قصة المسحراتي سيد مكاوي ومرحلة الكباريه السياسي ببصمة علاء عبدالخالق
-
وسيم عفيفي
باحث في التاريخ .. عمل كاتبًا للتقارير التاريخية النوعية في عددٍ من المواقع
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال
ظل المسحراتي سيد مكاوي هو أحد علامات وأمارات القوة الناعمة المصرية فيما يخص فقرات رمضان الإذاعية والتلفزيونية ولم يستطع أحد حتى الآن أن يقوم بها.
كيف جاءت فكرة المسحراتي سيد مكاوي
قبل ستينيات القرن الماضي كانت فكرة المسحراتي موجودة في الإذاعة المصرية لكن بشكلٍ يختلف عن ما يقدمه سيد مكاوي، فبحسب ابنته كان العمل موكولاً إلى مؤلفين وملحنين بعينهم ويقوم كل واحدٍ منهم بتقديم التسحير بشكل يمثل لونه.
ساهم سيد مكاوي في تغيير ذلك الشكل فقرر إلغاء الآلات الموسيقية والاقتصار فقط على الطبلة، وبذلك يقدم المسحراتي الشعبي الذي يمثل مصر، وأن تكون هناك كلمات لها تأثير أقوى من الموسيقى نفسها، وذلك لأن الموسيقى ستشوش على الكلمات الشعرية، فوقع الاختيار على فؤاد حداد ليكتب كلمات المسحراتي.
في العام 1964 كان صلاح جاهين هو المرشح الأول لكتابة المسحراتي، لكنه قال أن الأجدر بكتابتها هو الشاعر فؤاد حداد فقام بكتابة تسحيرة بنظام المقدمة والبداية والوسط، وتحمل الحلقة أغنية وموالاً، فأنجز ثلاثين حلقةً عام 1964 وبعد 4 سنوات كتب 30 حلقة أخرى، واستمرا على نفس النسق بنظام 15 حلقة كل موسم.
حدث تطور شديد الأهمية في تاريخ فكرة المسحراتي فنيًا وهو ما جرى عام 1983 عندما تقرر تقديم المسحراتى في التليفزيون المصري ومن إنتاج أفلام التليفزيون، ويحكي عمرو الليثي عن صلة والده ممدوح الليثي رئيس قطاع الإنتاج بالأمر فقال «وقتها كلم والدي الشيخ سيد مكاوى وأقنعه- بعد جهد طويل- بأن يحول المسحراتى اللى كان بيعمله في الإذاعة إلى فيلم من إنتاج أفلام التليفزيون، وكان مزيجًا من حلقات قديمة وحلقات جديدة».
الكباريه السياسي يدخل في التطوير
فن الكباريه السياسي كان نشطًا في مصر من قبل حتى وجود السينما المصرية كما ذكر الدكتور محمد عبدالمنعم في كتاب الإخراج في مسرح الكباريه السياسي، وكان يقوم على اللوحات الفنية المرسومة، ثم الاستعراضات المسرحية بالعرائس وأخيرًا وجود ممثلين من لحم ودم يقومون به، وكانت فكرته سياسية صرفة.
يقول محمد عبدالمنعم في كتابه «تتفق هذه العروض (الكباريه السياسي) في أنها لا تقف عند البطل الفرد وإنما تتجاوزه إلى الشكل الجماعي؛ إذ تتسم بإحلال الجماعة مكان الفرد لذلك تخاطب الضمير الجمعى للاالفردى فى وضوح ومباشرة، كما تتفق على استخدام اللغة المسرحية باعتبارها الأكثر ملائمة لفن المسرح والأكثر تعبيرًا عن روح العرض المسرحى كما أنها لا تهتم بتقديس النص المسرحي كما يحدث في العروض التقليدية، كان الكباريه السياسي راديكالي ثوري»؛ وخلال ثمانينيات القرن الماضي شهد الكباريه السياسي تزايدًا في العروض والإقبال عليه على مسارح القطاع العام ومسرح الدولة بل وحتى على صعيد مسارح القطاع الخاص.
دخل المسحراتي في الكباريه السياسي في 22 إبريل سنة 1988 عندما قدمت جمعية هواة المسرح بالاشتراك مع وزارة الثقافة العرض المسرحي «المسحراتي الأصيل» طوال شهر رمضان في التجمعات والساحات الشعبية، وكان من بطولة علاء عبدالخالق وأحمد صيام وعادل أنور وحياة الشيمي وأشرف طلبة.
كانت فكرة العرض عبارة عن تقديم 6 لوحات من الكباريه السياسي لمعالجة مشكلات المجتمع المصري بأشعار فؤاد حداد وبيرم التونسي وألحان يوسف كمال وديكور وملابس موريس عدلي، والعرض من إعداد وإخراج عمر دوارة وتم تقديمه لأول مرة في ساحة السلطان حسن.
الكاتب
-
وسيم عفيفي
باحث في التاريخ .. عمل كاتبًا للتقارير التاريخية النوعية في عددٍ من المواقع
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال