قدوة السالكين و مُربي المريدين.. عن الخراشي الإمام الأول للأزهر
-
مي محمد المرسي
مي محمد المرسي صحافية مهتمة بالتحقيقات الإنسانية، عملت بالعديد من المؤسسات الصحافية، من بينهم المصري اليوم، وإعلام دوت أورج ، وموقع المواطن ، وجريدة بلدنا اليوم ، وغيرهم .
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال
الإمام الخراشي الإمام الأول للأزهر، اُشتهر في أقطار الأرض، عُرف عنه الورع والزهد وكان شيخ المالكية التي انتهت إليه رئاستها في مصر وقيل عنه “ما ضبطنا عليه ساعة هو فيها غافل عن مصالح دينه أو دنياه”.
نسبه ومولده
وُلد الإمام الشيخ محمد بن جمال الدين عبد الله بن على، في عام 1010هـ و 1601 م، ولُقب بالخراشي نسبة إلى قريته التي وُلد فيها ” أبو خراش” التابعة لمركز شبراخيت بمحافظة البُحيرة.
تلقى الشيخ الخراشي تعليمه على يد نُخبة من العلماء والأعلام مثل والده الشيخ “جمال الدين عبد الله بن على الخرشي” وكان لوالده فضل عظيم عليه فقد غرس فيه حب العلم وتطلعه للمعرفة .
كما تلقى الشيخ الخراشي العلم على يد الشيخ ” إبراهيم اللقاني” ، وكلاهما -أعني والده والشيخ اللقاني- تلقى معارفه عن الشيخ سالم السنهوري عن النجم الغيطي عن الشيخ زكريا الأنصاري عن الحافظ بن حجر العسقلاني بسنده إلى الأمام البخاري .
ومن مشايخه أيضًا الذين تلقى العلم على أيديهم؛ الشيخ يس الشامي، و الشيخ عبد المعطي البصير و الشيخ يوسف الغليشي، وغيرهم من العلماء والمشايخ الذين رسموا في حياته منهجًا سار عليه حتى وفاته.
وقد درس الشيخ الخراشي مجموعة العلوم التي كانت تُدرس في الأزهر الشريف آن ذاك مثل التفسير والحديث والتوحيد والفقه وأصوله وعلوم البلاغة والأدب والتاريخ والسيرة النبوية والصرف والعروض، كما درس أيضًا علوم المنطق والميقات، واطلع على أمهات الكتب في العلوم السابقة.
ظل الشيخ أبا عبد الله طوال حياته يتعلم ويُعلم، يستفيد من مشايخه، يروي طوال حياته ويُروى عنه، يُضيف شرح لكل ما يقع تحت يديه، فأفاد بقلمه المكتبة العربية والعلماء السابقين الذين يعتزون بثقافة ذلك الرجل ومعرفته الواسعة.
تلاميذ الشيخ الخراشي
ومن تلاميذ الشيخ الخراشي الذين حملوا لواء العلم من بعده وكان لهم الدور البارز في رفع شأن العلوم الإسلامية والعربية، ولهم مكانتهم المرموقة ، ومن بينهم الشيخ علي المجدولي والعلامة شمس الدين البصير السكندري ، والشيخ محمد النفراوي والشيخ محمد الزرقاني والعلامة الشيخ عبدالباقي القليني، والذي تولى مشيخة الأزهر وأصبح رابع مشايخه.
مؤلفاته
أثرى الشيخ الخراشي المكتبة العربية والإسلامية بالعديد من المؤلفات التي لا مثيل لها ومنها،
1- رسالة في البسملة.
2- منتهى الرغبة في حل ألفاظ النخبة .
3حاشية على شرح الشيخ إيساغوجي في المنطق.
4- الفرائد السنية في حل ألفاظ السنوسية.
5- الشرح الصغير لمختصر الخليل وجاء في أربع مجلدات.
6- الشرح الكبير لمختصر الخليل وجاء في ثماني مجلدات .
7- الأنوار القدسية في الفرائد الخرشية .
8- إجازة أجاز بها المؤلف الإمام تلميذه الشيخ علي الشبراملسي ت 1087هـ وهي نسخه مخطوطة ضمن مجموعة برقم 312 بدار الكتب المصرية .
ويقول الخراشي في مقدمة المخطوط :” يقول الفقير محمد الخراشي خادم الفقراء بالأزهر إني أخرج الشيخ علي الشبراملسي على الوجه المشروع مع سؤالي الله أن يتقبل منّا ومنه صالح الإعمال فإنه بالإجابة جدير و لاحول ولاقوة إلا بالله العلي العظيم”.
من أقول العلماء عنه
تحدث عن الشيخ الخراشي الشيخ الأول للأزهر الشريف العديد من المشايخ والمؤرخين ومن هؤلاء “الجبرتي”يقول عنه :” هو الإمام العلامة والحبر الفهامة شيخ الإسلام والمسلمين ووراث علوم سيد المرسلين…”
كما قال عن الشيخ” علي الصعيدي” العدوي المالكي في حاشيته التي جعلها على شرحه الصغير من خليل : “هو العلامة الإمام ، والقدوة الهمام شيخ المالكية شرقا وغربا ، قدوة السالكين عجمًا وعربًا ، مربي المريدين ، كهف السالكين ، سيدي أبو عبد الله بن علي”.
شهرته وتوليه الأزهر
نال الشيخ شهرته حينما تقدم به العمر حيث تولى مشيخة الأزهر وهو في الثمانين من عمره واستمر في المشيخة حتى توفاه الله، وقد توفي الشيخ الخراشي في صبيحة يوم الأحد السابع والعشرين من ذي الحجة سنة 1090هـ عن عمر يناهز التسعين .
ودُفن الشيخ مع والده بمقابر المجاورين قرب مدفن الشيخ سيد محمد البنوفوري، بعد أن عاش خياةً مليئة بالزهد والورع تاركًا للأزهر ما يقرب من 20 مؤلفًا والتي مازالت مراجع يرجع إليها الدارسين في العلوم الإسلامية والعربية .
الكاتب
-
مي محمد المرسي
مي محمد المرسي صحافية مهتمة بالتحقيقات الإنسانية، عملت بالعديد من المؤسسات الصحافية، من بينهم المصري اليوم، وإعلام دوت أورج ، وموقع المواطن ، وجريدة بلدنا اليوم ، وغيرهم .
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال