فسيولوجيًا فوجب عليها الطهارة بعد الحيض و النفاس وتشاركت مع الرجل في طهارة الجنابة، وفي فقه المرأة نقف على كيفية الاغتسال من دماء الحيض.

كيفية الاغتسال من دماء الحيض 

الحيض أو الدورة الشهرية فقهيًا؛ هي الدماء التي تسيل من رحم المرأة وتكون بين 3 أيام و 5 أيام على أقصى تقدير، فإذا انقطعت هذه الدماء وجب على المرأة الغُسل لقول النبي صلى الله عليه وسلم لـ فاطمة بنت أبي جحش“فإذا أقبلت الحيضة فدعي الصلاة، وإذا أدبرت فاغتسلي وصلي”.

طرق الاغتسال من الحيض

الغُسل نوعان في الشريعة الإسلامية غسل مُجزئ وغسل كامل، فأما الغسل المجزأ فهو أن ينوي الطهارة فيزيل ما به من نجس وبعدها يغطي جسده بالماء كله بأي طريقة حتى لو كانت عن طريق السباحة بالإضافة إلى قول الحنابلة والحنيفية بوجوب المضمضة والاستنشاق على خلاف الشافعية الذين قالوا إن المضمضة والاستنشاق سنة .

أما الغسل الأكبر؛ فهو أن تنوي الطهارة ثم تتبع تلك الخطوات بالترتيب :

1ـ يسمي بسم الله الرحمن الرحيم

2ـ غسل اليد ثلاث مرات

3ـ يغسل موضع النجاسة ويزيلها

4ـ يغسل يده مرة أخرى بالصابون جيدًا

5ـ يتوضأ وضوء كامل؛ غسل اليد ثلاث، ثم المضمضة ثم الاستنشاق ثم غسل الوجه كاملًا ثلاث ثم غسل اليدين إلى المرفق ثلاث ثم مسح الرأس ثم غسل الأذن ثم غسل القدم ثلاث.

6ـ يفيض الماء على رأسه مع تدليك الشعر جيدًا حتى تصل الماء إلى منابت الشعر .

7ـ يفيض الماء على كامل جسده، فيغسل الجزأ الأيمن من الجسد جيدًا ثم الجزأ الأيسر .

إقرأ أيضا

حدّث عنها ابن عساكر والجوزي .. عن فخر النساء “شهدة البغدادية”

8ـ يغسل كامل جسده بالماء مع الفرك الجيد للجسد حتى نضمن الطهارة الكاملة وأن تصل الماء إلى كافة المناطق خاصة تلك المناطق التي يصعب وصول الماء إليها مثل منطقة الإبط داخل الأذن منطقة السرة .

والدليل على ذلك قول النبي صلى الله عليه وسلم حين سُأل عن غسل المحيض فقال:” تَأْخذ إِحْدَاكُن مَاءَهَا وَسِدْرَتَهَا فَتَطَهَّرُ فَتُحْسِنُ الطُّهُورَ ثُمَّ تَصُبُّ عَلَى رَأْسِهَا فَتَدْلُكُهُ دَلْكًا شَدِيدًا حَتَّى تَبْلُغَ شُؤُونَ رَأْسِهَا ثُمَّ تَصُبُّ عَلَيْهَا الْمَاءَ ثُمَّ تَأْخُذُ فِرْصَةً مُمَسَّكَةً فَتَطَهَّرُ بِهَا، فَقَالَتْ أَسْمَاءُ: وَكَيْفَ تَطَهَّرُ بِهَا؟ فَقَالَ: “سُبْحَانَ اللَّهِ! تَطَهَّرِينَ بِهَا” فَقَالَتْ عَائِشَةُ كَأَنَّهَا تُخْفِي ذَلِكَ: تَتَبَّعِينَ أَثَرَ الدَّمِ”، والفرصة الممسكة هس قطعة القطن التي نستدل منها عن انقطاع الدَّم أو هي تلك القطنه التي تطيبها النساء بالمسك لتطيب محل النجاسة ودفع الرائحة الكريهة.

والطهارة من الحيض ليس تعسفًا في الإسلام وإنما واجبة لتحمي المرأة من الأمراض والبكتريا الضارة التي تضر بالصحة العامة لها، والنظافة هي الفطرة التي فطر الناس عليها لذا حث الإسلام عليها وجعلها نصف الإيمان .