همتك نعدل الكفة
352   مشاهدة  

قراءة تحليلية لـ كتاب الحق المبين في الرد على من تلاعب بالدين (21) ما المشروع الإسلامي الصحيح

المشروع الإسلامي
  • منتهى أحمد الشريف، باحثة شابة في العلوم الإسلامية، تخرجت من كلية أصول الدين جامعة الأزهر الشريف

    كاتب برونزي له اكثر من 100+ مقال



دار كلام كثير خلال السنوات الماضية عن المشروع الإسلامي بطريقة أثارت الجدل واللغطة وتم الترويج له بكثرة وقوبل برفض وتأييد ثم مس عقيدة الناس فتم تكفير الرافضين لأنهم معارضين له.

المشروع الإسلامي .. المعنى الصحيح الذي شوهه الإرهابيين

رسم عن المشروع الإسلامي
رسم عن المشروع الإسلامي

قام أسامة الأزهري بوضع تعريف يبلور فكرة المشروع الإسلامي فقال “تقديم أجوبة عينية جزئية تفصيلية محددة، على أسئلة العصر ومشكلاته، فى النواحى الدبلوماسية، والإدارية، والسياسية، والاقتصادية، والاجتماعية، والفلسفية، والمعرفية”.

قواعد المشروع الإسلامي

المشروع الإسلامي

يترسخ المشروع الإسلامي على قاعديتن أولهما أن يكون منطلقاً من النموذج المعرفى المسلم، المكون من: نصوص الشرع، ومقاصده، وإجماعاته، وأحكامه، وتشريعاته، وأخلاقه، وقيمه، وقواعده الأصولية والفقهية، وسننه الإلهية، وآدابه وفنونه، وثانيهما طريق توليد العلوم والمناهج والتنظيرات، التى يمكن تحويلها إلى برامج عمل، ومناهج تطبيق، تؤول إلى مؤسسات، ونظم إدارة.

أهداف المشروع الإسلامي كما ينبغي أن يكون

المشروع الإسلامي

غاية هذا المشروع الإسلامي الحقيقي كما قال الأزهري إنتاج تطبيقات معرفية وخدمية صانعة للمؤسسات والحضارة، تسرى فيها روح مقاصد الشريعة، من حفظ النفس والعقل والعرض والدين والمال، ومحبة العمران والسعى فى صناعته، واحترام الإنسان، وتعظيم الأصل والأساس الأخلاقى، والانفتاح على العالم، وإفادته والاستفادة منه، وبروز قيمة الطفولة، وقيمة المرأة، وحفظ البيئة، وحقوق الأكوان (إنساناً، وحيواناً، ونباتاً، وجماداً)، وسريان معنى الربانية فى ذلك كله، بحيث يفضى بالإنسان إلى ربه سبحانه، وهو نمط من الحضارة وتطبيقاتها، تتسع للمسلم والمسيحى واليهودى، والبوذى، والاشتراكى، والعلمانى، والليبرالى، واليسارى، والملحد، وسائر الملل والنحل، لا يشعر فيه أحد فى شئون المعاملة أنه مكره ولا مكروه ولا مضطهد، ومن لم يدخل فيه فإنه يستظل برحمته وعدله وشفقته وإنصافه، لأن هذا المشروع منتج للقيم، وناقل لها، وهو يصدّرها إلى الجميع.

وأساس هذا المشروع الإسلامى وأصله ومحوره وجوهره ومقصده وبَوْصَلَتُهُ ومؤشره هو منظومة الأخلاق، والمكارم الإنسانية، والقيم الرفيعة، واحترام الإنسانية، والسعى فى إسعاد الإنسان فى الدنيا والآخرة، وشعاره (إنما بُعثت متمماً لمكارم الأخلاق)، فكل تطبيق أو منتج يشوِّشُ على هذا المقصد، أو يفسده، أو ينحرف عنه، أو يفارقه فهو باطل.

وهذا كله من قبيل تخريج الفروع على الأصول، وهذه وظيفة المجتهد أو المجامع الفقهية، والاجتهاد يتجزأ، وأعنى بذلك تخريج الفروع والعلوم الإنسانية، والإدارية، والاقتصادية على أصول الإسلام وينابيعه ونموذجه المعرفى، وفق مناهج الاستنباط المعتمدة فى أصول الفقه وعلوم المعقول.

كيفية تطبيق المشروع الإسلامي

يتم تطبيق المشروع الإسلامي بوضع منظومة من الإجراءات، تشتمل على مراكز أبحاث، وحلقات نقاش، وورش عمل، تضم الفقهاء المحققين فى الفقه والأصول ومقاصد الشريعة وواقع العصر، مع جهابذة العمل الدبلوماسى وخبرائه مثلاً، بحيث تفضى تلك الإجراءات إلى رؤية، وخطة، ومعايير للتقييم، يتم بها استخراج كافة الإشكاليات والتصرفات والتطبيقات والأسئلة الجزئية التى تعترض الدبلوماسيين فى عملهم، مع فهم آفاقها ومشكلاتها ومآلاتها، وأثرها على علاقة الوطن بالقوى الدولية والأعراف الدبلوماسية المحيطة بنا فى العالم من حولنا، ثم يتم التداول فى كل ذلك، وتخريجه على أصول أهل الإسلام، بحيث يتم إيجاد رؤية وتحليل ومقترحات تسرى من خلالها مقاصد الدين وقيمه إلى هذا المجال، عن وعى واستنباط واستخراج دقيق لما يقدمه الشرع الشريف من أجوبة.

ولا تتم الإجراءات المذكورة من حلقات النقاش، وورش العمل وغيرها إلا فى جوٍّ من الثقة المتبادلة، والصداقة الحميمة، والتقدير المتبادل، والحرص على تبادل العلوم والمعارف من كل الأطراف فيما بينهم، مهما تباينت الرؤى والمفاهيم، بل إن الذى يدفع الجميع إلى ذلك هو الحرص الكبير على بناء الوطن، ومشاركة كافة الطوائف فى ذلك.

ثم يتم مثل ذلك فى النظم السياسية، ومفهوم الدولة، وشبكة علاقاتها بالأفراد وبمؤسسات المجتمع، ومعرفة وظائف الدولة المنوطة بها، والتقاطعات بينها وبين الحريات المختلفة، مع استيعاب للنظم السياسية المعاصرة، وخلفياتها الفلسفية عند توماس هوبز، وجون لوك، وهيجل، وغيرهم، ثم الرجوع بكل ذلك إلى معادن الشريعة وينابيعها، مع دراسةٍ وتطويرٍ وتمديدٍ وتوليدٍ لكتابات إمام الحرمين، والماوردى، وابن خلدون، وأمثالهم، حتى تتخرج هذه الفروع على أصول الشرع الشريف وتحقق مقاصده، فيتم بذلك صناعة مشروع تفصيلى جزئى عينى، يشتمل على أجوبة جزئية، بالقدر الذى يكفى لبناء العمل والتطبيقات عليها، على إشكالات العصر المتعلقة بذلك المجال، ثم إن النقد العملى والتطبيق الواقعى لهذه النظريات سوف يسهم فى توسيع آفاقها، وحَبْكِها، وتدارك الجزئيات التى لم يقع الالتفات إليها، ثم يبدأ طور آخر من الدراسة فى كيفية اتساق هذه المواد والقوانين والإجراءات مع النظم السياسية القائمة فى العالم من حولنا، فيشبه هذا العمل قول الإمام الشافعى رحمه الله: (أقمت عشرين سنة أطلب أيام الناس، أستعين بذلك على الفقه).

ويتم مثل ذلك فى كافة النواحى الفلسفية، والمعرفية، والعلمية التجريبية، والاقتصادية، والإدارية، والخدمية، بحيث عندما يتكامل ذلك، فإن الناتج النهائى هو الذى يمكن أن يسمى مشروعاً إسلامياً.

إقرأ أيضا
أعمال فنية

لا تنسى .. قراءة موقع الميزان لـ كتاب الحق المبين في الرد على من تلاعب بالدين

غلاف الكتاب
غلاف الكتاب

تناولنا على موقع الميزان قراءة تحليلية لـ كتاب الحق المبين في الرد على من تلاعب بالدين بالدين بهذه التقارير القراءة الأولى شرحًا للمقدمة، فيما كانت القراءة الثانية شرحًا للفصل الأول من الكتاب بينما كانت القراءة الثالثة عن الحاكمية وتفسير سيد قطب، فيما ستكون القراءة الرابعة حول مخالفة سيد قطب لتفاسير العلماء حول الحاكمية التي بنى عليها نظريته لتكفير المجتمعات الإسلامية من خلالها.

وتناولت القراءة الخامسة الحديث النبوي الذي ينطبق معناه على سيد قطب والمتعلق بمسألة حفظه للقرآن دون فهم معناه ، أما القراءة السادسة فعن قصة مناظرة بن عباس للخوارج والتي تعتبر أهم مناظرة فكرية في التراث الإسلامي، أما القراءة السادسة فكانت حول مناظرة بن عباس والخوارج بينما القراءة السابعة فهي ما يمكن استنتاجه من المناظرة، بينما تناولت القراءة الثامنة الجاهلية وتكفير المسلمين ، بينما تناولت القراءة التاسعة حول أن البلاد الإسلامية بلاد كفر، بينما تتناول القراءة العاشرة فكرة احتكار الوعد الإلهي، فيما تناولت القراءة الحادية عشر لمفهوم الجهاد ، أما القراءة الثانية عشر فكانت عن الفتوى الماردينية.

أما القراءة الثالثة عشر فكانت عن مفهوم التمكين بين الحقيقة والزيف ، فيما كانت القراءة الرابعة عشر حول تفنيد كذبة أن النبي يوسف طلب السلطة ، بينما كانت القراءة الخامسة عشر حول أخطاء الصلابي بقصة ذي القرنين، وأما القراءة السادسة عشر فكانت عن أخطاء سيد قطب الفقهية ، أما القراءة السابعة عشر فكانت عن أخطاء سيد قطب العقائدية.

وتناولت القراءة الثامنة عشر الرد على مقولة الوطن حفنة من تراب صنعه الاستعمار، بينما تناولتالقراءة التاسعة عشر الرد على الشبهات المتعلقة بحب الوطن، بينما تناولت القراءة العشرين أدلة حب الوطن من القرآن والسنة.

«يُتْبَع»

الكاتب

  • المشروع الإسلامي منتهى أحمد الشريف

    منتهى أحمد الشريف، باحثة شابة في العلوم الإسلامية، تخرجت من كلية أصول الدين جامعة الأزهر الشريف

    كاتب برونزي له اكثر من 100+ مقال






ما هو انطباعك؟
أحببته
0
أحزنني
0
أعجبني
0
أغضبني
0
هاهاها
0
واااو
0


Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
‫إظهار التعليقات (2)

أكتب تعليقك

Your email address will not be published.







حقوق الملكية والتشغيل © 2022   كافه الحقوق محفوظة
موقع إلكتروني متخصص .. يلقي حجرا في مياه راكدة

error: © غير مسموح , حقوق النشر محفوظة لـ الميزان