قصيدة الأطلال.. حكاية ثلاث زوزوات تصارعن على غرام إبراهيم ناجي
-
مريم مرتضى
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال
هكذا بكى “إبراهيم ناجي” على غرامه في قصيدة الأطلال، التي مات قبل أن يسمع أم كلثوم وهي تصدح بها، ولكن من هي حبيبته الحقيقية التي كُتبت لها تلك القصيدة؟، ثلاثة “زوزوات” تصارعن على قصيدة الأطلال ومات “ناجي” قبل أن تُعرف الحقيقة.
يَاغَرَاماً كَانَ مِنّي في دّمي ………….. قَدَراً كَالمَوْتِ أَوْفَى طَعْمُهُ
مَا قَضَيْنَا سَاعَةً في عُرْسِهِ ………….. وقَضَيْنَا العُمْرَ في مَأْتَمِهِ
مَا انْتِزَاعي دَمْعَةً مِنْ عَيْنَيْهِ………….. وَاغْتِصَابي بَسْمَةً مِنْ فَمِهِ
لَيْتَ شِعْري أَيْنَ مِنْهُ مَهْرَبي………….. أَيْنَ يَمْضي هَارِبٌ مِنْ دَمِهِ
زوزو حمدي الحكيم
صرحت الفنانة الراحلة زوزو حمدي سابقًا بأنها هي الملهمة الحقيقية لـ قصيدة الأطلال وحكت أنها كانت تعرفت عليه في المسرح حيث كان يتابع الأعمال الفنية المعروضة، وكان في نفس الوقت هو الطبيب المعالج لوالدتها، وتعلق ناجي بها كثيرًا وأحبها، وبدأ في كتابة رسائل حب على ظهر روشتات والدتها، وعندما نُشرت قصيدة الأطلال ظهرت روايات تقول أنها مكتوبة لامرأة غيرها فسألته زوزو عن ذلك، ورد عليها برسالة مكونة من ثماني صفحات يقول فيها : ” لو كنت أحببتها فعلا لرأيت أنتِ ذلك، لأنك أيتها العزيزة تكشفيني بثلاثة عيون، عين المرأة وهي وحدها تكفي، وعين الذكاء النادرة، وهذه تكفي، وعين الصديقة الحبيبة التي تحب أن تعرف الي أين امتد ويمتد ظل هذا الصديق، وهذه عين جبارة”.
واختتم الرسالة قائلًا :” إذا استطعت أن أكون الدليل الذي يريك الفن والجمال والخير والحق والنبل فأنت أعطيتني ذلك القليل، وأنا كنت لك ذلك الدليل، فأنا استعنت بروحك السمية على آدميتي، وإذا أنا استطعت أن أملأ عليك حياتك فشعرت بالعزة والاستغناء، يوم ذاك نكون أربابا يا (زوزو).. ويبقي حبنا يا (زوزو).. إني أحبك”.
زوزو ماضي
كل ما قالته “زوزو حمدي” نفته أخريات، إذ أكد كثيرون أن “زوزو ماضي” هي ملهمته الحقيقية، منهم الكاتب “صالح جودت” الذى كان صديقًا لـ “ناجي”، وقال أنهم تجمعوا مع أصدقاء لهم، وأخذ ناجي وقتها يتحدث عن زوزو ماضي بشكل خاص جدًا، وأعلن أن صديقه قد أصابه الاكتئاب حينما علم بزواجها من مليونير إنجليزي، كما أكدت الفنانة “زوزو ماضي” بنفسها في عدة حوارات لها هذا الأمر، واستشهدت بأميرة ابنة ناجى التي أعلنت في أكثر من مناسبة أن “زوزو ماضي” ملهمة أبيها لقصيدة الاطلال وقصائد أخرى مثل قصيدة عاصفة الريح، وليست الفنانة “زوزو حمدي” كما هو شائع.
ناجي و الثلاث زوزوات
كتب إبراهيم ناجي ذات مرة مقالًا بعنوان «3 زوزوات عرفتهن»، وقال فيه: “زوزو ماضي عرفتها وهي أديبة صافية لم تشبها السينما بشائبة، ولم ترفق حياتها أقدار الشاشة، عرفتها وهي تستوحي البحر وتنظم فيه شعراً، وعرفت زوزو نبيل وهي في مستهل جمالها وعنفوان رونقها، عرفتها قبل أن تقبض عليها الإذاعة فتمرمط هذا الرونق في تمثيلياتها، وتقضي على إشراقها الفخم في كواليس شارع علوي، أما زوزو الحكيم هي الأخرى أديبة صافية، عرفتها قبل أن تنزلق إلى الشاشة، عرفتها وهي تكتب مذكراتها عن أدباء مصر جميعا، وقرأت لها أجمل فصل قرأته في حياتي عن زكي مبارك، عرفتها وهي تجاهد في تعلم الفرنسية، وتناضل لتعلّم الإنجليزية، وتقاتل لتكون أول فتاة مثقفة في مصر، فلما جرفتها السينما انتهت إلى عفريت إمارتي فسكن العفريت بيتها، ومن يدري هل دب إلى قلبها؟ مسكينة (زوزو)، إنها تحمل دماغًا رهيبًا وقلبًا طيبًا”.
وفي النهاية توفى ناجي دون أن نعرف حقًا من هي ملهمته الحقيقية لكنه قال بندوة له في تقديمة لقصيدة الأطلال : “هي قصة اثنين، رجل وامرأة تحابا ثم افترقا، هي أصبحت أطلال جسد، وهو أصبح أطلال روح”.
الكاتب
-
مريم مرتضى
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال