كبسولة نفسية..الانسحاب له طريقة وإلا تصبح مؤذيا
-
إسراء سيف
إسراء سيف كاتبة مصرية ساهمت بتغطية مهرجانات مسرحية عدة، وبالعديد من المقالات بالمواقع المحلية والدولية. ألفت كتابًا للأطفال بعنوان "قصص عربية للأطفال" وصدر لها مجموعة قصصية بعنوان "عقرب لم يكتمل" عن الهيئة العامة المصرية للكتاب بعد فوزها بمسابقة للنشر، كما رشحت الهيئة الكتاب لجائزة ساويرس.
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال
كلنا نشعر في فترة ما أن هناك علاقات ترهقنا إلى حد كبير، ترهقنا لأن أصحابها يمثلون ضغطا علينا بشكل أو بآخر، أو لا يتقبل منا كما نحن، أو لا نعرف كيفية التأقلم مع عيوبهم.
الحل في هذا الوقت هو الانسحاب من العلاقة ووضع حدود جديدة تريحنا ولو لم ترح الطرف الآخر يستطيع هو الآخر الانسحاب أو إنهاء العلاقة.
ولكن هناك طرق للانسحاب تؤذي الشخص الآخر في الصداقة، كمواجهته بطبيعة العيوب التي لا تستطيع التأقلم عليها.
وهناك طريقة أخرى تسبب آلما نفسيا للطرف الآخر عندما تريد الابتعاد عنه، وهي مواجهته بطبيعة مشاكله التي لا تتحملها أنت وترى أنها تصدر لك طاقة سلبية.
فعلى سبيل المثال كانت لدي صديقة على درجة مقربة مني جدا، وعلاقتي بها الآن مستقرة، ولكن تأثرت بطريقتها في وضع حدود للعلاقة بيننا في فترة كانت لا تحتمل فيها مشكلاتي.
كنت في هذه الفترة بأزمات متتالية كبيرة لم أتوقع حدوثها كعادة كل البلاوي التي تحدفها علينا الحياة بلا توقع أو تحضير مصدات لها.
كنت أشعر أنني وقعت في حفرة كبيرة ولا أشعر بمشاكل الآخريين إلا عندما يحكونها لي بشكل مباشر.
وابتعدت صديقتي لكثرة مشكلاتي التي رأتها عبئا عليها في فترة كانت مضغوطة بها، وتوقعت وسط الكوارث التي أمر بها الشعور بما تمر به من أزمات أبسط من مشكلاتي.
بالطبع لسنا بمسابقة ولا أهون من حجم ما يمر به أي إنسان حتى لو كانت مشاكله أقل من المصائب التي مررت بها، ولكن توقعت أنا الأخرى أن تعذرني لما أمر به أو تحكي بشكل مباشر ما تمر به لأننا لا نشم على ظهور أيدينا شيء لم يُحكَ وخاصة وسط البئر الذي وقعت فيه.
وقعت هي في مشكلة مراعاة مشاعري وحجم ما أمر به من مشكلات وقررت ألا تحكي شيئا، وتعاملت أنا الأخرى على طبيعتي وظللت أعتمد عليها كما عودتني أنها جيشي الوحيد.
فكانت النتيجة مواجهتها لي بحجم ما أمر به قبل ابتعادها عني، فتصور أن تمر بخيانة على سبيل المثال من أحد من المقربين وأمراض والدتك بمرض لا شفاء منه وتمر باكتئاب عنيف تحاول العلاج منه، فيقول له أقرب أصدقائك: لقد مررت بكذا وكذا وكذا وأعلم لا يد لك في ذلك، ولكن كل هذه الأشياء تسبب لي طاقة سلبية!!
بالتأكيد ستشعر بالمرارة و تصعب عليك نفسك يا مؤمن أنك حكيت كل ما مررت به، ورغم اعتذار الصديقة ورغم صدق نواياها في كل ما فعلته معه، إلا أنني شعرت أنها وضعت على الجدعنة اللي مارستها خلال الصداقة تراب بهذه العبارة.
ابتعدت سين بعد هذا الكلام وكنت مازلت اتعافى من الاكتئاب والقلق وجعلتني أشعر أنني عبئا على الآخرين وأني مشاكلي سببت لها أزمة.
لو كنت مكانها وتعرضت لموقف كهذا، يقول غلم النفس: أن تعبر عن مشاعرك بكلمة أنا وليس كلمة أنت، فلا تقول: أنت مشاكلك فوق طاقتي ، ولكن قل: أنا طاقتي ليست كعادتها هذه الأيام وأعلم أنني أكن لك كل الحب، ولكن ربما ابتعد لفترة حتى أستعيد طاقتي من جديد.
بمنتهى البساطة لو كانت قالت هذه العبارة كنت نسيت الموقف تماما الذي دفعني لغضب شديد من الحياة بعدما كانت سر دعمي أصبحت لفترة طويلة سببا في شعوري بالذنب تجاهها وسببا في شعوري بحساسية مفرطة تجاه كل من يعرفني.
احرص يا عزيزي عندما تريد الانسحاب من علاقة لم يؤذيك صاحبها في شيء ألا تؤذيه، فهناك كلمات فور خروجها من فم الإنسان لا تحلها كلمة أسف ولو كان صاحبها ملاكا من سابع سما.
الكاتب
-
إسراء سيف
إسراء سيف كاتبة مصرية ساهمت بتغطية مهرجانات مسرحية عدة، وبالعديد من المقالات بالمواقع المحلية والدولية. ألفت كتابًا للأطفال بعنوان "قصص عربية للأطفال" وصدر لها مجموعة قصصية بعنوان "عقرب لم يكتمل" عن الهيئة العامة المصرية للكتاب بعد فوزها بمسابقة للنشر، كما رشحت الهيئة الكتاب لجائزة ساويرس.
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال