كاوه الحداد.. أسطورة الثورة ضد الظلم التي نسف الأتراك تمثالها
-
وسيم عفيفي
باحث في التاريخ .. عمل كاتبًا للتقارير التاريخية النوعية في عددٍ من المواقع
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال
عندما نجحت القوات التركية في الدخول إلى عفرين سنة 2018 تم هدم تمثال كاوه الحداد، مما سبب حالة من الغضب عبر مواقع التواصل الاجتماعي، حيث كان مشهداً أشبه بهدم آثار بابل ونسف تمثال بوذا.
لا وجود في التاريخ لشخصية باسم كاوه الحداد، لكنه يعتبر رمزاً قومياً بالنسبة للأكراد وخالداً في ذاكرتهم أكثر من خلوده في ذاكرة إيران والتي يرجع لها في تاريخ أساطير الميثولوجية الإيرانية، وسيرة كاوه الحداد جاءت في كتاب الشهنامة ـ ملحمة الملوك ـ والتي كتبها أبو القاسم الفردوسي، ويجسد شخصية البطل الثائر حيث قاد ثورة ضد الملك الظالم فريدون وتبعه العديد من أهالي البلد والمظلومين.
جاءت شعبية كاوه الحداد حين أخذ قطعة جلد ورفعها على رأس عصا، فاجتمع الناس تحت رايته وتوجهوا في ثورة عارمة إلى فريدون الضحاك وقيده في مغارة على جبل دماوند، ومن تلك الأسطورة، اتخذ الأكراد من شعلة كاوه رمزاً وطنياً للثورة على الحاكم الظالم، ورسموها شمساً على أعلامهم الوطنية.
التسمية الفارسية لـ كاوه الحداد في الشهنامة، هي کاوه آهنگر، وبالنسبة للكردية كاوه آسنگر، ومع الترجمة للعربية جاء اسم الحداد رمزاً للبطولة، وفق ما وضحه باحث اللغة الكردية جمشيد إبراهيم.
الترجمة النصية لقصة كاوه الحداد تقول: “في قديم الزمان كان هناك ملكُ شريّرُ سَمّى الضحاك وكان قد أصيب بلعنة هو ومملكته، فرفضت الشمس أن تشرق وكان من المستحيل نمو أي غذاء، وكان لدى الملك الضحاك لعنة أخرى وهي امتلاك أفعتين ربطتا بأكتافه، وعندما تجوع الأفعتان كان يشعر بألم عظيم، والشيء الوحيد الذي يرضي جوع الأفعتين كانت أدمغة الأطفال.
كان كل يوم يقتل طفلين من القرى المحلية المجاورة وتقدم دماغاهما إلى الأفعتين، قتل الملك الضحاك 16 طفلا وبقى آخر طفلة في القرية وكانت ابنة كاوه حداد القرية، فوضع خطة لإنقاذها، وبدلا من أن يضحي بابنته ضحى كاوة بخروف وأعطى دماغ الخروف إلى الملك ولم ينتبه الملك للخدعة.
انتهج أهل القرية هذه الطريقة وكانوا يرسلون أطفالهم كي يعيشوا مع كاوه في الجبال ليكونوا أكثر أمنا وكبر الأطفال في الجبال ودربهم كاوه وعندما كبروا وصار عددهم عظيما نزلوا من الجبل بقيادة كاوه واقتحموا قلعة الملك الشرير وقضوا عليه.
كي يستطيع كاوه إيصال الخبر للبلدات المجاورة بنى مشعلا كبيرا أضاء السماء وطهر الهواء من شر الملك الضحاك، وفي ذلك الصباح أشرقت الشمس مرة ثانية ورجعت الخصوبة إلى أراضي القرية وكان بداية يوم جديد أو نوروز ـ باللهجة الكردية”.
إقرأ أيضاً
عن حياة محمد قدري باشا أسطورة الفقه والقانون الذي لا زالت بصماته موجودة
الكاتب
-
وسيم عفيفي
باحث في التاريخ .. عمل كاتبًا للتقارير التاريخية النوعية في عددٍ من المواقع
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال