قال: لبنان سيشتعل .. هل نأخذ ما يقوله توفيق عكاشة على محمل الجد؟

توفيق يحيى إبراهيم عكاشة سياسي غريب الأطوار وصحافي مثير للسخرية من مواليد مدينة نبروه التابعة لمحافظة الدقهلية شمال القاهرة بدأ مسيرته التلفزيونية الغامضة في ماسبيرو مطلع التسعينيات كمذيع لبرنامج سياسي يدعى “أحزاب وبرلمان” الذي كان يذاع في الساعات الأولى من الصباح ليبدأ عكاشة في تقديم برنامجه بأداء تلفزيوني مغاير عن الفوضى التلفزيونية وهو المعروف عن الرجل الذي ظهر في صورة إعلامي فوضوي يثير البلبلة والسخرية طوال سنوات.

الخطاب الإعلامي المتناقض 

شتان بين توفيق عكاشة صاحب قناة الفراعين وهو الأعلامي صاحب الخطاب الذي يراه البعض ركيك دون المستوى والبعض الأخر يرى أنه مناسب وشعبي يصل سريعًا إلى البسطاء وسواء هذا أو ذاك سينتابهما الاستغراب عندما يشاهدا عكاشة وهو ملم وعلى دراية كاملة باللغة ذات الصبغة السياسية التي تعتمد على المصطلحات وانه قادرًا على تطويع اللغة لتنسجم مع حوار سياسي مع رئيس حزب أو برلماني أو وزير بعكس ما ظهر به بعد ثورة 25 يناير بالارتجال والحديث عن  ربطة الجرجير وهنا يظهر الفارق بين أسلوب ولغة الخطاب الإعلامي الذي يركز على الذوق العام وأخر يرى أن المهاترات والحديث غير المفهوم.

دراسة أمريكية عن ظاهرة عكاشة 

يرى والتر أرمبرست أستاذ الأنثروبولوجيا بجامعة اكسفورد بالمملكة المتحدة في دراسة بعنوان (حاوي الثورة المصرية دراسة أنثروبولوجية لظاهرة توفيق عكاشة) أن توفيق عكاشة تنطبق عليه شخصية الحاوي وهي شخصية متناقضة إلى حد بعيد وهي شخصية تملك القوة والدهاء والمكر لكنها تافهة وسخيفة في الوقت ذاته فعكاشة الذي يتصرف في سياق وضعية المجاز بطريقة يستغفل بها الأخرين يستغفل بها نفسه أيضًا.

“في هذه الدراسة إجابة على سؤال هام جدًا حول شخصية توفيق عكاشة  فهل نأخذ ما يقوله الرجل على محمل الجد؟ ..أم نختزله في إطار الهراء” وهنا نتأكد أن وراء عكاشة أكثر من الضحك فالرجل الذي لمع نجمه في أواسط 2011 إلى أواسط 2012 يعلم ما يقول ولكنه ينطبق عليه المثل العامي”سايق الهبل على الشيطنة”. 

إقرأ أيضًا…عفوا لن تحصلي على جائزة نوبل .. أنت امرأة اللجنة تحتقرك

ولطالما كانت التكهنات المتعلقة بظواهر طبيعية ودمار هنا وهناك هي الأكثر جاذبية لدى جمهور عكاشة بطبيعة الحال كان أخرها تفجير بيروت حيث قال الإعلامي في إحدى حلقات العام المنصرم من برنامج “مصر اليوم” إن:”لبنان سيشتعل اشتعال غير عادي بعد أيام زاعمًا أن الأوضاع في لبنان بعد شهر رمضان والعيد ستشهد اضطرابات واسعة وهو ما حدث بعد ساعات من تفجير بيروت الذي أدى إلى اشتعال أزمة سياسية في البلاد زار على أثرها الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون البلاد والتف حوله بعض اللبنانيون يشكون له حال النخبة الفاسدة. 

وتظل الحالة العكاشية متعلقة بما هو مثير حتى ان لم يستند على براهين لتسمع من جمهوره سواء من الأميين أو حاملي الشهادات أن هذا الرجل يعلم ما لا يعلمه الأخرين ليظهر هنا تناغم بين عكاشة والعكاشيين الذين يجب أن نأخذ آرائهم على محمل الجد بحسب أرمبرست.