همتك نعدل الكفة
896   مشاهدة  

قصة حبس المؤرخ عبدالرحمن الرافعي (2-2) رحلة النقل على السجون وسر حب درب الجماميز

حبس عبدالرحمن الرافعي
  • باحث في التاريخ .. عمل كاتبًا للتقارير التاريخية النوعية في عددٍ من المواقع

    كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال



كانت الليلة الأولى في أشهر حبس المؤرخ عبدالرحمن الرافعي مفعمة بالأحداث، فقد تمم السجناء التعليمات واستلقى الرافعي مع صديقه عبداللطيف بك المكباتي في مشاعر مختلفة.

عبدالرحمن الرافعي ورحلة النقل لمزيد من السجون

عبدالرحمن الرافعي
عبدالرحمن الرافعي

قال الرافعي عن صديقه المكباتي «نظر كل منا إلى صاحبه نظرة دهشة و استغراب  و أخذنا نتأمل تصاريف الأقدار ، ثم ما لبثنا أن مزجنا الدهشة بشيء من الفكاهة والسخرية من سياسة الحكومة التي تعتقل الناس جزافًا و في غير حدود العدل والقانون ، دون أن توجه إلينا تهمة، و قد رأيت من المكباتي جلدًا و صبرًا أعجبت بهما، و زادا من تقديري له ، إذ كنت أظن أنه قد يتسخط على مسلكه الوطني الذي أدى به إلى الاعتقال، ولكني على العكس رأيته فخورا به معتزا بشخصيته ، عالي الرأس كعادته، و أخذنا نقطع الوقت بالأحاديث نتناولها في شتى المواضيع ، فكانت خير سلوى لنا في هذه الأوقات العصيبة» .

اقرأ أيضًا 
قصة حبس المؤرخ عبدالرحمن الرافعي (1-2) تصفية حسابات مع مصطفى كامل أدت إلى اعتقاله

جاءنا الفرج لعبدالرحمن الرافعي لكنه ليس بإطلاق سراحه بل بنقلنا إلى معتقل أعدته سلطات الاحتلال الإنجليزي بدرب الجماميز  في مبنى مخازن وزارة المعارف، هذا النقل تكلم عنه الرافعي قائلاً  «شعرنا فيه بشيء من الراحة النسبية إذا قورن بسجن الاستئناف، وسمح لنا فيه على الأقل أن نجتمع معا في أي وقت نشاء، وأن نختار من الغرف الصغيرة والمتوسطة والكبيرة ما نشاء  وأن يختار كل منا زملاءه، فاخترت مع أخي أمين غرفة واحدة كان بابها مفتوحا في كل وقت، و لا رقابة علينا في خروجنا منها، وكتبت لأهلي خطابا أبشرهم فيه بأننا انتقلنا من سجن الاستئناف إلى المكان الجديد  وأن دواعي الراحة متوفرة فيه».

عبدالرحمن الرافعي في آخر أيامه
عبدالرحمن الرافعي في آخر أيامه

في سبتمبر سنة 1915 تم نقل عبدالرحمن الرافعي بجوار ليمان طره المشهور وتكلم الرافعي عن هذا السجن فقال “و يبدو لي أن سبب نقلنا إلى هذا المعتقل الجديد أن السلطة العسكرية رأته أبعد عن أنظار الناس و عن الزيارات العائلية من معتقل درب الجماميز، فضلا عما يوحى به اعتقالنا في طره – حيث الليمان المشهور – من الرهبة و الفزع لمن كانوا مطلقي السراح من الوطنيين و ربما كان من أسباب هذا النقل أيضا أن معتقل درب الجماميز ضاق بمن فيه، إذ زاد علينا بعض طلبة الحقوق الذين اتهموا بتحريض زملائهم على الإضراب يوم زيارة السلطان حسين كامل لمدرستهم، ثم نقلونا في فبراير سنة 1916 إلى معتقل آخر أعدوه لنا بالجيزة في مبنى سجن قديم مهجور كان يعرف بالسجن الأسود ، و قد تحول بعد ذلك إلى عدة مبان حكومية بأول شارع الهرم بالقرب من كوبري عباس، ومكثنا به إلى أن أفرج عنا يوم 17 يونيه سنة 1916، أي أننا مكثنا معتقلين عشرة أشهر ، و كان الإفراج عني مع أخي أمين بك و عبد الله بك طلعت في يوم واحد” .

الإفراج عن عبدالرحمن الرافعي ومقابلة السلطان

عبدالرحمن الرافعي
عبدالرحمن الرافعي

انتهى حبس عبدالرحمن الرافعي وسافر مع شقيقه أمين الرافعي وعبدالله طلعت إلى الأسكندرية ، حيث أعدوا لهم عدة زيارات اقترنت بإطلاق سراحهم فقابلنا حسين رشدي باشا رئيس الوزارة في منزله فأحسن استقبالهم و تحدث إليهم عن ضرورات الحرب وعن مساعيه لدى السلطة العسكرية البريطانية لإطلاق سراحهم حتى كللت أخيرا بالنجاح، فشكروه على حسن مسعاه ، و طلب منهم أن يذهبوا لمقابلة السير رونلد جراهام مستشار وزارة الداخلية وقال عنه إنه هو أيضا سعى في الإفراج عنا ، فذهبوا إليه بدار الوزارة وقابلوه و أبدى نحوهم شعورًا طيبًا .

إقرأ أيضا
نادية فكري
السلطان حسين كامل
السلطان حسين كامل

تكلل الإفراج عن عبدالرحمن الرافعي بمقابلة السلطان حسين كامل في قصر رأس التين وعن هذه المقابلة قال “استقبلنا بعطف وحفاوة  و أخذ يدافع عن سياسته منذ إعلان الحرب العالمية و قبوله عرش السلطة، و قال أنه قصد خدمة مصر والأسرة العلوية ، و التفت في ختام الحديث إلى أخي أمين ووعده بالمساعدة المالية لإصدار صحيفة الشعب، فشكره أمين وانتهت المقابلة بالتحيات المقرونة بالدعوات.

الكاتب

  • حبس عبدالرحمن الرافعي وسيم عفيفي

    باحث في التاريخ .. عمل كاتبًا للتقارير التاريخية النوعية في عددٍ من المواقع

    كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال






ما هو انطباعك؟
أحببته
0
أحزنني
0
أعجبني
0
أغضبني
0
هاهاها
0
واااو
0


Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
‫إظهار التعليقات (2)

أكتب تعليقك

Your email address will not be published.







حقوق الملكية والتشغيل © 2022   كافه الحقوق محفوظة
موقع إلكتروني متخصص .. يلقي حجرا في مياه راكدة

error: © غير مسموح , حقوق النشر محفوظة لـ الميزان