قصة أول مكافأة لأسر شهداء السد العالي “تم صرفها يوم تحويل مجرى النيل”
-
وسيم عفيفي
باحث في التاريخ .. عمل كاتبًا للتقارير التاريخية النوعية في عددٍ من المواقع
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال
وصل شهداء السد العالي منذ بدء العمل في بناءه يوم 9 يناير 1960 حتى يوم تحويل مجرى النيل في 16 مايو 1964 إلى 218 شهيد، فقدوا حياتهم أثناء العمل وبعضهم راح ضحية الحر الشديد.
تعويضات أسر شهداء السد العالي واهتمام جمال عبدالناصر
اهتم الرئيس جمال عبدالناصر شخصيًا بملف تعويضات أسر شهداء السد العالي وتقررمنح مكافآت مالية لأسر شهداء السد العالي الذين كان يبلغ عددهم 218 شهيد ممن كانوا يعملون في مختلف قطاعات المشروع، وصرفت لهم مكافآتهم خلال أيام الاحتفال بتحويل مجرى النيل.
كان تخطيط صرف التعويضات لأسر شهداء بناء السد بقضي بأن يتم صرف مرتب سنة من المرتب الشامل للمهندس وأجر 365 يوم للعامل إلى جانب التعويض الذي تقرر صرفه لأسرته وهو أجر ألف يوم للعامل الذي استشهد نتيجة إصابته في العمل، فضلاً عن معاش مضاف يصرف لأسرته شهريًا، وتشمل المكافأة العاملين من السوفييت.
اقرأ أيضًا
شهداء السد العالي المنسيين “حين فتكت شمس أسوان باثنين من المهندسين”
كانت مكافأة أسرة الشهيد من العمل في بناء السد العالي لا تقل عن مبلغ 100 جنيه وتصل إلى 700 جنيه، وصُرِفَت هذه المكافآت لجميع أسر شهداء السد العالي ممكن كانوا يعملون في هيئة البناء أو لدرى شركات المقاولات التي بدأت في تنفيذ المشروع، شريطة أن يكون الشهيد قضى في العمل 3 أشهر.
تقرر أيضًا أن تكون المكافأة المالية التي ستمنح لجميع العاملين في بناء السد من العرب والسوفييت ويبلغ عددهم 35 ألف عامل وموظف ومهندس في حدود مرتب شهر، يضاف له مرتب نصف شهر بالنسبة للممتازين الذين حققوا تفوقًا في إنتاجهم وزادت معدلاتهم في العمل على البرنامج المحدد لهم، وهذه هي المرة الأولى التي ستقدم فيها مكافآت مالية للعاملين في المشروع من السوفييت إذ كانوا يحصلون على هدايا رمزية.
قدرت جملة المكافآت بنحو ربع مليون جنيه، وبدأت الأجازات من أول يونيو 1964 ثم حصل الجميع على الأجازات المستحقة لهم خلال أشهر يونيو ويوليو وأغسطس دون السماح بالأجازات في وقت واحد لأكثر من 30 % من العاملين في مختلف القطاعات حرصًا على استمرار العمل، كما تم السماح للذين استنفذوا الأجازات بالحصول على أجازة استثنائية لمدة أسبوع.
وبناءًا على توجيهات من الرئيس جمال عبدالناصر اعتمد المهندس صدقي سليمان مبلغ ربع مليون جيه لصرف مافآت أسر شهداء السد وبلغ عددهم 218 أسرة وصرف مكافآت تشجيعية، فضلاً عن الاتفاق بين المهندس صدقي سليمان وزير السد العالي وحمدي عاشور محافظ الإسكندرية على تخصييص 70 شاليه في بلاجات سيدي بشر للعاملين في السد خلال شهر يونيو من العام 1964 م.
الكاتب
-
وسيم عفيفي
باحث في التاريخ .. عمل كاتبًا للتقارير التاريخية النوعية في عددٍ من المواقع
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال