قراءة في كتاب الوداد الرياضي المغربي .. “الواك” الذي لا نعرفه
-
محمد فهمي سلامة
كاتب صحفي مصري له الكثير من المقالات النوعية، وكتب لعدة صُحف ومواقع إلكترونية مصرية وعربية، ويتمنى لو طُبّقَ عليه قول عمنا فؤاد حدّاد : وان رجعت ف يوم تحاسبني / مهنة الشـاعر أشـدْ حساب / الأصيل فيهــا اسـتفاد الهَـمْ / وانتهى من الزُخْــرُف الكداب / لما شـاف الدم قـــال : الدم / ما افتكـرش التوت ولا العِنّاب !
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال
لا كلمة تتردد في الشارع الرياضي المصري في الخمسة سنوات الأخيرة أكثر من كلمة “الوداد”، أو “الوداد الرياضي المغربي”، أو “وداد الأمة” .. وغيرها من المصطلحات التي تشير إلى المنافس الأشرس على المستوى القاري .. عدة مواجهات متتالية مع قطبي الكرة المصرية “الأهلي والزمالك” في وقت قصيرة جعلت الوداد هو رأس الحربة في سباق “الصيت الإفريقي” بالأخص مع حالة الانتعاشة التي تعيشها الكرة المغربية على مستوى المنتخبات وتحقيق المركز الرابع في كأس العالم “قطر 2022″، وحالة الانبهار العربية التي خلقها منتخب أسود الأطلس .. وبعيدًا عن زحام الحديث الرياضي البحت عن فريق كرة القدم لنادي الوداد الرياضي المغربي، فإننا أمام نادي صاحب تاريخ عريق على المستويين السياسي والاجتماعي في دولة المغرب الشقيق، لذلك يمكننا أن نمر في لمحة تاريخية وسياسية لهذا النادي، وذلك عن طريق كتاب من إعداد جمعية “وداد أكسيون” وكانت الحسابات الرسمية للوداد الرياضي المغربي قد قامت بنشره بمناسبة البطولة رقم 20 لناديهم العريق .. وفي هذا نقرأ فصلًا من فصول تاريخ نشأة هذا النادي وفريق الكرة الخاص به ودوره في استقلال المغرب ضد المحتل الفرنسي آنذاك.
رأى الوداد النور يوم 8 مايو 1937 في ظرفية خاصة، حيث كان المغرب يمر من مرحلة عسيرة. يرجع الفضل بالأساس إلى جيل من الوطنيين الذين اختاروا في الرياضة والمسرح وبرامج محاربة الأمية والكشفيات .. مشاريع نضالية لتوعية الشعب المغربي بخطورة الظاهرة الاستعمارية في مرحلة أولى. ثم الوقوف ندا للند في وجع فرنسا في مرحلة ثانية كام وقتها المواطن المغربي في غفله من أمره. منبوذًا ومحرومًا من أبسط الحقوق .
الوداد هو نتاج لثورة فكرية بدأت منذ العشرينات والثلاثينات بالمغرب، في فترة بزوغ الحركة الوطنية .. فترة النضج السياسي باختلاف أيديولوجياته. بدايات الوغي المغربي بالاحتمام مع الطلبة الجزائريين والتونسيين في إطار جمعية طلبة شمال إفريقيا التي تأسست في معقل المستعمر بباريس . هي جمعية بأبعاد وطنية، شمال إفريقية وعربية جلبت وكوّنت خيرة الشباب العربي المثقف الذي درس الظاهرة الاستعمارية ووضع استراتيجية نضال موحد للدول الصلاص من أجل محاربة الظلم. الهدف الوحيد والمشترك هو تحرير المغرب وتونس والجزائر من الاستعمار الفرنسي.
كان لهذه التجربة المغاربية المهمة نصيبها ووقعها على تاريخ المغرب،، كما كان لجمعيات قدماء تلاميذ المدارس الإسلامية نصيبها الكبير محليًا في تكوين وتأطير أجيال من المغاربة الأحرار وقفوا لعقود من الزمن في وجه المستعمر طبيعي أن يظهر بعد فترة الوعي الاختلاف، اختلاف الرؤى والأفكار والأيديولوجيات السياسية. لكن التيارات كانت كلها تصب في مصلحة تحرير واستقلال البلاد.
اختار كل قائد وسيلة أو غطاءا خاصًا به للتعبير عن رفضه لوجود المستعمر الحاج محمد بنجلون التويمي اختار الرياضة من بوابة نادي الوداد كوسيلة لممارسه نضاله الوني وكديبلوماسية موازية للعمل السياسي المغربي في تلك الفترة.
تزامن تأسيس نادي الوداد الرياضي في فترة ثلاثينيات القرن الماضي مع بزوغ الحركة الوطنية واستعمال الرياضة كوسيلة للتعبير عن رفض المغاربة للمستعمر الفرنسي. عرفت هذه المرحلة منع الإدارة الفرنسية الأندية المغربية الحديثة التأسيس من المشاركة ببطولة المغرب في الفترة ما بين 1933 و 1939 لتفادي تجمعات المغاربة بالملاعب الوطنية. إلى أن جاء موسم 39- 38 حيث شارك الاتحاد الرياضي لآسفي بتشكيلة غالبيتها مغاربة وبصموا على موسم دون حدوث أي مشاكل في الملاعب الوطنية. وهو ما فتح المجال للأندية المغربية الحديثة لدفع طلب الانضمام رسميًا إلى العصبة المغربية لكرة القدم من أجل المشاركة في بطولة الموسم الموالي. فتم ذلك وقبل ملف الوداد من أجل إحداث فرع لكرة القدم رسميًا وكان ذلك في يونيو 1939.
الكاتب
-
محمد فهمي سلامة
كاتب صحفي مصري له الكثير من المقالات النوعية، وكتب لعدة صُحف ومواقع إلكترونية مصرية وعربية، ويتمنى لو طُبّقَ عليه قول عمنا فؤاد حدّاد : وان رجعت ف يوم تحاسبني / مهنة الشـاعر أشـدْ حساب / الأصيل فيهــا اسـتفاد الهَـمْ / وانتهى من الزُخْــرُف الكداب / لما شـاف الدم قـــال : الدم / ما افتكـرش التوت ولا العِنّاب !
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال