قصة جريمة قتل بسبب شريط شفيقة ومتولي “القاتل من نفس بلد بطل الموال”
-
وسيم عفيفي
باحث في التاريخ .. عمل كاتبًا للتقارير التاريخية النوعية في عددٍ من المواقع
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال
دخلت سوهاج في الأغاني صراحةً مرتين بوصفين مختلفين، كان الأول هو «بلد شفيقة» واستهدف مركز جرجا تحديدًا نسبةً لقصة شفيقة ومتولي، أما الثاني فكان «بلد المواويل» من أغنية داليدا.
شفيقة ومتولي .. رحلة قصة في عالم الفن
على وجه اليقين فإن قصة شفيقة ومتولي حدثت بالفعل مطلع القرن العشرين، فالشقيقين من مركز جرجا في محافظة سوهاج وجرت وقائعها مطلع القرن العشرين، حيث متولي الذي دخل التجنيد ووصل له نبأ أن شقيقته عملت في الدعارة فذهب إلى بلده وعرف بأنها في أسيوط ليسافر إليها ويقتلها ويعود متباهيًا بأنه أنقذ شرفه، وحوكم وخرج دون عقاب لأن الجريمة هي جريمة شرف.
بعد مضي نصف قرن تغنى المطرب الشهير ذائع الصيت حفني أحمد حسن بقصة شفيقة ومتولي، ليكون هو فاتح شهية كل المبدعين الذين تناولوا القصة بأشكال مختلفة فخلد المسرح قصة شفيقة ومتولي من خلال 3 مسرحيات حملت اسم بطلي القصة، الأولى في سنة 1962 للمؤلف شوقي عبدالحكيم، والثانية سنة 1971 للمؤلف أحمد علام، والثالثة سنة 1977 م، ثم اكتسبت القصة شهرةً فنية بالمسلسل الإذاعي شفيقة ومتولي عام 1971 م، وبعدها صار الاكتساح لفيلم أحمد زكي وسعاد حسني الذي كتبه صلاح جاهين وعرض عام 1978 م.
رغم المحاولات الفنية لعرض قصة شفيقة ومتولي بعد فيلم سعاد حسني وأحمد زكي، لكن ظل فيلم الفتى الأسمر والسيندريلا هو المحاولة الأشهر على الإطلاق، لكن لم تؤثر في شيء مثل تأثير حفني أحمد حسن.
افتتن حفني أحمد حسن بقصة شفيقة ومتولي لدرجة أنه غنى موالين لهما، كان الأول هو الموال الأشهر ذا الـ 20 دقيقة؛ وبعد فيلم صلاح جاهين أراد حفني أن ينصف شفيقة فغنى موالاً آخر مدته ساعة بعنوان ليه نظلم شفيقة ولم يلقى شهرة الموال الأول ولا حتى تأثيره، فقد وصل أثر ذلك الموال إلى حد قيام رجل من سوهاج بقتل شقيقته تأثرًا به.
الجريمة الكوبي بيست بتصرف !
في العام 1985 م شهدت منطقة إمبابة جريمة قتل ضحيتها سيدة مطلقة اسمها سناء جابر عبدالرحمن تبلغ من العمر 30 سنة، ولديها طفلين أحدهما إبراهيم يبلغ 11 سنة والأخرى نادية ذات 9 سنوات، وكان الجاني شقيقها حمدي الأكبر منها بـ 5 سنوات ويعمل قهوجيًا، والاثنين من جرجا.
اقرأ أيضًا
شفيقة ومتولي..موال دموي بصوت الريس حفني في “فلكلور الصعيد”
أثناء سفر القهوجي إلى بلدته جرجا في إبريل عام 1985 عبر سيارة أجرة أدار سائقها شريط كاسيت يحكي قصة شفيقة ومتولي واستمع القهوجي إلى القصة جيدًا وعاد في نفس اليوم إلى القاهرة واتجه إلى منزل شقيقته المطلقة في شقتها الكائنة بكفر السلمانية بوراق العرب، ووجدها نائمة فذبحها وفصل رأسها عن جسدها تمامًا، وصمم على المثول أمام النيابة بملابسه الملوثة بدماء شقيقته.
تفيد أخبار الحوادث في جريدة الجمهورية أن مأمور مركز امبابة تلقى بلاغًا يفيد بالعثور على جثة سيدة 30 سنة مذبوحة في شقتها بكفر السلمانية بوراق العرب وانتقل إلى مكان الحادث العقيد أحمد نصر مفتش مباحث المديرية والرائد أمجد الشافعي معاون مباحث المركز، ودلت تحريات المقدم أحمد كامل رئيس المباحث أن المجني عليها كانت على خلاف مع شقيقها بسبب خروجها من المنزل بدون إذنه وأن إحدى جارتها شاهدت المتهم وقت وقوع الحادث وهو يخرج من شقة المجني عليها عليها وملابسه ملخطة بالدماء.
ألقي القبض على القهوجي وأجرت النيابة معاينة تصويرية لمكان وأمام جمال فزاع وكيل النيابة نيابة مركز امبابة اعترف المتهم بجريمته وقرر أنه سافر إلى بلدته جرجا، يوم وقوع الحادث، وفي الطريق سمع قصة شفيقة ومتولي على شريط الكاسيت في السيارة التي استقلها.
فتأثر بها وعاد إلى القاهرة في نفس اليوم حيث دخل شقة شقيقته فوجدها ممددة على سريرها ففاجئأها بعدة طعنات في صدرها ثم فصل رقبتها بالمطواة وعاد إلى منزله وظل مرتديًا ملابسه الملوثة بالدماء حتى قبضت عليه المباحث وأصر المتهم على مثوله أمام النيابة بملابسه التي ارتداها وقت الحادث، وقال أنه قتلها لشكه في سلوكها.
المراجع
-
جريدة الأهرام عدد 3 إبريل 1985 م
-
جريدة الأخبار عدد 3 إبريل 1985 م
-
شفيقة ومتولي والمستخبي – مجلة الرسالة عدد 18 يونيو 1964 م
-
التوظيف الدرامي لموال شفيقة ومتولي – د. حسام عبدالعظيم
الكاتب
-
وسيم عفيفي
باحث في التاريخ .. عمل كاتبًا للتقارير التاريخية النوعية في عددٍ من المواقع
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال