قنوات اليوتيوب “العمه والسلايف” و”يوميات أحمد ومنى” خراب البيوت والضحك المر
-
محمد احمد
كاتب فضي له اكثر من 250+ مقال
شاهدت مقطع فيديو متداول على مواقع التواصل الاجتماعي، سيدة أربعينية من إحدى المناطق الشعبية المصرية، بعباءة، يعلو صوتها وتشكو من فتاة أخرى تدعى “آية” لأنها سرقت حقوقها من عوائد اليوتيوب التي تدرها قناتها “العمه والسلايف”.
دعك من كل هذه الخلافات التي تدور حول أموال اليوتيوب، العادي والمثير للخوف، وهو ما نضع نصعب أعيننا عليه هو أن السيدة سبّت “آية” وكشفتها وعرت أسرار بيتها “بيتك المعفن المدود” وانهالت عليها بأن رجلها كان يشكو لها من قذارتها في منزلها، وكالت السيدة وعبّت لـ”آية” من كل جانب يوجعها.
بعد هذه الوصلة المضحكة للكثيرين في الغالب، إلا أن الأمر ينذر بكارثة، قد تطحننا جميعًا، ويبدو أنها القشة الأخيرة التي يعقبها الكوارث، ما الذي يحدث في هذه الطبقة التي كانت تستر نفسها بأي شيء، وتصبّر نفسها بأي شيء؟ يبدو أن الكيل قد طفح، واتجه أهل هذه الطبقة التي لم يخطر على بالنا أنها قد تتجه لمنصات التواصل الاجتماعي لتنقذ نفسها من العوز والفقر، وهو ما حدث؟ لكن ما يحدث هو الكارثة.
بحثت على قناة “العمه والسلايف”، وشاهدت ما لم أكن أتوقع مشاهدته، بيوت أهلنا على الملأ، أسرار البيوت على المشاع، سرت البيوت انتهك وبيدهم وبإرادتهم، الفتاة كانت تلف في كل ركن في البيت، المطبخ، الصالة، كل شيء يثيرك فضولك أن تراه صورته الفتاة، وهي تدير حديثًا عشوائيًا مع جدتها، كي تحصد المشاهدات، وهي لن تقدم محتوى سوى أن هتكت ستر البيت، لم تقل شيئًا سوى أنها تتحدث مع جدتها في أمور حياتهم الخاصة، التي كلنا يعرف أنها كانت تضيع رقاب وتحدث مشكلات وتجلس رجال لأن أحدًا سرّب سر بيت فلان.
أخذتني القناة إلى قناة إلى قناة، جميعها نفس المحتوى، وجميعها نفس البؤس، لن يكن في مقدورك سوى أن تتعاطف ثم تلعن اليوم والحياة التي أوصلتهم إلى أن يهتكوا بعرض حياتهم من أجل الأموال، لم يكن أمامهم سوى هذا الوهم الذي أوقعهم في فخه مجموعة الأثرياء التي ترتكب أشد الفظائع وتنتهك كل ما إنساني من أجل يحققوا أطماعهم، ولدينا من الأمثلة الكثير، “أحمد حسن وزينب” وغيرهم.
لا أنكر حق هؤلاء في السعي للغنى وإنقاذ أنفسهم من براثن الفقر والعوز، لكننا أمام كارثة، بلا شك، أن هذه السيدات الفضليات هن أساس المجتمع، رغم كل شيء نجد بناتهن وأولادهم في أوائل الثانوية العامة، ونعرف قصصهم في مواجهة المعاناة بالحيلة، ولكنا يعرف كيف ساندت سيدة مثل والدة محمد صلاح، أو والدة محمد النني أو أمهاتنا جميعًا، كن الفضل في أن يصل أبنائهم لما هو أبعد من أحلامهم، لكن أن يصل الحال ويهتكوا أسرارهم، ويتشاجروا ويتنازعوا وتخرج كل منهن على مواقع التواصل الاجتماعي ويتجاذبن أسرار البيوت، فهنا الكارثة التي تهد آخر قشة في أساس المجتمع.
كلنا يعرف أن “منى” و”محمد” اللذين يبثان يومياتهم على اليوتيوب كان كل منهم السند، أحيانا بالصبر و”القرش على القرش” بالعمل والكد، لكن وهم الثراء من اليوتيوب أوقعهن في الفخ، وحياتهم وأسراهم بقيت على الملأ، وبأي شيء؟ بحياتهم الخاصة، ينهون حياتهم بأيديهم.
لا ننكر عليهم، أن تكون طموحهم وأحلامهم في الثراء من هذه المنصات، لكن ننكر عليهم الطريقة، لا يمكن أن يكون ستر البيوت وحرمتها هو الحل، لأن هو الهدم في أصله.
وصلت فئة من اليوتيوبرز لأحلامهم وطموحاتهم في الثراء فقط، دون أن يقدموا كل ما هو غير إنساني، شخص يستغل حادث وفاة صديقه، وآخر ينصب بالحج والعمرة والمسابقات المشبوهة، وآخرين يستغلون ابنتهم، وأخرى تستغل جسدها، والقلة من قدموا محتوى جيدًا.
لكن الرائج هو الفاسد، من يحدث الضجيج هو الفارغ، والفارغ هو ما حرك الوهم داخل “أم محمد” و “منى” وخطيبها “أحمد” ليحلموا بالثراء السريع والأموال، من هتك حياتهم وأسرارها، وفضح بعضهم البعض على الملأ، وما ينذر بكارثة، لن ولم ينقذنا منها أحد.
الغريب والعجيب، أن الفيديو الذي نشرته السيدة، حصد تعبير الضحك، غير أنه لا يمكن أن يعبر سوى المرار في الحلق، فهل يمكن أن يسعفنا “مارك” بهذا الإيموجي لنستخدمه لقناة “العمه والسلايف”.
الكاتب
-
محمد احمد
كاتب فضي له اكثر من 250+ مقال