“كتبه دفاعًا عنه” قصة مقال قاسي كتبه محمود السعدني عن إدمان حاتم ذو الفقار
-
وسيم عفيفي
باحث في التاريخ .. عمل كاتبًا للتقارير التاريخية النوعية في عددٍ من المواقع
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال
تفاقمت رحلة إدمان حاتم ذو الفقار في عام 1994 عندما ألقي القبض عليه للمرة الثانية وحينها تعرض الفنان لحملة صحفية ضده كانت هي الأقسى عليه حتى وفاته.
إدمان حاتم ذو الفقار وأزمة 1994
بدأت رحلة إدمان حاتم ذو الفقار في 15 نوفمبر 1987 م عندما ضبطت معه كمية من الهيروين وعوقب بالسجن لمدة سنة وتغريمه 500 جنيه.
وجاءت المرة الثانية في شهر مايو 1994 بهيروين وقضت المحكمة ببراءته من التعاطي، وفي المرة الثالثة تم إلقاء القبض عليه في فبراير 1995 م، وقضت المحكمة آنذاك ببراءته من تهمة التعاطي.
في الأزمة الثانية عام 1994 تلقى العميد محمود عبدالرشيد رئيس منطقة القاهرة معلومات أكدت عودة الممثل حاتم ذو الفقار إلى شم الهيروين وبيعه في شقته بمنطقة العباسية، وتم إبلاغ اللواء عبدالخالق الطحاوي مساعد مدير الإدارة العامة لمكافحة المخدرات بالتحريات.
قام بالتحريات حول إدمان حاتم ذو الفقار المقدم محمد مقلد والمقدم زكريا الغمري وكشفت أن الفنان يقطن في شقة 12 في العقار رقم 116 بشارع العباسية وأقام حفلة لشم الهيروين وتم إلقاء القبض عليه.
محمود السعدني يكتب عن إدمان حاتم ذو الفقار
شنت الصحافة المصرية هجومًا على حاتم ذو الفقار، إلا أن الكاتب الراحل محمود السعدني أراد التغريد خارج السرب فكتب في عدد أخبار اليوم يوم 14 مايو 1994 م مقالاً عن إدمان حاتم ذو الفقار، كان قاسيًا بعض الشيء لكنه طرح وجهة نظر.
كانت قسوة محمود السعدني في نعت حاتم ذو الفقار بالشمام، إلى جانب قوله بأنه ثقيل الظل، لكنه كان متعاطفًا معه ضد الحملة الصحفية التي شُنَّت عليه، ورغم قسوة المقال لكن حاتم ذو الفقار استند به في حوار مع برنامج ساعة صفا.
بدأ السعدني مقاله بقوله «العبد لله لا يعرف المواطن حاتم عيسوي الشهير بحاتم ذو الفقار، الفنان تعيس الحظ الذي دمر نفسه وحطم مستقبله وأسلم نفسه للضياع، الولد سيء الحظ شمام وسبق له دخول السجن لأنه شمام، ولكن تجربة السجن لم تردعه فلم يتوقف عن الشم، عين أصابت الولد الفنان وقدر أحمق الخطى داس على مخ الولد فلم يعد يفكر وداس على بصره قلم فلم يعد يميز، ولكنه في البداية والنهاية مجرد مدمن شمام ضايع، ذنبه على جنبه وطائره في عنقه، وقد جذبه طائره وهوى به إلى الأعماق».
طالب السعدني أن يتم احتواء حاتم ذو الفقار وعبر عن ذلك بقوله «مدمن مثل هذا في حاجة إلى علاجة أكثر من جاحته إلى سجون وزنازين وقضبان، والعالم كله يتجه الآن إلى رعاية المدمن وليس إلى تدميره».
لائحة اتهام حاتم ذو الفقار أثارت غضب محمود السعدني حيث قال «التهمة الموجهة إليه الآن تكفي لتدميره ليس لمرة واحدة ولكن لعشرة مرات، والتهمة الموجهة إليه أنه تاجر هيروين ومزيف عملة، مع أن الكمية المضبوطة لا تزيد عن عدة جرامات وهي بالتأكيد لاستخدامه الشخصي، كما أن اتهامه بتزييف العملة أو ترويجها و أمر مضحك للغاية، لأن المضبوط معه هو ورقة واحدة من فئة المائة دولار، صدقوني إذا قلت لكم أنني شعرت بعد قراءة الاتهام بأن الموقف من حاتم العيسوي الشهير بحاتم ذو الفقار هو جزء من موجة العنف التي تسود مصر هذه الأيام، ولو كانت الكمية المضبوطة معه بمليون جنيه مثلاً، ولو كان معه من الدولارات المزيفة عدة ألوف مثلاً لاقترحت عليكم وضحه على خازوق في أكبر ميدان».
طالب محمود السعدني بالتعامل الأمني مع تجار المخدرات، حيث كتب «أيها السادة اضربوا أعناق التجار الكبار وعلقوا المشانق عالية للذين يجلبون الصنف من الخارج ويحققون الربح بالملايين، أشعلوا النار فيهم أحياء إذا أردتهم أو اسحلوهم في الشوارع أو أغرقوهم في مجرى النهر، أما المدمنون التعساء فرفقًا بهم، فالسجن ليس هو الدواء الشافي من هذا الداء اللعين».
رغم تعاطف السعدني مع حاتم ذو الفقار لكنه كان قاسيًا في نعته إذ وصفه بأنه مدمن ضايع ومفلس سنكوح فقد مستقبله وفقد صحته وسيفقد حياته كلها في القريب العاجل إذا استمر على هذا الحال، وأغلب دول العالم تتجه الآن إلى التخفيف عن المدمنين وليس إلى إبادتهم.
اختتم محمود السعدني مقاله «أحمد الله أني لا أعرف المواطن حاتم عيسوي الشهير بحاتم ذو الفقار، لم يحدث بيني وبينه لقاء في الماضي، ولا أرغب في ذلك مستقبلاً، ولكن مأساته هزت نفسي هزًا، هذا الذي كان من النجوم اللامعة، ثم تحول بفعل الكيف اللعين إلى مجرد كائن ضائع ومسحوق لا عمل ولا أمل ولا هدف إلا شمة هيروين، رغم هيافته وغلاسته وسلوكه المعوج، إرحموا المواطن المدمن حاتم عيسوي الشهير بحاتم ذو الفقار لأنه أولاً وأخيرًا الرحمة فوق العدل».
الكاتب
-
وسيم عفيفي
باحث في التاريخ .. عمل كاتبًا للتقارير التاريخية النوعية في عددٍ من المواقع
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال