قصة قبلة فاتن حمامة وعمر الشريف التي أشعلت النار في الوسط الفني
-
طاهرة توفيق
كاتب برونزي له اكثر من 100+ مقال
يحكي الفنان عمر الشريف في حوار له في مجلة الموعد عن تلك القبلة التي أشعلت نيران الشائعات في الوسط الفني عندما مثل أول أدواره السينمائية أمام فاتن حمامة في فيلم “صراع في الوادي” حيث كان الممثل الأول الذي سمحت له سيدة الشاشة العربية بأن يلمس شفتيها، ويقول الشريف عن هذا:
إن فاتن كانت تريد لي النجاح، خصوصاً وأنها هي اختارتني، وأعتقد أن موافقتها على أن أصوّر معها مشهد القبلة، كان جزءًاً من محاولتها للفت الأنظار إليّ، واجتذاب الاهتمام إلى اسمي وشخصيتي، والقبلة على العموم لم تكن محمومة، بل كانت بريئة جداً، ومفروض ـ حسب السيناريو ـ أن يُغمى عليّ بعدها.. وقد أصبت بالإغماء فعلاً.. وليس تمثيلاً.. وهرع من في الأستديو لإسعافي، ولقد تحقّق هدف فاتن من وراء هذه القبلة التي أسهبت الصحف في التحدث عنها، وجعلت اسمي يتردّد على ألسنة الناس على أنني أول ممثل سمحت فاتن حمامة لشفتيه بملامسة شفتيها!
ويضيف قائلاً : هذه القبلة جعلتني إنساناً مشهوراً حتى قبل أن يراني الناس على الشاشة، ولكنها أيضاً أورثتني بعض المتاعب، لأن أكثر المنتجين كانوا يخشون من التعاقد معي على تمثيل أفلام جديدة بعد الحملة العنيفة التي أشهرها البعض ضدي وضد فاتن، ونسجوا من الخيال قصصاً كثيرة عني وعنها، مما جعلنا، أنا وهي، في موقف حرج جداً، بحيث كنا نضطر لأن يتحاشى كل منا الآخر، وفي كثير من المرات كنت أخرج فوراً من أي ملهى أو مطعم إذا ما عرفت بأن فاتن وزوجها عز الدين ذو الفقار، موجودان فيه..
لا أحد.. لا أنا ولا هي. فالذي حدث أنه وسط موجة الإشاعات هذه خطر للمخرج السينمائي حلمي حليم أن يجمعنا أنا وفاتن من جديد في فيلم «أيامنا الحلوة» فكان لا بد أن نلتقي من جديد رغم الإشاعات التي كانت تحوم حولنا، والتي ازدادت كثيراً بعدما عرض فيلم «صراع في الوادي» وحقّق نجاحاً هائلاً، وفي كل لقاء لنا ـ أنا وفاتن ـ في الاستديو، كنا نتبادل الحديث حول ما يشاع عنا وما يقال، ولأنني خشيت أن تعتقد فاتن بأنني مصدر هذه الإشاعات، فقد دعوتها مرة إلى تناول الشاي في فندق «مينا هاوس» وهناك أخذت أعتذر منها على ما تسببه لها الإشاعات من متاعب، وأقسم لها بأنه لا علاقة لي بهذا الأمر، ثم قلت لها مازحاً: وعلى العموم.. إيه رأيك أن نجعل الإشاعات حقيقة.. لماذا لا نتزوج فعلاً؟. ولقد قلت لها ذلك وأنا متأكد من أنني أطلب منها أمراً مستحيلاً، فهي أولاً ما زالت متزوجة، ثم أنني مسيحي وهي مسلمة، ومجرد زواجها مني قد يثير ضدها الجمهور، ولكن.. كان كلامي لها عفوياً وصادراً من القلب..
لكن ردها عليّ كان الصمت التام، ثم انسحبت مستأذنة في العودة إلى بيتها وتركتني أتصوّر أنها قد غضبت علي.. ولكن وبعد أيام قليلة ابتعدنا فيها عن بعض، لأن تصوير فيلم «أيامنا الحلوة» كان قد انتهى، عرفت أن الطلاق قد تمّ بينها وبين زوجها عز الدين ذو الفقار، فهي قد صارحته بأنها لم تعد تجد السعادة في كنفه، وللحقيقة كان زوجها رجلاً بكل معنى الكلمة، فلم يتردّد لحظة، وأسرع يكتب لها وثيقة الطلاق.. وعندما التقيت بها من جديد شعرت بعقدة الذنب أكثر، وتصوّرت أنها ستكون في أشد حالات الغضب عليّ لأنني المسؤول ـ ولو بصورة غير مباشرة ـ عن انهيار حياتها الزوجية، ولكنها بادرتني بضحكة أدخلت الاطمئنان إلى قلبي، ثم سألتني: هل بدأت بعمل إجراءات الزواج؟؟ ولم أنتظر لحظة، وذهبت على طول إلى المحكمة، حيث أشهرت إسلامي، وبدأت أنتظر الوقت المناسب لعقد زواجنا، وكان لابد من أن يطول هذا الانتظار إلى أن تمر شهور «العدّة» الثلاثة، التي يفرضها الشرع الإسلامي على المطلّقات!
الكاتب
-
طاهرة توفيق
كاتب برونزي له اكثر من 100+ مقال