قصة شاعران أمريكيان تخرجا من الأزهر “واشنطن حاربتهما والروتين قضى على أحدهما”
-
وسيم عفيفي
باحث في التاريخ .. عمل كاتبًا للتقارير التاريخية النوعية في عددٍ من المواقع
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال
لم يكن الأزهر بمعزلٍ عن الأوروبيين والأمريكيين وهم كذلك لم يتعبوا نفسيًا فيه، ففي بلادهم واجهوا العنصرية بينما افتقدوها وهم فرحين داخل الجامع الأزهري ووسط المجتمع المصري.
الشاعر الأمريكي إبراهيم إسماعيل .. مسلم أسمر كادت العنصرية أن تقضي عليه
يحكي صلاح جاهين في جريدة الأهرام عام 1966 م قصة شاب أمريكي يدعى “إبراهيم إسماعيل”، ولد بالقرب من نيويورك وقضى طفولته و جزءًا من صباه طريح الفراش في إحدى المستشفيات ببلدته بسبب إصابته بمرض في العظام أثر على سيقانه، وعندما وصل إلى الثامنة من عمره كان قد أنهى الدراسة الثانوية، وأحب الأدب وكره المستشفى ورقوده فيها ونظامها الذي لم يكن رحيمًا بسبب لونه الأسمر.
اقرأ أيضًا
تعليم البنات في جامعة الأزهر “فكرة شقيق ممثل وملحن ونفذها عبدالناصر”
لم يستسلم إبراهيم إسماعيل لكل تلك المحن والتمييز الذي عانى منه، فبعد أن انهى فترة علاجه في المشفى، بدأ يجوب شوارع الولايات المتحدة طولًا وعرضًا، بحثًا عن عمل ليكن المفتاح لتحقيق حلمه المنشود، كان حصاد بحثه أنه عمل في مهن كثيرة منها اليدوية، والتجارية كمندوب مبيعات، والكتابة أيضًا.
ولكن كان للشاب “إبراهيم إسماعيل” أحلام وأمال أخرى طالما حلم بها وسعى إلى تحقيقها ما كان تلك الأعمال التي عمل بها ألا غايه لتحقيق ما هو أكبر، فعندما وصل “إبراهيم إسماعيل” إلى سن الثامنة والعشرين تحقق له حلم طالما حلم به هو السفر إلى “مصر” ليلتحق بالأزهر الشريف، وأخيرًا تحقق له الحلم بعد السعي والكد والجهد في مهن مختلفة، جاء إلى مصر طالبًا في جامعة الأزهر.
اقرأ أيضًا
أعمال فنية دعمها الأزهر “من فيلم أخرجه يوسف شاهين إلى مسلسل الاختيار”
ظهر إبراهيم إسماعيل ضيفًا في برنامج “على الناصية” للإعلامية “آمال فهمي”، والتي عبر إليها عن سعادته بإقامته في القاهرة، ومدى فخره لانتسابه لجامعة “الأزهر” أكثر من جامعة “هارفارد” أقدم وأعرق الجامعات الأمريكية.
برع الطالب إبراهيم إسماعيل في تأليف الشعر وألف العديد من الشعر والذي شجعه عليه تواجده بجوار مصدر إلهامه “الأزهر الشريف” الذي كان بمثابة حلم، وأيضًا المعاناة التي عانها بسبب لون بشرته السوداء التي تسببت له في أذى من أصحاب البشرة البيضاء في بلاده، فكل ذلك يبث في النفس روح الأبداع.
يصف الشاعر صلاح جاهين شعر إبراهيم قائلًا: “أما شعره فقد حرصت اثناء ترجمته للعربية، على الاحتفاظ بروحه الأصلية نغمًا وطعمًا، فهو يحيي في نفسي ذكريات عزيزة لأغاني السود التي كانت صديقتي طوال رحلتي في الولايات المتحدة الأمريكية، وهو في هذه القصائد الخمس يتكلم عن بلادنا بحرارة صادقة ومن زاوية يصعب علينا إدراكها ونحن الذين لم نمر بتجاربه وتجارب بني جلدته ولكنها تدفئ قلوبنا بحق”.
الرسام حسن عبدالله .. حلم الفنون الجميلة الذي راوده لولا الروتين
أما الرسوم التعبيرية للقصائد والتي أعاد صلاح جاهين نشرها فقد رسمها أزهري أمريكي آخر، يدعى “حسن عبدالله” الذي يتعلم في الأزهر الشريف اللغة العربية وتعاليم الإسلام وإن كان لم يعمل على منحته الدراسية بعد ولا يزال حائرًا أمام كلية الفنون الجميلة يريد الانتساب إليها أيضًا وتقف الإجراءات المعقدة في طريقه.
الكاتب
-
وسيم عفيفي
باحث في التاريخ .. عمل كاتبًا للتقارير التاريخية النوعية في عددٍ من المواقع
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال