قبل إتباع حمية غذائية.. احترس بعض الأنظمة قد تضر صحتك العقلية
-
مريم مرتضى
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال
نرغب جميعًا في الحصول على جسد ممشوق ورشيق، وفي سبيل ذلك نقوم بتجربة العديد من الأنظمة الغذائية بهدف خسارة الوزن، وفي معظم الأوقات لا يكون ذلك باستشارة طبيب مختص، وللأسف تُشكل معظم هذه الأنظمة خطرًا غلى صحتنا الجسدية، بل والأسوء صحتنا العقلية كذلك، دون أن ندرك مدى خطورتها.
كيف يؤثر نظامنا الغذائي على صحة عقولنا؟
بمرور الوقت يزداد اهتمام خبراء الصحة والتغذية أكثر فأكثر، حول تأثيرات الأنظمة الغذائية على صحة الشخص العقلية، بعدما اصبحت محط تركيز كبير للعلماء و الناس على حد سواء، ويوضح العلماء أن الاضطرابات العقلية من أكثر الأشياء التي تمثل تحديًا علميًا في عصرنا الحالي، وأنه إذا ثبت أن للغذاء علاقة بصحة العقل وبإمكانه منع أو علاج تلك الاضطرابات، فستتغير حياة ملايين الأشخاص للأفضل، وبالطبع هذا مجال معقد وصعب للغاية، لأنه يمس أحد أهم الأجهزة الداخلية للإنسان، وفي الفترة الأخيرة قام مجموعة من الباحثين في مجال التغذية بجامعة جوتنبرج في السويد، بعمل دراسة حول العلاقة بين النظام الغذائي والصحة العقلية، في محاولة لإظهار الدلائل على التأثير الحقيقي للنظام الغذائي على صحة العقل، وقد أظهرت الدراسة عدة حقائق مفيدة، مثل إثبات كون أن الغذاء يؤثر بشكل ما على الحالة المزاجية، حيث تحتاج أدمغتنا إلى العديد من العناصر الغذائية لكي تعمل بشكل جيد، وقد يكون لذلك الطعام تأثير سلبي على عدة أجهزة داخل أجسادنا، مثل الجهاز الهضمي حيث يتسبب في إثارة القولون، أو التهابات المعدة وغيرها، أو على الهرمونات حيث تقوم بعض الأطعمة بتحفيز هرمونات معينة، وعليه يكون للطعام الذي نأكله تأثير بشكل أو بآخر على الجهاز العصبي وعلى الحالة المزاجية.
النتائج الفعلية للدراسة
وجد العلماء أن هناك العديد من الأدلة الملموسة على وجود صلة حقيقية بين النظام الغذائي والاضطرابات المزاجية، مثل القلق والاكتئاب، ولكن حتى الآن لا يوجد دليل علمي قاطع على تلك التأثيرات، وهذه بعض الأمثلة الفعلية التي استخلصها العلماء:
وجد العلماء بعد عمل دراسة على أشخاص يتبعون حمية البحر الأبيض المتوسط، أن هذا النظام الغذائي قد تمكن من تحسين حالتهم المزاجية بشكل كبير، كما أنه أظهر تأثيرًا وقائيًا ضد الاكتئاب.
كذلك وجدوا أن اتباع حمية الكيتو، كان له دور فعال في علاج نوبات الصرع المقاومة للعقاقير، خاصة عند الأطفال، حيث قلت النوبات لديهم بشكل ملحوظ بعد إتباع ذلك النظام الغني بالدهون، وقليل الكربوهيدرات.
الأشخاص الذين يعانون من نقص فيتامين د، تظهر عليهم أعراض اكتئاب وتتأثر ذاكرتهم، خاصة عند كبار السن، وظهر أن تناول الأطعمة التي تختوي على عنصر فيتامين د، بإمكانها معالجة تلك الأعراض تمامًا دون الحاجة للجوء إلى العقاقير الطبية.
كذلك كان الوضع عند هؤلاء الذين يعانون من اضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه، فقد وجد العلماء أن الاعتماد على نظام غذائي متكون من الفواكه والخضراوات يقلل النوبات لديهم، ويساعدهم على إبقاء عقلهم متيقظ ومنتبه، بعكس الحال إذا ما تناولوا طعامًا غنيًا بالسكريات والكربوهيدرات، حيث تزداد الحركة لديهم، ويتشتت عقلهم.
وفي العموم مجال دراسة النظام الغذائي على الصحة العقلية، هو مجال جديد ولكنه هام للغاية، وبإمكانه إحداث ثورة في عالم الطب النفسي، ولكنه يفتقر إلى الأدلة العلمية ويعتمد حاليًا على الأدلة المؤقتة، ولكن ينبغي أن نهتم جيدًا بما نتناوله ولا نتبع أي نظام غذائي دون الرجوع للطبيب المختص لمعرفة ما يناسبنا.
الكاتب
-
مريم مرتضى
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال