قصتي مع سمك الاسكندرية التي تصل للخواجة ميتسو
-
إسراء سيف
إسراء سيف كاتبة مصرية ساهمت بتغطية مهرجانات مسرحية عدة، وبالعديد من المقالات بالمواقع المحلية والدولية. ألفت كتابًا للأطفال بعنوان "قصص عربية للأطفال" وصدر لها مجموعة قصصية بعنوان "عقرب لم يكتمل" عن الهيئة العامة المصرية للكتاب بعد فوزها بمسابقة للنشر، كما رشحت الهيئة الكتاب لجائزة ساويرس.
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال
كانت الاسكندرية مكانًا خاصًا قلبه يتسع للعالم أجمع بجميع جنسياته واختلاف الأديان بوقت ليس ببعيد، قبل أن تتغير ملامح الاسكندرية تمامًا مع عوامل كثيرة ربما تحدثنا عنها فيما بعد.
اليونانيون والإيطاليون والأرمن واليهود كانوا جميعهم يعيشون في أكثر من حي من أحياء الاسكندرية أهمهم الإبراهيمية.
حتى قامت حرب العدوان الثلاثي وبدأ الناس في تخوين اليهود والخلط بينهم وبين الصهاينة وكذلك أصبح كل مصري من أصل أجنبي مهددًا بمصر ويشعر بالخطر على أملاكه، فهاجر معظمهم، ومنهم من ترك كل شيء هنا وآثر أن ينجو بنفسه.
دوام الحال من المحال ولكن عندما أعود لهذه الفترة بذاكرة أبي وجدتي -رحمها الله -أحزن جدًا، وأشعر أن الاختلاف بين الناس حينها كان عاملًا هامًا لوجود فكرة تقبل الآخر بشكل يسير، وكذلك تنوع الأجواء الفنية والثقافية.
أسمعك تقول (وما علاقة هذه القصة بالعنوان والسمك) لقصة السمك أصل يرتبط بيوناني الإسكندرية، حيث كان يعيش أبي في صغره بحي الإبراهيمية السعيد فعلمه الصيد الخواجة ميتسو اليوناني.
علم ميتسو أبي الصيد ومنذ هذه الفترة وهو لا يكتفي من سمك البحر.
الإسكندرية شهيرة بأسماكها كبورسعيد بالضبط، وهناك محلات شهيرة بالاسم في الإسكندرية لمحبي السمك، منها الشعبي ومنها ذو المستوى الراقي في منطقة بحري والمنشية.
اقرأ أيضًا...عندما تركت سوسو الرقص واتجهت للكتابة
الناس يتركون محافاظتهم ليوم واحد من أجل أكلة سمك بالإسكندرية، فيما أنا لا أتعامل مع السمك سوى من بعيد لبعيد.
يقول صديقي الفنان محمد خميس مازحًا: السمك يعني سمك…مش سمك بقصة على جنب.
يسخر مني لأنني أختار أكلة السمك بشكل محدد. السمك البوري وسمك موسى وسمك لوط ولكن صينية تحته الكثير من البطاطس التي أعشقها وكتبت فيها غزلًا من قبل.
أو الجمبري والسبيط والكابوريا ولم أجرب الأستكاوزا حتى الآن ويبدو لن أشم رائحتها بعد غلائها الفاحش.
هتقولي وفين اللي مابتحبيش السمك، لا أحب السمك المشوي مطلقًا، أشهر سمك في التاريخ وأسهل سمك، وكذلك السمك البلطي.
والآن وبعد بدأ حياتي كمغتربة في القاهرة يتصرف المغتربون هنا أحيانًا بشراء وجبة من السماك عبارة عن سمكة و شوية رز فيما يبدو أنني سأحتاس حوسة لا يعلم بها سوى الله وحده لأنني إنفة في الأكل كما تقول الست الوالدة.
أصبح أبي يصطاد السمك بكثرة الفترة الأخيرة، وهذا ما جعلني لا أطيق الأسماك مع الوقت وأكلها على مضض.
كل أسبوع صيد يا بابا؟
وماله…السمك رزق…وهو في أحلى من سمك البحر؟
كنت أحب السمك المشوي والمقلي والسمك بالزيت والليمون حتى أصبحت لا أقبل سوى على سمك الصينية بالخضرة والبطاطس، فيما لا أستطيع أن أبتلع السمك المشوي أبدًا.
لا أعلم من سأعاتب في هذه القصة؟…العم ميتسو الذي زمانه رافق الكثيرين بالآخرة، أم أبي الذي يكثر الصيد؟….أم حي الإبراهيمية الذي علم أبي الكثير والذي يجب أن أتحدث عنه في مقالات أخرى.
الكاتب
-
إسراء سيف
إسراء سيف كاتبة مصرية ساهمت بتغطية مهرجانات مسرحية عدة، وبالعديد من المقالات بالمواقع المحلية والدولية. ألفت كتابًا للأطفال بعنوان "قصص عربية للأطفال" وصدر لها مجموعة قصصية بعنوان "عقرب لم يكتمل" عن الهيئة العامة المصرية للكتاب بعد فوزها بمسابقة للنشر، كما رشحت الهيئة الكتاب لجائزة ساويرس.
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال