قتل الصحافيين وشيطنة المقاومة.. سياسات الاحتلال لطمس جرائمه في قطاع غزة
-
مي محمد المرسي
مي محمد المرسي صحافية مهتمة بالتحقيقات الإنسانية، عملت بالعديد من المؤسسات الصحافية، من بينهم المصري اليوم، وإعلام دوت أورج ، وموقع المواطن ، وجريدة بلدنا اليوم ، وغيرهم .
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال
منذ بدء عملية “طوفان الأقصى” التي أطلقتها حركة” حماس” ، في السابع من أكتوبر/ تشيرين الأول 2023، وما تلاها من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي من عمليات إبادة جماعية للسكان المدنيين في قطاع غزة، فإنّ هناك حرب إعلامية أخرى تشيطن الفلسطينيين عن طريق توجيه الرأي العام العالمي بأخبار زائفة ضد ما هو حاصل على أرض الواقع.
وإلى جانب نشر هذه الأخبار التي ملئت القنوات العالمية فإن هذا الإعلام الغربي التابع للكيان المحتل يستخدم أليات طالمَا اعتمدها في حروبه الغير شريفة كعادته، وهي فكرة الإسلاموفوبيا ومعاداة السامية، وخلال الأيام الماضية شن الإعلام الغربي هجومًا حادًا على الفلسطينيين، غافلًا عن الإبادة الجماعية وقتل الأطفال والنساء واستخدام الفسفور والقنابل في دك المنازل بقطاع غزة وانقطاع الكهرباء وانعدام وصول المساعدات الإنسانية وقصف سيارات الإسعاف التي تنقل المصابين وقتل الصحافيين وملايين الجرائم المحرمة دوليًا.
إن ما يقوم به الإعلام الغربي يعتبر جريمة، ومشاركة فاعلة للكيان المحتل، من خلال عملية التبرير المستمر، والسكوت عن الجرائم الإنسانية التي تحدث في فلسطين، فهو نفسه الإعلام المتعاطف مع الأوكران، وهو نفسه الذي ينادي دائمًا باحترام الإنسان والحريات، فأين هو منها.
وبالرغم من إخفاء جرائم الاحتلال عن الرأي العام العالمي وشيطنة الفلسطينيين فإن هناك صحافيين وإعلاميين نقلوا الحقيقة بالصوت والصورة، حتى إن هناك هجوم عنيف من قبل قوات الاحتلال على هؤلاء الصحافيين مما أدى إلى استشهاد 8 منهم في معارك ليس لهم فيها ناقة ولا جمل.
اقرأ أيضا:حرب غزة.. صراعات جيوسياسية واستراتيجية تتجاوز معاناة الفلسطينين
إنّ استهداف قوات الاحتلال للصحافيين ومراسلي القنوات الإخبارية الذي يغطون النزاع الحاصل في حرب غزة ما هو إلا جريمة أخرى من الجرائم الذي يُحرّمها القانون الدولي، إذ تنص المادة 79 من البروتوكول الأول الإضافي إلى اتفاقيات جنيف لعام 1949م إلا أنه ينبغي احترام الصحفيين المدنيين المكلفين بتغطية النزاعات المسلحة وحمايتهم بمقتضى القانون الدولي الإنساني من أي شكل من أشكال الهجوم العمدي، وهذا ما لم يحدث ولم يتوجه أي عقوبة للكيان المحتل، ولم يسلط الإعلام الغربي على هذه الجريمة لأشخاص ليسوا طرفا في أي نزاع.
استهداف كل ما يوضح حقيقية الكيان المحتل
وثقت وحدة الرصد في قطاع غزة اعتداء الكيان المحتل على عشرات الصحافيين ما أسفر عن مقتل 7 منهم، وهم سعيد الطويل، محمد جرغون، و محمد الصالحي، ومحمد أبو رزق، وهشام النواجحة، إبراهيم لافي، وأسعد شملخ، كما قامت قوات الاحتلال باعتقال صحافي آخر يدعى” نضال الوحيدي” أثناء تغطية الأحداث التي اندلعت في شمالي قطاع غزة.
ووجهت قوات الاحتلال أعمال عنف في قطاع غزة على القنوات العربية والعالمية التي تعمل على تغطية الأحداث، ومنها الهجوم على فريق عمل القاهرة الإخبارية، ومنعهم من تغطية الأحداث بالقوة، كما منعت قوات الاحتلال أيضا طاقم عمل الجزيرة الإخبارية إبان تغطيتهم للأحداث، ومن بين أبرز القنوات العالمية التي منعتها قوات الاحتلال بالقوة مستخدمة في ذلك السلاح فريق عمل ” بي بي سي” .
وفي الحدود اللبنانية لم يختلف الوضع عمّا يحدث في قطاع غزة، إذ تصر قوات الاحتلال على خرق القوانين الدولية في حق الصحافيين والإعلاميين فقد قُتل المصور الصحافي” عصام عبد الله ” برصاص قوات الاحتلال، وإصابة 6 آخرين وهم “ثائر السوداني، وماهر نازح” من وكالة رويترز، كريستينا عاصي، وديلان كولنز” من وكالة فرانس برس.
وبعد هذه العمليات المباشرة من قبل قوات الاحتلال للإعلام الحر الذي ينقل الحقيقية بالصوت والصورة ويوثق جرائمهم البشعة ضد الإنسانية، لم نجد الإعلام الغربي ينادي بتطبيق القانون الدولي في هذا الجانب، فكيف يعرف العالم الحقيقية وفوهات البنادق في صدر كل من ينقل الحقيقة .
الكاتب
-
مي محمد المرسي
مي محمد المرسي صحافية مهتمة بالتحقيقات الإنسانية، عملت بالعديد من المؤسسات الصحافية، من بينهم المصري اليوم، وإعلام دوت أورج ، وموقع المواطن ، وجريدة بلدنا اليوم ، وغيرهم .
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال