قصة السامريين (2-2) في أي شيءٍ اختلفوا عن اليهود في العقيدة
-
وسيم عفيفي
باحث في التاريخ .. عمل كاتبًا للتقارير التاريخية النوعية في عددٍ من المواقع
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال
يتفق اليهود على تكفير السامريين جميعًا ولذلك فإن التوراة السامرية بها 7 آلاف اختلاف عن توراة بقية اليهود، غير أن بعد ظهور فلسفة العلاقة بين الله اللا متغير والأبدي والسرمدي والمعروفة بـ القبَّالاه تعمقت الهوة العقائدية.
اختلافات السامريين واليهود
تقوم الديانة السامرية على أركان خمسة هي أن الله واحد، وموسى نبي، والأسفار الخمسة هي الكتاب مضاف إليهم سفر يوشع بن نون، وجبل جرزيم مقدس، والإيمان باليوم الآخر، ولا يؤمن السامريين بأي نبي يهودي ولا أي توارة غير توراتهم ، أما لغتهم فالعربية أثناء الحديث والعبرية السامرية في العبادة.
اقرأ أيضًا
قصة السامريين (1-2) التاريخ القديم للطائفة الأصغر عالميًا وتفاصيل الإنشقاق اليهودي
كما أن للسامريين تقويم فلكي خاص بهم وهو تقويم حساب الحق القمري حيث يحددون بداية الشهر مع ميلاد القمر بعكس اليهود الذين يعتمدون على الرؤيا.
اقرأ أيضًا
عن يهود الأندلس .. لماذا أحبوا المسلمين لدرجة خدمتهم أكثر من القوط ؟
ومن حيث الاحتفالات فإن السامريون يحتفلون بأعياد التوراة السبعة وهي «عيد الفصح، عيد الفطير (العجين غير المختمر)، عيد الحصاد، عيد رأس السنة العبرية، عيد الغفران، عيد العرش، عيد الثامن فرحة التوراة.
اقرأ أيضًا
“كيف ولماذا ؟” عن يهود العالم العربي الذين تقلص عددهم ففتح نظرية فريدمن ؟
من حيث الطعام فإن كبير كهنة السامريين في حوارٍ له قال « لا نجمع في الطعام روحين على مائدة واحدة كاللحم واللبن، كما لا يجوز أكل اللحوم المذبوحة على غير طريقتنا لأن للذبيح شروطًا دينية، أهمها أن يكون «الجزار» سامريًا ملما بتعاليم الشريعة، يعرف المحللات والمحرمات، وأن يستعمل سكينا حادا لا يقل طولها عن 25 سم حتى يستطيع الذبح بنحرة واحدة، وأن يعرف موقع السكين من رقبة الحيوان، وأن يتوجه أثناء الذبح إلى وجهة جبل جرزيم، ويجب أن يطمر الدم بعد الذبح.
جبل جرزيم بالنسبة للسامريين
استعرض الدكتور عبدالوهاب المسيري قصة جبل جريزيم فقال أنه جبل صخري يطل على الوادي الذي تقع فيه شكيم (نابلس فيما بعد)، ويواجه جبل عيبال على ارتفاع 2849 قدماً فوق سطح البحر، و700 قدم فوق مدينة نابلس، وقد بُني فوق جريزيم أقدم هيكل للعبرانيين، ثم جاء داود فأبطله وعطله بعد أن نقل عاصمته إلى القدس.
وقد جاء في العهد القديم أنه حينما فتح العبرانيون الجزء الأوسط من فلسطين، نفذ يشوع التوجيه الذي أعطاه إياه موسى حسب الرواية التوراتية، وأوقف نصف القبائل العبرانية على جبل جريزيم لينطقوا بالبركات، وأوقف النصف الآخر إلى جهة جبل عيبال لينطقوا باللعنات، ويرى السامريون أن الموضع الذي وقف فيه إبراهيم بابنه، ليذبحه، كان على هذا الجبل، وجريزيم جبل مقدَّس عند السامريين؛ بنوا فوقه هيكلهم ليحجوا إليه، واستمروا في تقديم القرابين عليه حتى بعد أن هدم يوحنا هيركانوس هيكلهم عام 128 ق. م. وقد أعادوا بناءه إلى أن هدمه الرومان في النهاية عام 67 ق. م.
الكاتب
-
وسيم عفيفي
باحث في التاريخ .. عمل كاتبًا للتقارير التاريخية النوعية في عددٍ من المواقع
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال