قصة لقاء رمضاني جمع الشيخ الباقوري ونور الشريف “تناول منع فيلم الرسالة وأمور أخرى”
-
مريم مرتضى
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال
الدين هو أساس الحياة، وأيًا ما كان المجال ستجد للدين اصبع فيه، حتى الفن الذي يعتقد المعظم أن نقيض للدين، ومخالف له ولشرائعه، ولكن هذا غير صحيح بالمرة، فالفن رسالة لكل شيء في حياتنا، حتى الدين، والعديد من الأفلام والمسلسلات الدينية دليل على ذلك، ولكن في بعض الأحيان قد يكون هناك بعض الموانع والمحاذير.
في لقاء قديم بين الشيخ الباقوري ونور الشريف دار في منتصف الثمانيات وبالتحديد في إحدى ليالي شهر رمضان المبارك، حيث اصطحبت الكاتبة الصحفية نعم الباز، النجم نور الشريف والفنانة نورا، لزيارة الشيخ أحمد حسن الباقوري في منزله، وقد كان الشيخ الباقوري واحدًا من أهم علماء الأزهر الشريف، وأول وزير للأوقاف بعد ثورة 23 يوليو 1952م، وخاض الجميع رحلة ممتعة بالحديث عن كل مجالات الحياة، من علوم وسفر وفن ودين وحتى السياسة، كان حوار عائلي وممتع، وقد حرص الفنان نور الشريف والفنانة نورا على توضيح بعض علامات الاستفهام، حول المحاذير الدينية في الأعمال الفنية.
بعد مدة لا بأس بها من التحدث عن مجالات الحياة المختلفة، وجه الفنان نور الشريف للشيخ سؤالًا هامًا يخص الفن، فقال:” كيف يمكن لرجال الدين أو المثقفين ثقافة دينية، أن يوجهوا الفن بحيث ينعكس على الشباب خاصة والناس عامة، أو بمعني آخر لماذا لا يكون لدينا إعلام ديني؟”.
وأضاف جزءًا هامًا للسؤال، ويبدو في ظاهره محرجًا بعض الشيء، حيث أضاف: ” مثلًا فيلم الرسالة وهو تقريبًا أول فيلم يوصل الإسلام إلى أوروبا مما جعل كثيرين ممن شاهدوه يدخلون الإسلام، ورحلاتك إلى أوروبا أيضًا أدت رسالة عظيمة لاجتماعك الدائم بتلاميذك ومريدي المعرفة هناك، فلماذا لا يعرض هذا الفيلم هنا أيضًا، ولماذا تم منعه من العرض؟”.
خلال لقاء الشيخ الباقوري ونور الشريف استهل الشيخ الأزهري حديثه بالإجابة على الجزء الأخير من السؤال، فقال: ” أنا لا أعرف سببًا جوهريًا لمنع عرض فيلم الرسالة هنا، أنا شخصيًا أطالب الأمة بأن يُعرض فيلم (محمد رسول الله) بالقدر الذي تعرض فيه المسلسلات الدينية في التليفزيون، وأنا أرى أن سير عظماء الإسلام في مراحله خير مثل يحتذي به، ولو أخذنا حياتهم، وأحسنا كتابتها من جديد، وأحسنا اختيار الممثلين، ولم يبخل في إنتاجها، أعتقد أنها ستؤدي دورًا هامًا في خدمة الإسلام، وكذلك أيضًا بالنسبة لكل الأديان حيث أصبحنا محتاجين لإعادة بناء الإنسان بالقيم الموجودة في الكتب السماوية، والإعلام الديني ضرورة حتى لا يتوه الشباب في متاهات، ويقع تحت تأثير الجماعات المتطرفة التي ليست من الدين في شيء”.
واستمر الحديث في طريقه، ولم يخرج عن الطور الودي المحبب، مما شجع الفنانة نورا على توجيه سؤال للشيخ، وقالت: “رجال الدين يحجبون شخصية رسول الله صلى الله عليه وسلم على أساس أن شخصيته لا يمكن أن يمثلها أحد، فلماذا تحجبون الصحابة أيضًا؟”
فأوضح الشيخ الباقوري:” أنا لا أرفض ظهور الصحابة، ولكني أرفض ظهور شخصية الرسول عليه الصلاة والسلام، إن الذي يمثل شخصيته عليه السلام لا يمكن أن يوجد، فالصفات الخلفية لسيد الخلق الذي اختاره الله ليوصل للناس رسالته، لا يمكن إيجادها في شخص، ولقد نجح الغرب في اختيار شخصية من يمثل دور السيد المسيح، ودفعوا له خمسة ملايين دولار حتى لا يمثل أدوارًا أخرى بعد ذلك، ولكن هذا خطأ أيضًا لأن للرسل في وجدان الناس صورة خاصة لا يجب أن تهتز أبدًا، وأنا لا أرفض إطلاقًا ظهور صحابة رسول الله، وأتمنى أن تخرج للناس بصورة لا تقلل من شأنهم”.
فردت نورا قائلة: ” أنا لا أتكلم عن الرسول صلي الله عليه وسلم، لأن هناك استحالة لجمع صفاته في شخص، أنا أتمنى أن نرى الصحابة في أفلام كبرى تليق بهم من حيث البحث وتحقيق السير والإخراج”.
الكاتب
-
مريم مرتضى
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال