همتك نعدل الكفة
1٬216   مشاهدة  

قراءة تحليلية لـ كتاب الحق المبين في الرد على من تلاعب بالدين (7) بن عباس والخوارج والقضايا الستة

بن عباس والخوارج
  • خريج كلية الحقوق .. كاتب تقارير نوعية ومتخصص في ملفات التراث الديني والإسلام السياسي

    كاتب نجم جديد



استعرضنا في القراءة السابقة مناظرة بن عباس والخوارج وما حدث في هذا اللقاء وفي تلك القراءة (السابعة) نستعرض القضايا المستنتجة من هذه المناظرة والتي ذكرها الدكتور أسامة الأزهري في كتاب الحق المبين في الرد على من تلاعب بالدين.

القضية الأولى : (أهمية وجود مراصد للأفكار المتطرفة في مؤسسات الدولة)

شعار مرصد الأزهر
شعار مرصد الأزهر

استنتج الدكتور أسامة الأزهري من مناظرة بن عباس والخوارج ضرورة أن يكون في مؤسساتنا مرصد لرصد الأفكار المتطرفة يتابع عن كثب كل ما يطرأ عندنا من تيارات فكرية، أو أطروحات فلسفية أو قضايا مثارة مع دوام التحديث والمتابعة، ثم من بعد الرصد يأتي اعتصار الأفكار والمقولات الرئيسية التي تتأسس عليها تلك الأطروحة الفكرية ثم بيان وجوه مناقشتها وتفنيدها أو التفاعل معها ثم إيصال هذا النقد العلمي إلى ذلك التيار ورجاله وذلك لأن ابن عباس لم ينتظر أن يسألوا بل سعى إليهم.

القضية الثانية (لفت الانتباه لغياب الجماليات)

آية قل من حرم زينة الله التي أخرج لعباده
آية قل من حرم زينة الله التي أخرج لعباده

لجأ ابن عباس إلى مدخل عجيب لمناقشتهم حيث ذهب أولاً فلبس ثياب فاخرة من أجود ثياب اليمن والباعث لابن عباس على هذا التصرف هو أنه أراد أن يلفت نظرهم إلى غياب جماليات الهدي النبوي ، وغياب حس الجمال يؤدي بالتدريج إلى غياب منهج التفكير وطريقة الفهم والنظر فينتج الذهن فكراً مشوهاً خاليا من روح الشريعة ومقاصده العليا، ولقد استفز هذا المدخل لابن عباس وحركهم واستوقفهم وسألوه متعجبين “مرحبا مرحبا يابن عباس ماهذه الحلة؟! ثم ألجمهم الجواب بأنه قد رأى رسول الله وعليه أحسن الثياب ثم تلى قوله تعالى “قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللَّهِ الَّتِي أَخْرَجَ لِعِبَادِهِ”.

فتحقق لابن عباس ما أراد فقد حرك عندهم ملكة البحث والنظر ولفت نظرهم بلطف أنهم قد خرجوا وكفروا وزعموا لأنفسهم أنهم أنصار الشريعة وأعرف بالشريعة من الصحابة وعلي ابن أبي طالب في حين أنهم متحجرين عند مسائل محدودة بسبب قلة علمهم وفهمهم وليعلمهم أن الالمام بمكونات الهدي النبوي في حسن الظاهر وجمال الهيئة له أثر مؤكد في طريقة التفكير.

القضية الثالثة : (معرفة قَدْر النفس)

رحم الله امرئ عرف قدر نفسه - مقولة مأثورة
رحم الله امرئ عرف قدر نفسه – مقولة مأثورة

أن بن عباس ذَكَّرَ الخوارج بقدرهم و بيّن لهم مواطن الضعف في منهجهم وأن الطرف الآخر ذو قدر جليل من المعرفة فقال لهم جئتكم من عند صحابة رسول الله  المهاجرين والأنصار وعليهم نزل القرآن وذكرهم كذلك أنهم أعلم الناس بتأويل القرآن منكم  وقال لهم نظرت إليكم لم أجد فيكم أحد منهم و جئتكم من عند ابن عم رسول الله وصهره يخبرهم بلطف مكانة سيدنا علي ابن ابي طالب عند رسول الله  الذي يتهمونه بالكفر .

القضية الرابعة: (أهمية المعرفة)

تحديث المعرفة فهو قد سعى إليهم وبادر بمناقشتهم ولم ينتظر منهم أن يأتوا ليتعلموا أو يسألوه رأيه مما يدل على دوام الرصد والمتابعة العلمية من المؤسسات التي تراقب ما يطرأ من أفكار منحرفة داخل المجتمع.

القضية الخامسة : (الاستماع الجيد)

يلاحظ في مناظرة بن عباس والخوارج أن ترجمان القرآن حصر مقولاتهم التي تبنى عليها نظريتهم وتتشيد على أساسها فكرتهم ثم استوثق منهم وأكد عليهم أن مقولاتهم الثلاثة أو اعتراضاتهم هذه هي فقط لا يوجد غيرها وبدأ في الإجابة وأثناء شروعه في الإجابة بدأ يكرر مقولاتهم كل على حده بطريقة أمينه يطابق مرادهم ثم يضع قولهم على ميزان العلم الذين ارتضوه وهو القرآن والسنة فبدأ ابن عباس يبرز لهم ما خفي عنهم من فهم صحيح كشف عما في فهمهم من عوج.

فمنهج بن عباس هذا في حصر المقولات قبل الرد عليها دأب عليه العلماء بعد ذلك فنجد مثلاً الإمام الأشعري عندما أراد أن يرد على الأفكار المنحرفة في عصرها استخدم منهج بن عباس في حصر مقولات الفرق أولا وذلك في كتاب مقالات الإسلاميين.

القضية السادسة: (الحاكمية والفهم الخاطئ)

إقرأ أيضا
حالة خاصة
آية الحاكمية
آية الحاكمية

القضية المركزية التي انطلق منها فكر الخوارج قديما وحديثاً قضية الحاكمية مما يدل على إننا أمام منهج فكري واحد له نفس السمات والخصائص لكن بهيئة واسم مختلف .

وقد سلك ابن عباس في الرد عليهم مسلكًا رصينًا إذ كشف لهم عن منهجية غابت عنهم في فهم آيات القرآن وبين لهم أنهم اقتطعوا الآيات من سياقها وما صبروا على جمع بقية الآيات المتعلقة بنفس الموضوع حتى يظهر لهم الحق جليا ثم نبههم أنهم فقدوا معرفة دلالات الألفاظ ومقاصد الشريعة وأنهم جهلوا كيفية تركيب العام والخاص والمطلق والمقيد فعندما يتعلموا هذا المنهج في يظهر مراد القرآن وقصده من هذه الآيات .

لا تنسى .. قراءة موقع الميزان لـ كتاب الحق المبين في الرد على من تلاعب بالدين

غلاف الكتاب
غلاف الكتاب

تناولنا في القراءة الأولى شرحًا للمقدمة، فيما كانت القراءة الثانية شرحًا للفصل الأول من الكتاب بينما كانت القراءة الثالثة عن الحاكمية وتفسير سيد قطب، فيما ستكون القراءة الرابعة حول مخالفة سيد قطب لتفاسير العلماء حول الحاكمية التي بنى عليها نظريته لتكفير المجتمعات الإسلامية من خلالها.

وتناولت القراءة الخامسة الحديث النبوي الذي ينطبق معناه على سيد قطب والمتعلق بمسألة حفظه للقرآن دون فهم معناه ، أما القراءة السادسة فعن قصة مناظرة بن عباس للخوارج والتي تعتبر أهم مناظرة فكرية في التراث الإسلامي، أما القراءة السادسة فكانت حول مناظرة بن عباس والخوارج بينما القراءة السابعة فهي ما يمكن استنتاجه من المناظرة.

«يُتْبَع»

الكاتب

  • بن عباس والخوارج محمد سعد

    خريج كلية الحقوق .. كاتب تقارير نوعية ومتخصص في ملفات التراث الديني والإسلام السياسي

    كاتب نجم جديد






ما هو انطباعك؟
أحببته
0
أحزنني
0
أعجبني
0
أغضبني
0
هاهاها
0
واااو
0


Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
‫إظهار التعليقات (2)

أكتب تعليقك

Your email address will not be published.







حقوق الملكية والتشغيل © 2022   كافه الحقوق محفوظة
موقع إلكتروني متخصص .. يلقي حجرا في مياه راكدة

error: © غير مسموح , حقوق النشر محفوظة لـ الميزان