رئيس مجلس الادارة: رشا الشامي
رئيس التحرير: أسامة الشاذلي

همتك معانا نعدل الكفة
795   مشاهدة  

قصة سجن بن تيمية في مصر وسوريا “هل حدث الحبس بسبب معارضة الحكام ؟”

سجن بن تيمية
  • خريج كلية الحقوق .. كاتب تقارير نوعية ومتخصص في ملفات التراث الديني والإسلام السياسي

    كاتب نجم جديد



اهتم كثير من مؤرخي السلفية بفترات سجن بن تيمية والتي وصفوها بالظلم، غير أنه لم يكن في زمن أحمد بن تيمية أمين الشرطة حاتم الذي يلفق التهم لكل شخص لا يعجبه ويسجنه كما يدعي السلفيون.

حقيقة الزعم السلفي في قصة سجن بن تيمية

بن تيمية - رسمة متخيلة
بن تيمية – رسمة متخيلة

السلفيون مشهورون بتعظيمهم لابن تيمية أشد التعظيم لذلك عندما تذكر لهم أن ابن تيمية كان منبوذاً من علماء عصره بسبب أخطاءه يردون عليك أن هذا كان حسد من عند أنفسهم أو أن هذا كان بسبب معارضة ابن تيمية للسلطان.

اقرأ أيضًا 
كيف كره ابن تيمية الإمام علي بن أبي طالب وافترى عليه؟

والحقيقة غير ذلك فلا يعقل أن يجتمع علماء من كل البلاد الإسلامية مشهورين بالصلاح والعلم على حسد شخص واحد، بالاضافة إلى أن بن تيمية لم يكن له مواقف سياسية في مناهضة الحكام ولأنه أصلا ممن يرى حرمة الخروج على الحكام حتى لو كانوا ظلمة.

سجن بن تيمية لمدة 7 مرات

رسم لقلعة دمشق حيث سُجن ابن تيمية حتى وفاته
رسم لقلعة دمشق حيث سُجن ابن تيمية حتى وفاته

السبب الرئيسي في سجن بن تيمية كانت بسبب آراءه الشاذة في أمور الفقه والعقيدة، حيث تم الحكم بالسجن على ابن تيمية سبع مرات، كانت المرة الأولى : في دمشق عام 693 هـ، وكانت مدتها قليلة وكان قد بدأ يتكلم في أمور العقائد فقد ذكر ابن بطوطة في رحلته أنه دخل مسجد بدمشق فوجد ابن تيمية على المسجد يذكر حديث ينزل ربنا إلى السماء الدنيا كنزولي هذا فنزل درجة من ع المنبر وصعد فاعتبر العلماء أن هذا تشبيه الخالق بالمخلوق وأن هذا من عقائد المجسمة فحبسه القاضي ثم توسطت أمه فخرج .

اقرأ أيضًا 
في ذكر سيرة معركة شقحب “ما هي كذبة بن تيمية عن لقاء محمود غازان”

أما المرة الثانية فكانت في القاهرة، وكانت مدتها سنة ونصف من يوم الجمعة 26/9 رمضان 705هـ إلى يوم الجمعة 23/3 ربيع أول 707هـ؛ كانت بدايتها في سجن (برج)، ثم نقل إلى الجب بقلعة الجبل، وسببها كما ذكره ابن كثير في تاريخه (البداية والنهاية) في حوادث 705هـ، كان مسألة العرش، ومسألة الكلام، ومسألة النزول؛ وذكر  أبو الحسن على الدمشقي  عن أبيه قال كنا جلوسا في مجلس ابن تيمية فذكر ووعظ وتعرض لآيات الاستواء ثم قال (واستوى الله على عرشه كاستوائي هذا) قال فوثب الناس عليه وثبة واحدة وأنزلوه من الكرسي.

بينما كانت المرة الثالثة بمصر أيضاً، ولمدة قليلة، أسبوعين من 3/10/707هـ إلى 18/10/707هـ، وسببها تأليفهُ كتاباً في الاستغاثة فأنكر الإستغاثة والتوسل بالنبي وقال أنه من الشرك  وحكم عليه قضاة المذاهب الأربعة بالسجن لكنه تراجع عنها وقال أنه قصد من يستغيث بالنبي إستغاثة عبادة، بينما المرة الرابعة : بمصر كذلك في قاعة (الترسيم)، لمدة شهرين أوتزيد، من آخر شهر شوال 707هـ، إلى أول سنة 708هـ؛ أما المرة الخامسة فكانت بالإسكندرية من يوم 1/3/709هـ إلى 8/10/ 709هـ، لمدة سبعة شهور.

والمرة السادسة : كانت بدمشق لمدة ستة أشهر تقريباً من يوم الخميس 12/7/720هـ إلى يوم الإثنين 10/1/721هـ، بسبب الحلف بالطلاق، بينما المرة السابعة  بدمشق لمدة عامين وثلاثة أشهر ونصف تقريباً، من يوم الإثنين 6/8/726هـ إلى ليلة الإثنين 20/11/728 ، وكانت بسبب مسألة إنكارهِ شد الرحل لزيارة النبي عليهِ الصلاة والسلام وإعتبارهِ أن هذا السفر هو سفر معصية لا تُقصر فيه الصلاة ومات في هذه المرة في السجن .

ماذا كان رأي العلماء في بن تيمية وفكره

إقرأ أيضا
أنيسة حسونة
فتاوى بن تيمية
فتاوى بن تيمية

علماء كُثُر تكلموا عن بن تيمية منهم بن حجر الهيتمي والذي قال “واياك أن تصغى إلى ما فى كتب ابن تيمية وتلميذه ابن قيم الجوزية وغيرهما ممن اتخذ إلهه هواه وأضله الله على علم وختم على سمعه وقلبه وجعل على بصره غشاوة فمن يهديه من بعد الله، وكيف تجاوز هؤلاء الملحدون الحدود وتعدوا الرسوم وخرقوا سياج الشريعة والحقيقة فظنوا بذلك أنهم على هدى من ربهم وليسوا كذلك، بل هم على أسوأ الضلال وأقبح الخصال وأبلغ المقت والخسران وأزهى الكذب والبهتان، فخذل الله متبعهم وطهر الأرض من أمثالهم”.

أما الحافظ ابن حجر العسقلاني فيقول بشأن بن تيمية “إن علماء السنة والجماعة بقيادة العلامة تقى الدين السبكى الشافعى والعلامة الزهراوى المالكى إلى جانب شيخ الحنفية والحنابلة عند محاكمة ابن تيمية حيث حكموا بحرموا الانتساب لمذهبه”.

أما صلاح الدين الصفدي رغم كونه أحد تلامذته فقال: “انفرد ابن تيمية بمسائل غريبة، ورجح فيها أقوالا ضعيفة، عند الجمهور معيبة كاد منها يقع فى هوة، ويسلم منها لما عنده من النية المرجرجة، والله يعلم قصده وما يترجح من الأدلة عنده”، كما أن الحافظ الذهبى قد وجه حديثه لابن تيمية قائلًا: “يا خيبة من اتبعك فإنه مُعَرَّضٌ للزندقة والانحلال، ولا سيما إذا كان قليل العلم والدين باطوليًّا شهوانيًّا لكنه ينفعك ويجاهد عنك بيده ولسانه وفى الباطن عدو لك بحاله وقلبه”.

وكان الشيخ صفىّ الدين الهِندى الأرموى وهو متكلّم أشعرى كان قد ناظر ابن تيمية، و لمّا و وَجَدَه يخرج من شىء إلى شىء قال له: “ما أراك يا ابن تيميّة إلاّ كالعُصفور حيث أردتُ أن أقبضه من مكان فَرّ إلى مكان آخر، ويبدو أن آراء ابن تيمية قد وصلت لدرجة لا يمكن تقبلها مما دعا السلطان المملوكى محمد بن قلاوون أن يصدر  منشورًا ليقرأ على المنابر فى مصر وفى الشام للتحذير منه ومن أتباعه.

الكاتب

  • سجن بن تيمية محمد سعد

    خريج كلية الحقوق .. كاتب تقارير نوعية ومتخصص في ملفات التراث الديني والإسلام السياسي

    كاتب نجم جديد






ما هو انطباعك؟
أحببته
2
أحزنني
2
أعجبني
2
أغضبني
0
هاهاها
0
واااو
1


Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
‫إظهار التعليقات (2)

أكتب تعليقك

Your email address will not be published.







حقوق الملكية والتشغيل © 2022   كافه الحقوق محفوظة
موقع إلكتروني متخصص .. يلقي حجرا في مياه راكدة

error: © غير مسموح , حقوق النشر محفوظة لـ الميزان