قراءة الشرق الأوسط أمر صعب .. كيف يرى الغرب حرب غزة؟
-
محمد فهمي سلامة
كاتب صحفي مصري له الكثير من المقالات النوعية، وكتب لعدة صُحف ومواقع إلكترونية مصرية وعربية، ويتمنى لو طُبّقَ عليه قول عمنا فؤاد حدّاد : وان رجعت ف يوم تحاسبني / مهنة الشـاعر أشـدْ حساب / الأصيل فيهــا اسـتفاد الهَـمْ / وانتهى من الزُخْــرُف الكداب / لما شـاف الدم قـــال : الدم / ما افتكـرش التوت ولا العِنّاب !
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال
في تقرير وصف بأنه “شديد الأهمية”، صدر مُسبقًا عن مركز الأبحاث والدراسات RAND Arroyo الإنجليزي، حاول التقرير استشراف رؤية ونوايا دولة الاحتلال الإسرائيلي تجاه المقاومة الفلسطينية الممثلة في حركة “حماس” مدعومًا بمزيج من التحليل الإخباري والعسكري، في غزة منذ اشتباكات عام 2009 إلى عام 2014 ، وهي العمليات التي تظهر كيف اضطرت دولة الاحتلال الإسرائيلي إلى التكيف مع الخصوم في المناطق الحضرية المعقدة. تضاريس. يلخص هذا الموجز هذه القصة ويستخلص الدروس ذات الصلة من تجربة إسرائيل للجيش الأمريكي والقوات المشتركة.
لأكثر من عقد من الزمان، اشتبكت إسرائيل مع حماس في غزة، مع دورات من العنف تحددها فترات من القتال العنيف تليها فترات هدوء نسبية. يلخص هذا الموجز تقريرًا يركز على فترة خمس سنوات من هذا الصراع – من نهاية عملية الرصاص المصبوب في عام 2009 إلى نهاية عملية الجرف الصامد في عام 2014.. وهناك قصصا كثيرة تحمل دروسًا سياسية قاسية لدولة الاحتلال . وقد قاتل جيش الاحتلال الإسرائيلي المتقدم قوة غير نظامية أضعف من قدراته نظريًا ولكنها شديدة التكيف مع بيئتها الصعبة، ورغم أن إسرائيل تزعم أنها قادرة على إلحاق الهزيمة العسكرية بالمقاومة الممثلة في “حماس”، إلا أنها لن تتمكن من الإطاحة بالمقاومة من دون المجازفة باحتمال قيام منظمة أكثر شراسة بحكم غزة. كما أن إسرائيل لم تكن تريد أن تكون مسؤولة عن حكم غزة في ظل فراغ السلطة في مرحلة ما بعد الصراع. وعلى هذا النحو، أصبحت استراتيجية إسرائيل الكبرى هي “قص العشب”، أو تقبّل عدم قدرتها على حل المشكلة بشكل دائم وبدلاً من ذلك استهداف قيادة المنظمات الفلسطينية المسلحة بشكل متكرر لإبقاء العنف تحت السيطرة.
إن التعامل مع المقاومة الممثلة في حماس في غزة يضع إسرائيل في مأزق استراتيجي: فهي تحتاج إلى ممارسة القوة الكافية لردعهم عن الهجوم، ولكن ليس بالقدر الذي يؤدي إلى إسقاط النظام، وكما قال أحد محللي الدفاع الإسرائيليين: “نريد أن نكسر عظامهم دون إدخالهم إلى المستشفى”.. وملخّص التقرير في أن الصراع يتوقف على تصور النجاح. الدرس الأول ذو الصلة هو أنه في صراعات ، يعتمد الدعم الشعبي للصراع في كثير من الأحيان على تصورات نجاح الحملة أكثر من اعتماده على الضحايا . لقد تكبدت إسرائيل كثير من الضحايا، وهي أرقام كبيرة بالنظر إلى قلة عدد سكانها الذي يبلغ ثمانية ملايين نسمة.
“قراءة الشرق الأوسط أمر صعب” ويؤكد الصراع أيضًا مدى صعوبة قراءة الشرق الأوسط. وحتى قبل العملية، فشلت إسرائيل في أن تفهم بشكل صحيح كيف يمكن للمصاعب الاقتصادية والضغوط السياسية الداخلية التي تمارس على المقاومة الفلسطينية الممثلةفي “حماس” أن تؤدي إلى دفع الصراع في غزة. وفي الواقع، إذا كان من الممكن أن يخطئ الجيش الإسرائيلي في الحكم على حماس على الرغم من كونها جيراناً مجاورين، فيجب على الجيش الأمريكي أن يكون أكثر حذراً بشأن سوء فهم المنطقة.
كما ترى نخبة من الخبراء العسكريون في الغرب، يجب على الجيوش الحديثة أن تواجه الحرب القانونية. كيف يجب على الجيوش الديمقراطية الحديثة أن تواجه بشكل متزايد الحرب القانونية – باستخدام القانون كبديل للوسائل العسكرية التقليدية لتحقيق هدف قتالي – عند محاربة القوات غير النظامية، وخاصة في المناطق الحضرية غير ممهدة لتكون موقعًا حربيًا يساعد الجيوش النظامية في تحقيق أهدافها. وأصبحت هذه الاشتباكات موضوع تدقيق قانوني مكثف وتحقيق بقيادة الأمم المتحدة، مما أثار الشكوك حول استخدام الجيش الإسرائيلي للأسلحة ذات الآثار واسعة النطاق في المناطق المكتظة بالسكان وغيرها من التكتيكات.
الكاتب
-
محمد فهمي سلامة
كاتب صحفي مصري له الكثير من المقالات النوعية، وكتب لعدة صُحف ومواقع إلكترونية مصرية وعربية، ويتمنى لو طُبّقَ عليه قول عمنا فؤاد حدّاد : وان رجعت ف يوم تحاسبني / مهنة الشـاعر أشـدْ حساب / الأصيل فيهــا اسـتفاد الهَـمْ / وانتهى من الزُخْــرُف الكداب / لما شـاف الدم قـــال : الدم / ما افتكـرش التوت ولا العِنّاب !
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال