رئيس مجلس الادارة: رشا الشامي
رئيس التحرير: أسامة الشاذلي

همتك معانا نعدل الكفة
2٬959   مشاهدة  

أبراج الدفنة .. صندوق أسرار قطر و إسرائيل

قطر


قد لا يعلم أغلب المواطنون العرب عن قطر غير أنها إمارة غنية تمتلئ شوارعها بالأبراج وناطحات السحاب التي يراها المشاهد تتزين بالأضواء في الأحتفالات ، ولكن مالم يعلمه المشاهد أن تلك الأبراج ماهي إلا منطقة صغيرة جدا تدعى الدفنة مساحتها لا تتجاوز ثلث مساحة ميدان العتبة في القاهرة ، ولكنها تمثل الواجهة الإعلامية للدوحة ، التي تعتمد على رسم صورة ذهنية لدى المواطن العربي والأجنبي تشير إلى أنها دولة متطورة و لديها شكل معماري حديث و ليست صحراء تسير بها قوافل الجمال كما يعتقد الأكثرية من سكان العالم .

قطر
أبراج الدفنة واجهة قطر المزيفة

سميت المنطقة بالدفنة لأنه تم ردم البحر بها و تجفيفه عن طريق نقل الرمال إلى تلك المنطقة وتحويلها من منطقة بحرية إلى أرض يابسة تصلح للبنيان ، وبمعنى أصح أنه تم دفن البحر بها ، ولكن الأعجب أن تلك الأبراج أغلبها غير مأهولة و غير مسكونة أساسا بها الكثير من الطوابق الفارغة  فهي تبدو من الخارج كأنها تضج بالحياة و لكن من الداخل مهجورة كمدينة الأشباح ، لذا عمدت الحكومة القطرية على تأجير تلك الأبراج من ملاكها من شيوخ آل ثاني و تحويلها إلى مقرات لوزارات وشركات حكومية قطرية حتى لا تبدو  مهملة بالكامل ، وفي نفس الوقت تمتلئ خزائن آل ثاني بأموال الدولة ولكن بطريقة تبدو شرعية .

ولكن هذا ليس كل مايهم ففي أبراج الدفنة تحتوي أحدى تلك الأبراج على اللغز الذي دفنته الدوحة عن العالم العربي وأعتبرته أمراً سريا ، ففي أحدى ناطحات الساحاب تلك ستجد طابقا أو اثنين يضج بالحياة و موظفيين أجانب وأخرين يرتدون الزي القطري يعملون في صمت مع أجراءات أمنية مشدد ، تلك الطوابق ماهي إلا شركات إسرائيلية بعضها أمني وبعضها تجاري تعمل من داخل الدوحة، ولكن الدوحة ترفض وضع أسم تلك الشركات أو حتى ظهور علم أسرائيل أمام مكاتبها كما تفعل الشركات الأجنبية العاملة بالدوحة ، وهنا يكمن سر التطبيع الخفي المتبادل بين الدوحة و تل أبيب .

قطر
العلاقات الأيرانية القطرية

الدوحة إمارة دفن الأسرار

من الصعب أو من المستحيل أن تصف الدوحة بأنها عميلة لأمريكا ونظامها الأمني و أكبر حقولها من الغاز ” حقل شمال ” تم تقسيمه مناصفة مع إيران مقابل الحماية الإيرانية ، كما أنها الداعم الأول لمليشيات حزب الله في لبنان التابعة لإيران ،وتعادي النظام الحاكم في العراق وتدعم مليشيات الحوثي التابعة لطهران في اليمن ، ولكن إيضا لايمكنك وصفها بأنه عميلة لنظام الملالي ، فقطر لديها أكبر قاعدة عسكرية أمريكية في الشرق الأوسط قاعدتي ” العديد و السيلية ” ، وتصف نفسها بالحليف المخلص لأمريكا ،حتى أنه لا تطبق القوانين القطرية على العاملين الامريكان و لاعلى الجنود العاملين بالقاعدة نهائيا.


وفي نفس الصدد لا يمكنك أن تصف قطر التي تضم على أرضها أكبر قاعدة تركية على أنها من ذيول العثمانيين رغم أنها تبدو تابعة لنظام اردوغان ، ولكنها في نفس الوقت تشتري أسلحتها من فرنسا ولندن و تستثمر سنويا مليارات الدولارات في البلدين الاوروبيين المعاديتان لتركيا .


قطر أول بلد خليجي مطبع مع اسرائيل ولكن لا يمكنك وصفها تابعة لإسرائيل رغم أن بورصة الغاز القطرية مقرها في تل أبيب و تقيم الدوحة علاقات علنية مع أسرائيل و تستقبل وفودا أمنية من الموساد و ترسل وفودا للسياحة في أسرائيل و تشتري أنظمة الكترونية وامنية من أسرائيل، والأهم أن مستشار أمير قطر ” عزمي بشارة ” هو مواطن إسرائيلي و عضو الكنيست الإسرائيلي السابق و لا يعترف بدولة فلسطين و لا بالقضية الفلسطينية.


وفي نفس ذات الوقت تعتمد حماس أعتمادا كليا على الدعم القطري الذي يمثل الركن الاساسي في نظام أجور مليشيات حماس التابعة لجماعة الأخوان وتنفق قطر شهريا على قطاع غزة ما يقرب من 30 مليون دولار و مع ذلك لا يمكن وصفها بأنها حليفة حماس و الفلسطينين ، فعدد الفلسطينين المقيمين في قطر صغير جدا كما أن الدوحة لا تعطي وثائق أقامة للفلسطينين مثلما تفعل مصر و الأردن .


قطر لا يمكنك وصفها بأنها راعية للسلام وهي تحتضن على أرضها أغلب المفرج عنهم من معتقل ” جوانتنامو” من أعضاء تنظيم القاعدة وحركة طالبان الأرهابية ، وقطر الدولة الوحيدة في العالم التي تعقد صفقات تبادل الأسرى مع داعش و جبهة النصرة و لا تملك أي دولة أخرى تلك القدرة ماعدا قطر ، بالأضافة  إلى أن النظام القطري الحاكم هو أخواني بالكامل فقد وصل الأخوان لمرحلة التمكين في إمارة الدوحة بقيادة مفتي الأخوان ” يوسف القرضاوي ” ، لك أن تتخيل أن وزير داخلية قطر الأسبق  ” خالد آل ثاني ” كان زعيما في تنظيم القاعدة و أحد أخطر المطلوبين دوليا ، بالإضافة إلى أن أغلب المؤسسات الخيرية في قطر مدانة و بشكل رسمي بعمليات تمويل الجماعات الأرهابية في سوريا ، قطر الدولة الوحيدة في العالم التي تحتضن مكتب سياسي  لحركة طالبان  الإرهابية ، ومع ذلك تجد الشيخة ” موزا ” الحاكم الفعلي لإمارة قطر إحدى أكبر الداعمين للمنظمات الخيرية وا لأممية و الهيئات التعليمية على مستوى العالم وتسعى لإحلال السلام في مناطق الصراعات المسلحة ، وتنشط الدوحة في مجال المساعدات بشكل كبير و ملحوظ .

قطر
المساعدات القطرية للجماعات الأرهابية أصبحت علنية

قطر لا يمكن وصفها بالدولة الرجعية المتخلفة رغم أنها تصدر العقيدة الوهابية و تتبناها بشكل كبير و تدعم كافة الحركات الرجغية الدينية المتشددة على مستوى العالم ، وفي نفس ذات الوقت يمكن أن ترى الخمارات و البارات في فنادق الدوحة جميعها بل أن الدعارة منتشرة في أغلب أرجائها بشكل ملحوظ ، فبمجرد مرورك بجوار أشارة مرور” رمادا ” ليلا يمكنك أن ترى بشكل ظاهر عددا من العاهرات اللاتي ينتظرن بجوار أحد الفنادق ، ومناطق أخرى كثير ، وبعيدا عن هذا وذاك إذا كنت متاباعا جيدا لأخبار و تصرفات الأسرة الحاكمة في سفرياتهم لأوروبا وامريكا يمكنك أن ترى حجم الفساد المسيطر عليهم .


شركة قصر الوجبة لتسهيل الخدمات

بالنظر إلى خريطة قطر يمكنك القول أن قطر عبارة عن شركة تسهيل خدمات للأخرين فهي مع أيران ضد أمريكا ومع أمريكا ضد طالبان ومع طالبان ضد حزب الله ومع حزب الله ضد الحريري و مع الحريري ضد سوريا ومع سوريا ضد أسرائيل ومع اسرائيل ضد ليبيا و مع ليبيا ضد السعودية و مع داعش ضد سوريا ألخ ألخ …..

في قصر الوجبة يتم تنسيق اللقاءات السرية بين حركة طالبان الأرهابية و الحكومة الأمريكية ، ويتم تنسيق لقاءات حركة حماس مع الموساد فكل شئ موجود ومتاح في قصر الوجبة طالما الأسرة الحاكمة في أمان .

قطر
وزير خارجية قطر مع حخاخام صهيوني

و لاتتعجب حين تهاجم قطر اجتماعات الوفود العربية في المنامة مع الوفد الأسرائليلي ، رغم حضور وزير المالية القطري ” العمادي ” المؤتمر و لكنها لاتذكر ذلك في وسائل أعلامها وهو ما تكرر مرة أخرى في “مؤتمر أسلو “.


قطر بالفعل مطبعة مع أسرائيل و لديها تاريخ حافل بدء في عام 1991 تحديدا بعد ” مؤتمر  مدريد ” ، تلى ذلك زيارة ” شيمون بريز ” نائب رئيس الوزراء حينها للدوحة لتدشين المكتب التجاري الأسرائيلي بقطر عام 1996 ، وتضمنت الزيارة أتفاقية تصدير لاغاز القطري لأسرائيل ، ثم إنشاء بورصة الغاز القطرية بتل أبيب ،لتصبح الدوحة بعدها ملاذا أمنا للشركات الأسرائيلية ، و أجتماعات الموساد الأسرائيلي .

إقرأ أيضا
الشاويش عناني


قطر تجيد إخفاء علاقتها مع جميع الأطراف و تجيد تقديم التنازلات و التواصل بين الأطراف المعادية ، فالدوحة تعلم جيدا أن حجمها السياسي لا يسمح لها بأن تكون في مركز قوى لتصدر القرارات و التوجيهات ، فبدلا من ذلك سعت أن تكون صندوق بريد لكل الأطراف ، حتى تجد لها مكانا على الخارطة السياسية و الدولية ، ولا تتورع الدوحة عن التحالف مع الشيطان في سبيل بقاء آل ثاني على كرسي أمارة قطر .


لذلك أتعجب كثير من المناقشات و الجدالات على السوشيال ميديا و القنوات حول ما أذا كانت قطر مطبعة أم أنها كعبة المضيوم للفلسطينين .

الكاتب






ما هو انطباعك؟
أحببته
1
أحزنني
0
أعجبني
0
أغضبني
0
هاهاها
1
واااو
0


Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
‫إظهار التعليقات (2)

أكتب تعليقك

Your email address will not be published.







حقوق الملكية والتشغيل © 2022   كافه الحقوق محفوظة
موقع إلكتروني متخصص .. يلقي حجرا في مياه راكدة

error: © غير مسموح , حقوق النشر محفوظة لـ الميزان