“كان أهم مورد بترولي لمصر” قصة حقل المرجان في السويس
-
وسيم عفيفي
باحث في التاريخ .. عمل كاتبًا للتقارير التاريخية النوعية في عددٍ من المواقع
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال
يصيغ حقل المرجان في السويس قصة البترول في مصر، ذلك الحقل الذي يقع عند خليج السويس والمملوك لشركة جابكو المصرية (بترول خليج السويس)؛ ولذلك الحقل أهمية وقصة.
ما قبل اكتشاف حقل المرجان في السويس
حدث تعاون بين مصر وشركة بان أمريكان في يناير عام 1964م عندما تشاركت الشركة الأمريكية مع المؤسسة المصرية العامة للبترول في البحث داخل منطقتين من مناطق البحث أحدهما في مساحة 72 ألف كم في الصحراء الغربية وذلك في يناير سنة 1964م، والأخرى في مارس من نفس العام داخل 7216كم متر في مياه خليج السويس.(1)
كان من أهم شروط اتفاقيات هذه الشراكة أن تتحمل شركة بان أمريكان وحدها مخاطر البحث عن البترول والتي وصلت نفقاتها إلى 44 مليون و500 ألف دولار في المنطقتين، تنفق خلال التسع سنوات الأولى، فإن عثرت الشرطة على الزيت حصلت مصر على نصف الإنتاج و50 % من أرباح الشركة.
اقرأ أيضًا
حكاية شيخ الأزهر الذي اقترح منع البترول عن إسرائيل قبل حرب أكتوبر بـ 6 سنوات
بدأت عمليات البحث في فبراير 1964م بإجراء مسح جوي مغناطيسي شمل جميع أرجاء المناطق المحددة في الاتفاق، ثم بدأت شركة كولومبيات جيوفيز نيابة عن شركة بان أمريكان في تنفيذ برنامج البحث السيسموغرافي في الصحراء الغربية خلال شهر يونيو 1964م وبدأت أعمال الحفر في أكتوبر عام 1965م.
في منطقة خليج السويس بدأت عمليات الحفر بعد توقيع الاتفاقية وخلال 3 أشهر تم إحضار سفينة الحفر الحديثة ديسكفرر وهي من سفن شركة أوفشور الدولية، وحفرت البئر الأولى في شرق بكر ووصل عمق حفرها إلى 2900 متر ولم تؤدي الأعمال إلى شيء.
وفي فبراير 1965م اكتشفت الشركة أول بئر منتجة وهو بئر مرجان وأسفرت أعمال التنقيب على وجود طبقتين منتجتين من طبقات العصر الميوسيني في هذه المنطقة، ودلت أعمال الحفر على أن الطبقة العليا المدرة على عمق 1600 متر وسمكها 25 متر، بينما الطبقة السفلى وهي أكثر إدرارًا تقع على عمق 1900 متر وسمكها 200 متر.
في يونيو عام 1965م تدفق الزيت من بئر رقم 2 في حفل المرجان أثناء الاختبار الذي أجرته الناقلة 23 ديسمبر التي تعمل لحساب مؤسسة البترول، وحملت الناقلة 30 ألف برميل تم تكريرها في معامل تكرير السويس وتبين أن هذا الزيت يتميز بصلاحية خاصة تتمشى مع احتياجات مصر، وإنتاجه من المقطرات الوسطى يصل لدرجة عالية وثقلة يقرب من درجة 31 وحتى أغسطس عام 1966م وكان هناك تصور بأن حقل المرجان سينتج سنويًا 5 مليون طن بدايةً من نهاية 1967م.
دور شركة جابكو المصرية
شركة جابكو المصرية كان أمامها تحدي وهو الحفاظ على حقل المرجان الذي بدأ انتاجه عمليًا في 13 إبريل 1967م، إذ بعدها بشهرين وقعت نكسة يونيو، ورغم ظروف النكسة فإن شركة جابكو نجحت في أن يبقى حقل المرجان متقدمًا إذ يتراجع إنتاجه إذ وصل لـ 100 ألف برميل يوميًا، ليبدأ تشغيل محطة الانتاج مرجان 8 ويصل الإنتاج ل200 ألف برميل ثم يزيد إلى 341 ألف برميل في أغسطس عام 1970م.
يذكر الدكتور حافظ علي سليم في كتابه عن شركة جابكو أنه قبل بدء حرب أكتوبر كانت هناك خطة محددة لتأمين الحقل والعاملين الأجانب والمصريين الذين يعملون به وذلك لأهمية الحقل الإقتصادية لمصر ووقوعه في دائرة نيران العدو، وربما صدر إنذار ما من الشركة الأمريكية أموكو بعد نشوب الحرب للجانب الإسرائيلى بعدم الإقتراب من هذه المنطقة لأن الحقل يعمل به الجانب الأمريكي وشريك فيه.(2)
(1) محرر، زيادة كميات البترول المستخرجة من حقل مرجان بخليج السويس، جريدة الأهرام، عدد 1 أغسطس 1966م، ص 5 و8.
(2) حافظ علي سليم، والتاريخ خير شاهد..حقل المرجان من أبطال حرب أكتوبر وبشرة الخير فى مواجهة العدو الاسرائيلى، موقع وكالة أنباء البترول والطاقة، 4 أكتوبر 2019م
الكاتب
-
وسيم عفيفي
باحث في التاريخ .. عمل كاتبًا للتقارير التاريخية النوعية في عددٍ من المواقع
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال