في مولده .. هل يرضى رسول الله عما يفعله المسلمون ؟؟!!
-
مريم المرشدي
كاتب برونزي له اكثر من 100+ مقال
يجلس هذا الرسام الفرنسي في مقهى بباريس، تتعلق بجانب فمه سيجارة حشيش، يحمل بيده كأسًا من الويسكي، وفي اليد الأخرى يمسك بقلمه يخربش به فوق ورقة قذرة، يرسم صورًا لنبي الإسلام، ثم وبجرة قلم يفرض على المسلمين الخروج في مظاهرات صاخبة، وهاهم يدعون لمقاطعة المنتجات الفرنسية، بينما لا يخرجون للاعتراض على حرق البوذيون للروهينجا ولا يدعون لمقاطعة المنتجات الصينية والصين تطحن الأيجور، ولا يتحركون لنصرة ملايين من أتباع النبي من الجائعين والعراة والقتلى في اليمن وسوريا وأفغانستان وغيرها من البلاد !!
الصور قديمة ولكن ما أجج الموقف ذلك المعلم الذي عرض على طلابه صورًا للنبي محمد في درس عن حرية التعبير، الرجل كان قمة في الاحترام لتلاميذه من المسلمين، إذ أعطاهم حرية الخروج من الفصل، ونتج عن ذلك أن قام بذبحه فتى شيشاني يبلغ من العمر 18 عام وهو يهتف : الله أكبر.
وكان من نتائج غزوة قطع رأس الأستاذ صامويل باتي إغلاق المسجد الكبير في بانتان لمدة ستة أشهر بأمر من وزير الداخلية الفرنسي جيرالد دارمانين، والتنديد والشجب والغضب تجاه الإسلام والمسلمين في فرنسا والعالم، وصار من كان لا يعرف صور شارل إبدو البذيئة الرديئة التي لا قيمة لها يعرفها، ويعرفها كل سكان كوكب الأرض، بل وتعرفها العفاريت على كوكب زحل، وربما تقرر وزارة التعليم الفرنسية طباعة كتاب به جميع الصور والرسوم الساخرة التي سببت احتجاج المسلمين، وسوف يرى جميع أطفال فرنسا تلك الرسومات، وبعد أن كان عدد التلاميذ الذين شاهدوا الرسوم الساخرة التي عرضها الأستاذ المقطوع رأسه 20 تلميذًا، سيجبر إثنا عشر مليون طفل فرنسي على رؤيتها.
تظاهر آلاف الفرنسيين في مدن عدة تكريمًا للمدرس القتيل بدعوة من صحيفة شارل إبدو ونقابة المعلمين الفرنسية، وقررت الرئاسة الفرنسية تخصيص يوم الأربعاء بعد الحادث ليكون يومًا وطنيًّا لتكريم ذكرى المعلم الضحية، وأن تقام مراسم التكريم في جامعة السوربون، وأعلنت عن منح صامويل باتي وسام جوقة الشرف، الذي يعد أعلى وسام فرنسي، وتم عرض الرسوم الكاريكاتورية المثيرة للجدل التي طبعتها المجلة الفرنسية على المباني في جميع أنحاء فرنسا تكريما لصمويل باتي بحسب موقع روسيا اليوم!
أعتذر عن نشر تلك الصور، لكن مثل هذه الرسومات هي أغلفة لمجلة شارل إبدو أيضًا، والتي تنشر كاريكاتيرات مسيئة للمسيحية وللمسيح بقلب فرنسا وأوروبا، وصورًا أخرى تعري مؤخرات البابوات والمسيح، وهي لا تعري غير الخراء الذي يكمن في أدمغة رساميها، وكذلك نشرت صوًرا لليهود وأساءت لزعمائهم وأنبيائهم بنفس الشكل البذئ، ولكن المسيحيين واليهود يثقون بإيمانهم لذلك فهم لا يهتمون بتلك التفاهات، فهل يفعل بنا الخراء كل هذا ؟!!، وهل الله وأنبيائه يحتاجون لمن يدافع عنهم ؟!!
أعلم جيدًا أنني بعد هذا المقال سوف يتم اتهامي بالكفر والإلحاد والانبطاح للغرب، وسوف يُحجز لي مقعدًا في جهنم، ولكنني أوجه سؤالي لأولئك الذين سوف يسبونني وهؤلاء الذين سيضعوني في الدرك الأسفل من الجحيم : هل يرضى النبي عن أفعال المسلمين ؟ هذا النبي الذي عفا عمن حاربوه وقال: ” اذهبوا فأنتم الطلقاء” ودعا ربه : “اللهم اهدِ قومي فإنهم لا يعلمون”، وعندما آذوه أهل الطائف وجرحوا قدميه الكريمتين وأراد جبريل أن يطبق عليهم الأخشبين رفض قائلا : بل أرجو أن يخرج الله عز وجل من أصلابهم من يعبد الله عز وجل وحده لا يشرك به شيئًا، أكان يوافق على قطع رؤوس الآمنين العزّل لو كان يعيش بيننا؟؟!!
لا أوافق بأية حال على انتقاد المقدسات وأراها همجية وخطابًا للكراهية لا حرية للرأى، ولكنني أرى أيضًا أنه لا يجوز أن تقابل الهمجية بهمجية، فلا أحد يذكر حقيقة أن هنالك رجلًا قُطعت رأسه في الشارع، وللأسف فإن غياب التفكير العقلاني وغياب الأمانة في النقل، قد جعل أولئك الفيالق من المتطرفين والرجعيين ينجحون في اللعب على وتر العواطف، فأخذوا الناس بعيداً عن الحقائق، وأعطوهم ما يريدون هم سماعه لا ما حدث بالفعل، فحلت البروباجندا مكان الحقيقة، وكما يقول جوزيف جوبلز : “تكون البروباجندا أكثر تأثيرًا عندما يكون من يتم خداعهم على ثقة بأنهم يتصرفون بدافع من إرادتهم الحرة.”
اقرأ أيضًا
في الرد على شبهات السلفيين “هل الاحتفال بالمولد النبوي بدعة”
إن أقوى سلاح في الكون للرد على الإساءة هو تجنب الحمقى، وأقسى سلاح ضد الرّداءة هو سلاح التجاهل واللامبالاة.
الكاتب
-
مريم المرشدي
كاتب برونزي له اكثر من 100+ مقال