قصة الإسلام اللي كسب القضية (02) .. جذور النسخة الكسبانة
-
رامي يحيى
شاعر عامية وقاص مصري مهتم بالشأن النوبي ونقد الخطاب الديني
كاتب فضي له اكثر من 250+ مقال
الحلقة الأولى خدنا فكرة عن نسخة الإسلام اللي كسبت القضية، وزي ما أتفقنا هنعرف خلال الحلقة دي هل للإسلام نسخ متنوعة؟، ثم نخش على قصة النسخة اللي بتحكمنا النهارده.. ونحاول نعرف مستمدة شرعيتها منين؟
هل للإسلام نسخ؟
بسم الله الرحمن الرحيم.. الإجابة: أه
صباح الخير كده.. عندنا 3 مذاهب رئيسية، على اختلاف أحجامها:
المذهب الإباضي.. المذهب الرسمي في سلطنة عمان.
المذهب الشيعي.. المذهب الرسمي في جمهورية إيران.
مذهب أهل السُنة والجماعة.. المذهب الرسمي في أغلب الدول الناطقة بالعربية.
ماعرفش حاجة عن الأباضية مما يشير إلى احتمالية أنهم ناس طيبة أو ع الأقل في حالهم، أما الثنائي التاني فبينهم وبين بعض ما صنع الحداد وعياله، ده غير أن كل مذهب من دول تنبسق منه فرق وملل ونحل وطُرُق وهلم جر.. أي حد له الهوى ياخد جولة في هذا العالم يخش على أخوه في الإسلام الشهرستاني، وكتابه الموسوعي الملل والنحل.
الكتاب وفي تقسيمه المبدئي للفرق في الإسلام يُلاحظ ذِكر الشيعة لكن لا وجود ذِكر للسُنة، فرجعت لمعلوماته لقيت أنه على الأرجح عاش بين 1086-1153م / 479-548 هـ، والكتاب ده بعد ما وصل سنه الأربعين.. يعني مش قبل 1126م/519هـ، يبقى لحد القرن السادس الهجري (الأتناشر الميلادي) ماكنش فيه مذهب أو فرقة اسمها أهل السنة والجماعة؟، وبالبحث هتكتشفوا إنه مسمى حديث نسبيًا.. ودايرة عليه عركة بين السلفيين والأشاعرة “الأزهر يعني“.
نخش في الموضوع
أظن كده مش لسه هنتناقش في مسألة وجود نسخ متعددة من عدمه.. فنخش دوغري ع الحدوتة، على عركة التجديد V.S الثبات.. الفهم V.S الحفظ.. الإبداع V.S التكرار.. عركة بين طريقتين في التفكير (الأرشيفيةV.S التحليلية)، عركة نتيجيتها أدت لتأصيل ربط الإسلام بقريش.. العقيدة بالقبيلة.. الوحي بالتاريخ.. التدين بالأستعراب.
تدريب على تأثير اللغة/الكلام:
س: الجون جِه أزاي؟
ج: فضلوا يباصوا الكورة لبعض جوه التمنتاشر بتاعتهم.. فأتقطعت منهم.
س: الجون جِه أزاي؟
ج: فضلوا يباصوا الكورة لبعض جوه التمنتاشر بتاعتهم.. وماعرفوش يظبطوها فأتقطعت منهم.
الإجابة بالصيغة الأولى عرفتنا الجون دخل أزاي؟ كمان وصلت لنا معلومة ضمنية بشكل غير مباشر.. أنا ماينفعش فريق يباصي الكورة جوه التمنتاشر بتاعته.
بالصيغة التانية عرفنا الجون دخل أزاي؟ وبرضه وصلت لنا معلومة ضمنية بشكل غير مباشر، بس مختلفة عن الأولانية، هنا فهمنا أن المباصية جوه التمنتاشر خطر ومحتاجة مهارة وتركيز.
في حالة المثال الفرق بين مضمون الصياغتين مهم للعيبة الكورة “خصوصًا الناشئين”، ولعالم اللعبة بشكل عام. إنما إدراك الفرق بين المعنى في الصياغتين مهم جدًا للإنسان.. الفرد، وبالتبعية للبشرية كلها.
فخ اللغة
العرب بقيادة النبي تفوقوا لإنهم عملوا الخطوات س، ص، ع؟
العرب تفوقوا لإنهم عملوا خطوات مناسبة لظرفهم التاريخي واللي كانت س، ص، ع؟
ده هو السؤال الفارق في أزمة الإسلام والمسلمين.
منهج “أهل السنة والجماعة” في رؤية الإسلام كارثية، همه باختزال “هيفصل بعدين” سحبوا قدسية الوحي على تاريخ معاصريه، بالتالي مابقوش شايفين تاريخ المنطقة مربوط بجغرافيتها زي باقي تاريخ البشر.. وبالمقابل بقوا شايفين التاريخ جزء لا يتجزء من الدين وعلى أي مجتمع يقبل الإسلام أن يعتبر التاريخ ده تاريخه من ناحية ويبقى ملزم له كنموذج من ناحية تانية.
الرؤية دي تخليهم يختاروا رقم 1، بمنتهى الثقة وبلا أدنى ذرة شك.
الأسئلة التأسيسية للأمبراطورية الإسلامية
بدء تعرض الإسلام للأسئلة دي بعد وفاة النبي مباشرة، سؤال الخلافة مثلًا كان قبل حتى دفن النبي.. في سقيفة بني ساعدة.
سؤال جاوب عليه أبو بكر الصديق بمنتهى الحسم، أن الحكم حكر على قريش/القبيلة، وقدم الأدلة الشرعية -من الحديث- على كلامه، وده أول ركن في بناء ما يعرف النهارده بـ “أهل السنة والجماعة”. (الاستشهاد بمقولات للنبي لحسم خلاف سياسي بمنح أحد الأطراف الحق الإلهي)
وقت قليل جدًا وتم طرح السؤال التاني بشدة، هل الإسلام دين ولا دولة، سؤال جاوب عليه برضه أبو بكر من خلال موقفه من مانعي الزكاة، ودول قبائل بقوا على الإسلام لكن رفضوا دفع الزكاة لبيت المال في المدينة وقالوا إنهم هيفرقوها داخليًا على فقرائهم بمعرفتهم.
هنا كان فيه رأيين.. كل رأي صادر بناء عن إجابة لسؤال الإسلام دين ولا دولة؟، رأي عمر بن الخطاب كان عدم قتال مانعي الزكاة.. وده معناه أوتوماتيك أن الخليفة في المدينة مالهوش سلطة عليهم، أما رأي أبو بكر فكان مع قتالهم.. بالتالي إخضاعهم لسلطة المدينة، كعاصمة مركزية، موقف يمثل الركن التاني من أركان “أهل السنة والجماعة”.. الإيمان بأن الإسلام دين ودولة.
السؤال التالت كان عن نظام الحكم، بالتحديد كيفية تداول السلطة، سؤال أربك العرب/المسلمين كتير جدًا، يمكن حتى يومنا هذا، تداول السلطة من بعد النبي وحتى معاوية كان أعتباطي.. القاعدة الوحيدة أن يكون الخليفة قرشي.
أبو بكر.. تم اختياره بالطريقة اللي شوفناها، عمر.. أبو بكر اختاره قبل ما يموت بشوية، عثمان.. تم اختياره من ضمن مجموعة اختارها عمر وهو بيموت، علي.. وقته كان بداية صراع وحرب على السلطة أنتهت بانتصار معاوية.. اللي تولى عملية الإجابة على السؤال: بكلمة واحدة.. وراثي. القاعدة المسيطرة على غالبية الدول الناطقة بالعربية.. حتى مع الأنظمة الجمهورية.
وهي تالت أركان “أهل السنة والجماعة”.. اللي بتستند بلفظ “الجماعة” على سنة انتصار معاوية، حيث سموه عام الجماعة.. نهاية الفتنة وجماعة المسلمين اجتمعت على حاكم واحد. ثم نسبوا نفسهم له.
السؤال الرابع كان الهوية، وده تمت الإجابة عليه بشكل تدريجي، من أول عمر لما اختار للتقويم الجديد يعتمد على بنية التقويم العربي ويبدء يعد من هجرة النبي.. وصولًا لقرار عبد الملك بن مروان بتعريب الدواوين في مختلف الولايات التابعة لدولة الخلافة، وهي رابع ركن من أركان “أهل السنة والجماعة”.
حكمة الحلقة
بمحاولة رص الأركان الأربعة لمعسكر أهل السنة والجماعة يطلعوا:
الإسلام دين ودولة عروبية حكمها حكر على القرشيين/العرب يتناقل بين عائلاتها بأي وسيلة كانت ويتداول بين أبناء العائلة الواحدة بالتوريث.
الحلقة الجاية بقى هنخش على المعارك اللي خاضتها هذه النسخة من معارك.
إقرأ أيضاً
قصة الإسلام اللي كسب القضية (1) هل تعلم أنت بتدافع عن إيه؟
الكاتب
-
رامي يحيى
شاعر عامية وقاص مصري مهتم بالشأن النوبي ونقد الخطاب الديني
كاتب فضي له اكثر من 250+ مقال