قرية درنكة بأسيوط..كيف جعلتنا نمقت الشتاء كما نحبه؟
-
أحمد الأمير
صحافي مصري شاب مهتم بالتحقيقات الإنسانية و الاجتماعية و السياسية عمل في مواقع صحافية محلية و دولية عدّة
كاتب فضي له اكثر من 250+ مقال
بالتزامن مع موسم الأمطار الغزيرة التي تشهدها مصر كل عام مع بداية فصل الشتاء ونجد أن الكثيرين يقعون في حبه متناسين ما ييجب يحذروا منه فالشتاء كما يأتي ومعه الكثير من الأشياء التي نحبها لنتذكر أنه يأتي بأخرى نمقتها وما حدث في قرية درنكة في شتاء عام 1994 مثالًا فقبل أن يبدأ الشهر فعليًا في منتصف ديسمبر ينتظر الجميع في لهفة لـ تسجيل اللحظات الأولى التي تتساقط فيها الأمطار لكن يتبدل الأمر ويتغير الحديث ليكون عن طوفان الطرقات ويتحول الأمر إلى حدث بارز يغطي على الأحداث السياسية والرياضية وأخبار الفن ويتحول المطر إلى الترند الأكثر استمرارًا على مواقع التواصل الاجتماعية في مصر.
وبما أن موسم الأمطار في السنوات المنصرمة مر على مصر شتاء هذا العام بهطول أمطار وسيول تسببت في خسائر في الأرواح كان آخرها على وقع “عاصفة التنين” التي ضربت مصر في مارس هذا العام لذا فالشتاء أصبح كابوس مثلما يقع الكثير في حبه ويتغنى بجمال لياليه منتظرًا ذهاب فصل الصيف والخريف الذي يشهد أيامًا حارة أيضًا في بداياته.
الطرقات مليئة بالطين والسيارات عائمة وتجرفها المياه إصابات وخسائر في الأرواح إثر الصعق الكهربائي مشهد متكرر في كل عام و كلها اشياء لا يتم توثيقها على أنها تأتي مع الشتاء ويجب أن لا نقع فريسة في حب الشتاء وتنغمس عقولنا في تفاصيل رائحة المطر مع صوت فيروز وارتشاف القهوة دون أخذ الأمر على محمل الجد.
أتذكر عندما قاطع أسامة هيكل وزير الدولة للإعلام محمود شاهين مدير مركز التحاليل والتنبؤات الجوية بهيئة الأرصاد الجوية حينما كان يتحدث عن حالة الطقس التي ستضرب مصر في اليوم التالي وبالتحديد عندما تحدث عن أن ما ستشهده مصر لم تشهده منذ عام 1994 وقال الوزير مقاطعًا : “دي اللي كان فيها حادث درنكة؟.
إقرأ أيضًا….اسماعيل يس يسب الدين..مشاهير تجاوزوا الخطوط الحمراء بـ الألفاظ الخارجة
ما الذي حدث في درنكة؟
هي آخر نقطة في رحلة العائلة المقدسة في مصر وبطبيعتها الصخرية الجميلة التي تشبه البتراء يوجد دير العذراء انها درنكة التابعة لمحافظة أسيوط استيقظ أهاليها الكائنة منازلهم بغرب أسيوط على أصوات الرعد الصاخبة وعلى صخب السيول التي ضربت بجدران منازلهم بكل قوتها ووميض البرق الذي أفاقهم ليستيقظوا مهرعين وخائفين من انهيار منازلهم ذات الطبيعة الطينية البسيطة المعروفة في صعيد مصر ورغم أن الأهالي حاولوا الفرار خشية حدوث مكروه لهم …لكن القدر كان أسرع.
ولكي لا ننسى أننا في مرحلة خاصة لابد وان نتفق فيها ونكون لها بالمرصاد فيما يتعلق بالطقس والبنية التحتية بشكل عام مع تقديرنا لمجهودات الحكومة الحالية لكن اتمنى أنها تقوم بتوعية المواطنين بشكل واسع عن مخاطر هذه الفترة الخاصة فإنني مازلت أتذكر ما رواه لي أحد أصدقائي الصحفيين المهتمين بالطقس بعض إحصائيات الجهاز المركزي ومديرية الصحة عن هذه القرية التي لم ينجوا منها أحد بعد أن انصهرت جثامينهم تمامًا حيث حصدت الماء والنار في درنكة عام 1994 أرواح 500 شخص وعدد المنكوبين وصل إلى 3371 مواطنًا ونتج عن تلك الكارثة فقدان 440 أسرة منازلها وتلف ما يقرب من 20 ألف فدان ونفوق 3200 رأس ماشية و انهيار وتصدع الطرق والكباري.
ما تحقق لمواجهة فيروس كورونا بجهود الشعب ومؤسسات الدولة كان جيد ويدعو للإطمئنان تجاه أي كارثة غير متوقع حدوثها لكن كي لا نرى “درنكة” أخرى في هذه السنوات علينا بالتكاتف مع مؤسسات الدولة التي تسعى إلى الوصول لحلول أزمات البنية التحتية في الآونة الأخيرة.
الكاتب
-
أحمد الأمير
صحافي مصري شاب مهتم بالتحقيقات الإنسانية و الاجتماعية و السياسية عمل في مواقع صحافية محلية و دولية عدّة
كاتب فضي له اكثر من 250+ مقال