حكايات خالتي بمبة.. “حليم ورشدي” اتكسر عليهم الإيجار فهربوا من البيت
-
خالتي بمبمة
كاتب نجم جديد
“كامل الأوصاف فتني والعيون السود خدوني من هواهم رحت أغني آه يا ليل آه يا عين، العيون السود رموشهم ليل ليل بيحلم باللي غايب”، لأ أوعوا تفهموني غلط، سمعاك ياللي بتقول هي الخال بمبة بتحب ولا إيه، لأ مش بحب يا فالح، دا أنا بس تلاقيني اتأثرت شوية عشان زي اليومين دول مشي وسابنا “العندليب الأسمر” عبدالحليم حافظ، عنوان الرومانسية، محدش حب أو انجرح أو هجره حبيبه إلا وحتما ولابد يكون على أغانيه.
أكيد عرفتم إن حكايتنا النهاردة هتكون عن عبدالحليم حافظ، مش هتكلم في حاجات كتير بس حابة أقولكم عن مواقف جمعت بينه وبين ابن جيله الفنان محمد رشدي، اللي الصدفة جمعتهم في بداية الطريق، وكل واحد فيهم خد لون مختلف عن التاني وميمنعش إنهم يروحوا يجربوا اللون التاني بس تفضل بصمة كل واحد فيهم واضحة ومينسهاش الجمهور.
خلوني أقولكم إزاي رشدي كان بيتكلم عن حليم، كان بيحكي لابنه اللي حكالي لما كنا بندردش مع بعض، إنه قابل في حياته 3 أشخاص عارفين كويس من يوم ما اتولدوا جايين الدنيا يعملوا إيه، ويدخلوا التاريخ إزاي، واحد منهم هو طبعًا عبدالحليم حافظ.
البداية جمعت بين اتنين بيدوروا على نفس الفرصة، الأول رشدي في إيده العود، راكب في القطر اللي رايح مصر أيوة يا فالح قصدي القاهرة بس احنا بنقول عليها مصر، متعطلنيش يابني وخليني أكمل، والتاني بيركب من محطة طنطا، وده حليم، اللي لفت نظره العود، فسأل رشدي إذا كان مزيكاتي، وبدأوا يتعرفوا على بعض، واتقابلوا تاني في القاهرة وسكنوا مع بعض فترة في شارع الجيش عند باب الشعرية.
الاتنين مروا مع بعض بذكريات كانت صعبة بس عمرها مخلتهم يتخلوا عن الحلم اللي ناويين يحققوه، انكسر عليهم الإيجار واضطر واحد فيهم يطلع من غير صاحب البيت ما ياخد باله ويرمي للتاني الشنط عشان يهربوا.
المهم الخطة نجحت وهربوا من صاحب البيت، بس ماكنوش عارفين يروحوا فين.
كان عندهم صديقة رجولة وجدعة جدًا ومن عالم الفن برضه، أول ما كلموها عشان تساعدهم عرضت عليهم يقيموا الفترة دي في أوضة فاضية في شقتها بس على شرط “يقولوا قدام أسرتها إنهم مأجرين الأوضة دي مقابل مادي”.
جزء من لسانه اتقطع بس كان مغني عظيم.. الحدوتة كاملة عند بمبة
رشدي بعد كل اللي مر بيه في حياته من حادثة واضطراب أسري نتج عنه جوازة أولى غير ناجحة ومشاكل ليها علاقة بطلاق ونفقة طفل، قدر بعد مرور كل ده يشوف أسباب شهرة حليم الضخمة، وهي إنه مكنش بيفكر يغني وياخد فلوس، لأ كان مسيطر عليه إزاء ينجح ويأثر في الناس فكان بيخطط لده.
رشدي كان بيستغرب شوية حاجات في حليم وفهمها بعدين، منها إن يوم الامتحان في الإذاعة، لما هو نجح بس حليم سقط، وقتها مزعلش بس كان همه أنه ياخد نسخة من الإسطوانة اللي عليها الأغنية اللي امتحن بيها، عايز يدرس ويعرف هو إيه الغلط في اللي قاله، عشان مايقعش فيه تاني.
عبدالحليم نجح جدا، وزي ما قلنا رشدي اتعطل شوية، لحد ما الدنيا ضحكت له، وغنى أغاني كسرت الدنيا، فبدأ يفكر يقدم “شعبي” زيه، بس على طريقته لأنه مش هيقول “في ايديا المزامير وفي قلبي المسامير” فغنى أغنية “أنا كل ما أقول التوبة”.
حكايات خالتي بمبة| نحس وجبس.. مواقف مش ولابد جمعت كاريوكا بخفاجي
طارق ابن رشدي قال لي إن والده مكنش بيفكر أبدًا إنه ينافس حليم، بالعكس كان شايف إن المفروض ينافس محمد قنديل لإن اللي بيقدموا يشبهه كتير، لكن حليم كان بيحب يراقب ويشوف اللي نجح نجح ليه وإزاي يستفيد ويحقق نفس النجاح، عشان كده حب يتعاون مع نفس فريق رشدي: بليغ حمدي وعبدالرحمن الابنودي، عشان يكتب معاهم نجاح زي رشدي وأكبر، وكان بياخد رشدي معاه في رحلاته للمغرب عشان يحيوا حفلات عيد جلوس الملك الحسن على العرش، ويضمن إنه مش هيرجع يلاقي رشدي منفذ أغنية جديدة ومكسر الدنيا والناس مالهاش سيرة غيره.
ورغم المنافسة دي، بس كان فيه إنسانيات بينهم متتنسيش، زي أن حليم دل رشدي على بيت في الدقي كبير، وقاله إنه لازم يسكن في بيت كبير لأن عنده أسرة وعيال، وكان تمنه 7500 جنيه، وساعتها سأله “أنت معاك كام منهم يارشدي وأنا هكملك؟”.
دي كانت حكايات حليم ورشدي، ربنا يرحم الاتنين أد ما متعونا بأغانيهم الحلوة. اقرولهم الفاتحة.
كل حواديت خالتكم بمبة من هنا يا حلوين.. انبسطوا
الكاتب
-
خالتي بمبمة
كاتب نجم جديد