كامل الشناوي الشاعر والصحفي الذي اكتشفه طه حسين
-
أحمد حمدي
كاتب نجم جديد
شاعر وصحفي مصري راحل بقامة كبري لولا ظروف مهنة الصحافة المتقلبة لصار أكبر شعراء الغناء في عصرنا ولو ترك الصحافة لتحول لنديم وعبقري في فن الصحافة الساخرة هو عمنا العظيم كامل الشناوي التي تهل علينا ذكري رحيله الخامسة والخمسين وصفه عمنا الراحل القدير يوسف الشريف في كتابه صعاليك الزمن الجميل فهو مؤسس فن الكتابة الصحفية التي يمكن أن نطلق عليها المعلقات الساخرة مجرد خبر غريب يحوله الشناوي لقصة في منتهي المتعة وهو ينتمي لجيل المتمردين علي التيار الأزهري المحافظ الذي أسسه العميد طه حسين بقصد أو بغير قصد.
وكما اكتشف العميد عملاق الفلسفة الشيخ علي عبد الرازق فقد اكتشف كذلك الصحفي مصطفي كامل السيد الشناوي وهذا اسمه الحقيقي وبمركز أجا بمحافظة الدقهلية ولد هو وولد اشقاؤه السبعة في بلاد متفرقة بحكم تنقل والدهم القاضي بالمحاكم الشرعية الذي ولد بمدينة دمياط حتي استقرت الاسرة اخيرا في جنينة ناميش بحي السيدة زينب في منزل كبير من ثلاثة طوابق منها طابقان لسكن الاولاد وممارسة الرياضةعمل بالصحافة مع الدكتور طه حسين في ‘جريدة الوادي’ عام 1930 وكان ميلاده عقب وفاة الزعيم الوطني مصطفي كامل فسماه والده ‘مصطفي كامل’ تيمنا بوطنية الزعيم الراحل وكفاحه، وقد تدرج والده الشيخ سيد الشناوي بالقضاء الشرعي، حتي أصبح رئيس المحكمة العيا الشرعية، وكان ذلك أعلي وأرفع منصب قضائي في مصر في ذلك العصر. كما كان عمه فضيلة الإمام الأكبر الشيخ محمد مأمون الشناوي شيخ الأزهر الشريف.
ودخل كامل الشناوي الأزهر الشريف ولم يلبث به أكثر من خمس سنوات فعمد إلي المطالعة ومجالس الأدباء، ودرس الآداب العربية والأجنبية في عصورها المختلفة. من مؤلفاته: اعترافات أبي نواس – أوبريت جميلة – الليل والحب والموت.. وآخر أعماله كانت أوبريت ‘أبو نواس’
وعرف برقة شعره الغنائي، وغني له محمد عبد الوهاب وعبد الحليم حافظ ‘حبيبها – لست قلبي – لا تكذبي’ فريد الأطرش ونجاة الصغيرة ومعظم نجوم الغناء وقال عن نفسه كما وصفه الشريف في الكتاب :
إنني أحب الجمال ولو تحول إلي خنجر يسكن ضلوعي، يجول فيها، ويتلوي ويقفز. أحبه في فكرة، كلمة، لوحة، نظرة، إشارة، شروق، ضباب، حقيقة، خيال، بحر هائج، رياح عنيفة، نسيم ضعيف، نغمة تنساب من حنجرة أو آلة موسيقي ‘
وهو من كتب أول نشيد لثورة يوليو ولا يتذكرها أحد وهي قصيدة وعنوانها ‘نشيد الحرية’ والتي يقول فيها ‘أنت في صمتك مرغم / أنت في حبك مكره / فتألم وتكلم وتعلم كيف تكره’.. كتبها ‘كامل الشناوي’ قبل قيام الثورة مناديًا الشعب بأن يثور ولحنها وغناها ‘محمد عبد الوهاب’ ومنعت من التداول في الإذاعة المصرية، ولكن بعد قيام الثورة تم الإفراج عن هذا النشيد، وكان ينبغي تغيير ‘أنت في صمتك مرغم’ إلي ‘كنتت في صمتك مرغما كنت في حبك مكرها’
ومن النوادر المثيرة التي يرويها الشريف علي لسان كامل الشناوي أن الشناوي وأشقاءه كانوا جميعا في صباهم وشبابهم منطلقين في عوالم الرياضة والقوة والرشاقة علي النحو الذي كان يلقي الرعب والهيبة في قلوب غيرهم من ابناء جيلهم فكان مأمون يمارس رياضة حمل الاثقال وعبد الفتاح ملاكمًا ولاعب كرة معروفًا، وعبد الرحيم اصبح فيما بعد حارس مرمي نادي الترسانة واحمد والد الناقد طارق الشناوي ملاكمًا والوحيد بين أشقائه الستة كان كامل الشناوي الذي حالت بدانته المفرطة دون ممارسة أي لون من الوان الالعاب الرياضية سوي اجادة لعب الطاولة والورق، وقال مأمون انني واخوتي الححنا عليه كي يركب الدراجة حتي وافق علي مضض لكن العجلاتي لم يوافق بعد أن تأمل حجم الزبون ووزنه الثقيل.
الكاتب
-
أحمد حمدي
كاتب نجم جديد