قشطة يابا ليست الهوئه الموئه… كفاية ادعاء وجهل.
-
محمد عطية
ناقد موسيقي مختص بالموسيقي الشرقية. كتب في العديد من المواقع مثل كسرة والمولد والمنصة وإضاءات
كاتب فضي له اكثر من 250+ مقال
عندما أصدر نقيب الموسيقيين مصطفى كامل قراره بوقف تراخيص مطربي المهرجانات، كتبت مقال طالبته فيه بأن يمتلك الجرأة والشجاعة ليصدر قرار بوقف نفسه عن الغناء لأن أغانيه الأخيرة لا تختلف كثيرًا عن أغاني المهرجانات سواء في كلماتها وموسيقاها، وأن القرار ما هو إلا مغازلة معتادة من أي فنان يجلس على مقعد النقيب وأن القرار لن ينفذ وهو ما تم بالفعل بعد أن قرر إنشاء شعبة جديدة لفئة المهرجانات تحت مسمى “أداء صوتي” وهنا انتهى الجدال.
إلى سيادة النقيب مصطفى كامل .. اللي بيته من إزاز
لكن لازال اصداء القرار تحوم في الأفق حيث هاجمه العديد من الفنانين منهم الممثل “صبري فواز” في منشور قصير طالب فيه بأن يطل علينا أحد المتخصصين من نقابة المهن الموسيقية ليقول لنا ما الفارق بين المهرجانات بين أغنية “قشطة يابا” لسيادة النقيب مصطفى كامل.
خرج بعدها مصطفى كامل ليدافع عن نفسه في حوار مع المذيعة إنجي أنور متهمًا فواز الممثل المخضرم بأنه لا يفهم في طبيعة الدراما! وأن الأغنية صنعت لغرض درامي بحت ثم عقد مقارنة مضحكة بين الأغنية وبين شخصية “عرفة الهلفوت” التي لم نهاجم عادل إمام على تمثيلها، وهي مقارنة توضح جهل مصطفى كامل بفنون الدراما، ثم واصل هجومه على فواز متهمًا إياه بالتنظير والإفتاء في الموسيقى دون علم! ثم يواصل التنظير وزج اسم الدولة في معرض كلامه لانه بالبلدي “جاب حقها” بتلك القرارات التي من شأنها الإرتقاء بالذوق العام.
لم يكتفي كامل بذلك واستمر في الدفاع عن نفسه في إحدى المؤتمرات التي عقدتها النقابة، وأن هناك أقلام تتربص به بسبب تلك الأغنية التي كرر أنها صنعت لغرض درامي مثلها مثل “أنا لا مسطول ولا بطوح” حمادة هلال ، “نزل ايدك تحت” مصطفى قمر، وأنه بمرور الوقت تحولت تلك الأغاني إلي سبه في جبينهم رغم أن مسيرتهم حافلة بالأغاني الجيدة، ودخل على الخط بعض المدافعين عن كامل بزج اسم المطرب الكبير “علي الحجار” في أغنية “الهوئه الموئه” التي غناها في مسلسل “أبو العلا البشري”.
كل تفسيرات كامل بأن الأغنية صنعت من أجل الدراما توضح أنه لم يشاهد فيلمه الوحيد مطلقًا، لأن الأغنية زجت داخل الفيلم بدون أي سبب منطقي حيث أن قصته تدور حول المطرب الشاب عمر “مصطفى كامل” الذي يبحث عن فرصة للغناء في ظل ظروف مأساوية يعيشها من مرض والده وحبيبته التي هجرته لأجل المال، ومع ذلك تأتيه الفرصة لإبراز موهبته في أحد الأفراح الشعبية.
قبل أن يصعد إلى المسرح نجد المطرب “صاصا” الذي اكتشفه كامل نفسه يغني ، وخلف المسرح يجلس عمر “مصطفى كامل” في قعدة انس ومخدرات مع أصدقاؤه قبل أن يصعد صديقه المقرب ومدير أعماله المستقبلي ليقدمه إلي الحضور بصفته المطرب الذي لم يأتي قبله أو بعده ثم يصعد إلي المسرح ليبدأ وصلته بأغنية “قشطة يابا“.
هذا المسار الدرامي المهترئ يوضح أن كامل لم يشاهد الفيلم وهو يعرف ويدرك تمامًا أن الأغنية صنعت كي يغازل بها شباك التذاكر وليس لأسباب درامية كما ذكر وأن أي عقد مقارنة بينها وبين أغنية الحجار ما هو إلا تهريج فني حيث أن أغنية الحجار تم التأسيس لها دراميًا فالغالبية التي تزج بها في السياق لا تعرف أن محسن “على الحجار” بدأ وصلته الغنائية بأغنية “حبيبتي الشمس مش بعيدة” والتي لم تنل اعجاب الحضور وتدخل مدير الملهي ليوجه الدفة إلي أغنية “الهوئه الموئه” التي وضحت حالة التردي التي وصل إليها الغناء وأن الغناء التافه المبتذل أصبح وسيلة الانتشار السريع لدى الجمهور، إذن المقارنة مضحكة جدًا وماهي إلا محاولات من سيادة النقيب للدفاع عن نفسه بحجج هو يعلم أنها باطلة تمامًا وكأنه يستغفل الجميع.
في النهاية من الأفضل لسيادة النقيب أن يباشر شئون منصبه بهدوء ودون تنظير ولا يخرج علينا كل يوم يدعي أنه حامي حمى الأخلاق الفنية الرفيعة وأن يغلق فمه لأنه عندما يتحدث تظهر ثقافته الضحلة و مدى جهله بالفنون كلها. وعليه أن يدرك أن إنتاجه الفني الكثيف الذي يتفاخر به في كل حوار لم يكن سوى حلقة من حلقات تاريخ الغناء الملفق.
الكاتب
-
محمد عطية
ناقد موسيقي مختص بالموسيقي الشرقية. كتب في العديد من المواقع مثل كسرة والمولد والمنصة وإضاءات
كاتب فضي له اكثر من 250+ مقال