كارتيرون؟ .. لا تأسفن على غدر الزمان
-
محمد فهمي سلامة
كاتب صحفي مصري له الكثير من المقالات النوعية، وكتب لعدة صُحف ومواقع إلكترونية مصرية وعربية، ويتمنى لو طُبّقَ عليه قول عمنا فؤاد حدّاد : وان رجعت ف يوم تحاسبني / مهنة الشـاعر أشـدْ حساب / الأصيل فيهــا اسـتفاد الهَـمْ / وانتهى من الزُخْــرُف الكداب / لما شـاف الدم قـــال : الدم / ما افتكـرش التوت ولا العِنّاب !
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال
ورحل كارتيرون
بعد أن ظننت – ككل الزملكاوية- أن آن الأوان للراحة قليلًا ، بعيدًا عن الصراعات، والإقالات، والتغييرات، أن يرتكن الفارس إلى شجرة يستظل بها ويبل ريقه بشربة ماء بعدما أنهكته مرارة الطريق وحرارة الأزمات ، ووصل إلى منطقة ربما هي الأفضل منذ سنوات عديدة ، فوز متتالي على غريمه التقليدي ، فوز على بطل آخر نسختين في قارة إفريقيا ، أداء كبير على مستوى المستطيل الأخضر ومكاتب الإدارة والإعلام الزملكاوي .. كل هذا في لحظة لم يكن أكثر المتشائمين في الزمالك يتوقعها ، كل هذا ذهب أدراج الرياح .. ورحل الرجل الفرنسي الذي تعلقت أحلام الزملكاوية بقيادته للفريق ، المدرب الوحيد الذي حقق التوازن في أداء المستطيل الأخضر والتعامل مع الإدارة في نفس الوقت .
مكتوب علينا الشقا
إذا كان الشقاء والإنهاك قد كتبا على مجموعة لم أجد أنسب من الزملكاوية توصيفًا .. الزمالك منذ فترة ليست بالقصيرة وقد أصيب جمهوره بالتوتر والقلق الشديدين ، في لحظة ينهار الفريق ، وفي لحظه يباغتك ببطولات وأداء لا يتوقعها أكثر المتفائلين ، يرفع معنوياتك للسماء في لحظة ، ولحظة أخرى يخسف بطموحاتك الأرض .. في كل الحالات كان سرّنا قد هدأ ، وكانت تلك العفرتة قد هبطت قليلًا ، وكانت الأيام تعج بالتوازن مع الديك الفرنسي كارتيرون .. لكن يبدو أن الشقا علينا قد كُتب ، ولا وقت للراحة مع الزمالك ، ولا ليلة ستنام فيها هادئًا .. هو وشم قد طبعه الزمالك على قلبك .. وشك عنوانه : القلق .
رسالة إلى زملكاوي مستجد
تابعت مجموعة من التعليقات بالأمس أغلبها من الزملكاوية أقل من عشرين عامًا ، وهم الذين لم يعتادوا على تلك المغامرات السخيفة قبل بطولة هي الأهم في تاريخ النادي منذ سنوات كثيرة ، لذلك أغلب التعليقات كانت سلبية متوقعين الانهيار الكامل للنادي على كل المستويات .. ونريد أن نقول لهم أنكم لا تعرفون الزمالك جيدًا .. كان الزمالك في السنوات الخمس الأخيرة على شفا حفرة من السقوط في هوّة لا خروج منها ، ولكنه نجا ، كان الزمالك على مرمى حجر من الدرجة الثانية منذ عشرة سنوات وفي النهاية نافس على الدوري .. هذا قدر الفرق الكبيرة دائمًا ، ربما تتعثر ، ربما تُجرح ، ربما تدوس بقدميها على الأشواك فتنزف .. لكنها أبدًا لا تموت .
رسالة إلى زملكاوي قديم
في مقابل التعليقات القلقة السلبية ، لاحظت تعليقات من الخبرات الزملكاوية يبدون فيها ثقة زائفة و وعودًا بإن بطولة إفريقيا لن تخرج من مية عقبة والجيزة وضواحيها ، تلك الثقة يريد كثيرين أن يصدرونها للجمهور وكأن الجمهور أعمى لا يرى ، أصم لا يسمع .. هي بالتأكيد ثقة زائفة ، هروب مدير فني بحجم كارتيرون في وقت شديد الحساسية مثل هذا من الطبيعي أن يربك الفريق واللاعبين ، لأنهم في النهاية بشر من لحم ودم ، لأنهم في النهاية قد تعلقت عقولهم وقلوبهم به كما يتعلق الجمهور ، لأن كل لاعب قد ربط مصيره بإرضاء المدرب . المدرب الذي عرفه جيدًا وفهم طريقة تفكيره .. مستر باتريس كارتيرون .
علينا أن نكون متحدين أكثر من أي وقت مضى
كانت عبارة : علينا أن نكون متحدين أكثر من أي وقت مضى ، سببًا في فوز الزمالك ببطولة الكونفدرالية بعد أن نطق بها العبقري كرستيان جروس في المؤتمر الصحفي الذي كان قبل توقعات خروج الزمالك من البطولة بخطوة واحدة .. لكن الزمالك استفاق حتى توّج بالبطولة ، وفي وضعنا الحالي لا نحتاج إلا أن نكون متحدين أكثر من أي وقت مضى .. المتشائمين جنبًا إلى جنب المتفائلين ، الخبرات جنبًا إلى جنب الشباب ، الجماهير ممسكة بأيدي الإدارة ، النجوم القدامى أيدي الناشئين ، التاريخ في جعبة الحاضر وكليهما طاقة للمستقبل .. الزمالك الكبير سيتأثر بمثل هذا الحدث الكبير .. لكننا في السنة القادمة في مثل هذا التاريخ سنتذكر ما كنّا فيه وسنضحك كثيرًا على كل هذه الخيالات التي ظننا حدوثها .. ولم تحدث !
الكاتب
-
محمد فهمي سلامة
كاتب صحفي مصري له الكثير من المقالات النوعية، وكتب لعدة صُحف ومواقع إلكترونية مصرية وعربية، ويتمنى لو طُبّقَ عليه قول عمنا فؤاد حدّاد : وان رجعت ف يوم تحاسبني / مهنة الشـاعر أشـدْ حساب / الأصيل فيهــا اسـتفاد الهَـمْ / وانتهى من الزُخْــرُف الكداب / لما شـاف الدم قـــال : الدم / ما افتكـرش التوت ولا العِنّاب !
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال