كارل لاشلي ويليام جيمس .. أطباء شكلوا المفاهيم في علم طب النفس
-
مريم مرتضى
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال
على مدار التاريخ، كانت هناك محاولات لتشكيل علم النفس كعلم أساسي في الطبيعة البشرية، على غرار الفيزياء أو الكيمياء، ولكن لسوء الحظ، كان معظم العلماء يتعاملون مع علم النفس على أساس أنه زيف، وأن علمائه ما هم إلا مجرد هاوون، لذا كان علم النفس في معظم الوقت نظام ممزق بشكل لا يصدق، ما عدا بعض الأساسيات التي كان بعضها أكثر قيمة من البعض الآخر، والتي وضعها علماء كبار، شكلوا علم النفس وحاربوا بجدارة من أجل إثبات نظرياتهم.
كارل لاشلي
كان كارل لاشلي من أوائل علماء النفس الذين حاولوا فهم الأسس الفسيولوجية للسلوك، كان لاشلي عالمًا نفسيًا أمريكيًا عمل في البداية مع جون واتسون، ومع ذلك، لم يكن واتسون مهتمًا أبدًا بعلاقة الدماغ والسلوك، وذهب لاشلي في النهاية إلى اتجاهه الخاص، وأجرى سلسلة من الدراسات على الفئران حيث حاول تحديد موقع “engram” أو المقعد الفسيولوجي للذاكرة، قام لاشلي بتدريب فئرانه على إدارة متاهة، وإزالة أجزاء من أدمغتهم بشكل منهجي، ولاحظ أي تأثير لها على قدرتهم على إدارة المتاهة بعد ذلك، ووجد لاشلي، لدهشته، أن ما يهم هو مقدار الدماغ الذي تمت إزالته، واستمر لاشلي في تدريب وتوجيه عدد من علماء النفس وعلماء وظائف الأعضاء الذين استندوا إلى عمله المبكر الذي يربط بين الدماغ والسلوك، وحاليًا، يركز الكثير من العمل في علم النفس التجريبي الحديث على نظريات وأبحاث كارل لاشلي، والعديد من الأمور كان لكارل الفضل في اكتشافها وتوضيحها.
ويليام جيمس
كان ويليام جيمس عالمًا نفسيًا أمريكيًا لم يعجبه التصنيف، ووصفه مورتون هانت، كاتب العلوم، بأنه عالم النفس المتردد، تصور جيمس نفسه على أنه فيلسوف أكثر من كونه عالمًا نفسيًا، ولم يقم إلا بالقليل من التجارب في علم النفس، لم يكن معجبًا بعمل فيلهلم فونت، وركز في نهاية حياته على مسائل الدين والروحانية، ومع ذلك، فقد أحدث فارقًا كبيرًا في علم النفس، ففي عام 1890م، كتب كتابًا بعنوان “مبادئ علم النفس” والذي لا يزال يُطبع حتى اليوم، وهو يحتوي على بعض الأفكار الحديثة للغاية لعلم النفس، حيث أوضح جيمس بشكل أساسي علم النفس الحديث في هذا الكتاب، وكان العالم ويندت قد اقترح سابقًا أن علم النفس يركز في المقام الأول على الحواس والإدراك، ورفض فكرة أن علم النفس يمكن أن يهتم ببعض العمليات العليا، مثل التعلم أو حل المشكلات، ولكن اختلف جيمس معه، وأوضح في كتابه فكرة أن علم النفس يمكن أن يهتم بقضايا مثل: العواطف، والعادات، والوعي، والنفس، والتكيف، والتعلم، وتعود جذور السلوكية إلى أفكار جيمس، كما اقترح مفاهيم مثل: تقدير الذات، ومفهوم الذات، وعلم النفس الإكلينيكي، وعلم النفس الحيوي، وغيرها، ومن المثير للاهتمام أن جيمس لم يكن راضيًا عن الكتاب، وكتب إلى شركة النشر وطلب وقف نشر الكتاب، ووصفه بأنه كتلة بغيضة منتفخة.
الكاتب
-
مريم مرتضى
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال