قال رسول الله .. دراسة أمريكية لشرح الحديث في ألف عام

تختلف ثقافات الشعوب وعاداتها وتاريخها الديني والأدبيّ والاجتماعيّ ، والتي تُعبر عنه وتسجله الكتابة، وبالتالي لن يستطيع الجميع التعرف على هذه الثقافات المختلفة بين بلدان العالم إلّا بالترجمة.

والترجمة هي العملية التي تُحول النص المكتوب بلغته الأصلية إلى لغة أخرى ، ومن خلال هذه الترجمة نرى كيف يُفكر الآخر، خاصةً العلوم الإنسانية التي تعتمد بشكل أو بآخر على الظرف الديني والاجتماعي .

ولعل معرض القاهرة للكتاب هو جمْعٌ ثقافي مهم بين البلدان العربية وغير العربية، إمّا عن طريق الكتابة أو النشر أو ترجمة الكتب و الأبحاث، ومن الكتب المميزة المشاركة في معرض الكتاب هذا العام هو كتاب “قال رسول الله: شرح الحديث في ألف عام “.

يتناول كتاب «قال رسول الله: شرح الحديث في ألف عام» الصادر عن “مركز نهوض للدراسات والأبحاث ” للكاتب والباحث الأمريكي “جويل بليشر” موضوعًا مهمًّا لم توفّه الأكاديمية الغربية حقَّه من الدَّرْس والنظر، وهو موضوع “شرح الحديث النبوي”.

ويسلك الكتاب الذي عمل على ترجمته أستاذ التاريخ والحضارة الإسلامية بجامعة القاهرة ” أحمد محمود” منهجًا مغايرًا للمعهود في الدراسات العربية الحديثة التي طرقت هذا الموضوع.

ما وُضِعَ على صحيح البخاري

ويرتكز الكتاب في مقاربته على دراسة ما وُضِعَ على “صحيح البخاري” من شروح في ثلاثة أقاليم مختلفة، وخلال ثلاثة أطوار تاريخية متباينة، مع استعراض ما أولته جماعاتُ الإسلام السياسي لشروح الحديث من اهتمامٍ في الزمن الحاضر.

كما يتعقَّب كتاب “قال رسول الله : شرح الحديث في ألف عام” أوجهَ الاستمرار ونواحيَ التغيير التي طرأت على هذه الشروح، بعد أن انتقل تقليدُ الشرح من عصر المخطوطات إلى عصر الطباعة ثم عصر الفيديو.

كما يتعقب الكتاب العصور التي كان شُرَّاحُ الحديث خلالها موصولةً أسبابُهم بالنُّخبة الحاكمة إلى العصور التي نأوا فيها بجانبهم عن السُّلطة السياسية.

وبحسب ما نشر “مركز نهوض للدراسات والأبحاث ” عبر موقعه الإلكتروني فإن كتاب” قال رسول الله: شرح الحديث في مائة عام” ، يضم عشرة فصول مقسمة على ثلاثة أبواب قدّم “جويل بليشر فيها دراسة موسعة ” نُشرت للمرة الأولى أواخر عام 2017 عن “منشورات جامعة كاليفورنيا”، حول السياقات السياسية، والاجتماعية، والتاريخية، والفكرية التي جرى شرح الحديث النبوي وتفسيره في ظلها، خلال فترة زمنية تتجاوز الألف عام.

تقسيم الكتاب

يتضمن الباب الأول من الكتاب “الأندلس في آخر أيام الأمويين” ويأتي على فصلين، هما: “مزالق شرح الحديث في المجالس العامة”، و”العالم الداخلي لموروث تفسير الحديث”.

إقرأ أيضا

مجهود الغصن .. قصص نضال المدينة الباسلة

بينما اشتمل الباب الثاني “مصر والشام في ظلال الحكم المملوكي” على ستة فصول، هي: “من أجل السلاطين والطلاب والعلماء”، و”التنافس والتنقيح في عصر المخطوطات”، و”الخطابة في ظلال بستان السلطان”، و”حراس الشريعة”، و”أسرار العتبات النصية”، وأخيرًا “فن الاختصار”.

أما الباب الثالث والأخير “الهند وما وراءها في مطالع العصر الحديث”، فقد ضم فصلين حملا العناوين التالية: “أمناء عبر المحيط: من الكُجُرات إلى ديوبند إلى بوبال”، و”ما أهدرته الترجمة: من العربية إلى الأوردية إلى الإنجليزية”. كما يضم الكتاب خاتمة ناقش بليشر فيها “سياسة تفسير الحديث بين الإسلام السياسي وتنظيم داعش”.

ولمحبي الكتب العلمية والإنسانية والترجمات، يمكنكم زيارة جناح المركز رقم D36 عرب – قاعة 3، في معرض القاهرة للكتاب في دورته الـ53 من 26 يناير إلى 7 فبراير 2022.