كتفك في كتف اخوك .. كيف حافظت مصر على دورها القومي في احتضان اللاجئين؟
-
محمد فهمي سلامة
كاتب صحفي مصري له الكثير من المقالات النوعية، وكتب لعدة صُحف ومواقع إلكترونية مصرية وعربية، ويتمنى لو طُبّقَ عليه قول عمنا فؤاد حدّاد : وان رجعت ف يوم تحاسبني / مهنة الشـاعر أشـدْ حساب / الأصيل فيهــا اسـتفاد الهَـمْ / وانتهى من الزُخْــرُف الكداب / لما شـاف الدم قـــال : الدم / ما افتكـرش التوت ولا العِنّاب !
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال
في الكويت، وبالتحديد عام 1975، وأثناء المؤتمر الصحفي الخاص بحرب أكتوبر وتبعاتها، كان الرئيس السادات قد كظم غيظه عندما أثيرت قضية التوتّرات بين مصر والرئيس الليبي معمر القذافي، عندما تذكّر ما قيل في راديو ليبيا الرسمي بأن مصر “تحشد” قواتها ضد ليبيا .. وتسَاءَل بلهجته الفلاحي قُح “إيه ديه!” ؟ .. وأردف : “مصر تُحافظ على ليبيا، وتُحافظ على كل عربي، وكل أرض عربية، ونبذُل لمدة 27 سنة من دم مصر، وأموال مصر، وثروات مصر، حتى أصبحنا من أفقر الدول العربية بعدما كُنّا من أغناها، ولسنا بمحزونون أبدًا .. سُعداء بالتزامنا تجاه كل ما هو عربي لأنه قدر مصر القومي التاريخي، مصر مؤمنه به، وملتزمة به طوال الدهر، لأن العبرة هو إحنا، وعمدة المنطقة هي مصر”.
مؤتمر الرئيس السادات في الكويت 1975
ولم يكن “السادات” مُبالغًا في كلامه، فهو ليس قرار الدولة المصرية الوطنية من الرأس، بل هو قرار شعبي من القاعدة مُنطلقًا إلى رأس إدارتها، فما عليك إلا أن تنزل في الشارع – أي شارع- مصري، واسأل : ما رأيكم في استضافة المأزومين الهاربين من جحيم الأوضاع بلادهم المجاورة، ولن تجد مصري واحد لديه غضاضة في أن يقتسم لقمته الضعيفة مع أخيه السوري، أو السوداني، أو الفلسطيني، أو الليبي، أو اليمني .. وعبر هذا الصدد يمكنك أن تشاهد أكثر فيديو لصانعي المحتوى يلعبون على هذا الوتر، ويسأل : هل لديكم مشكلة في أن “تساعي” أخوك السوري .. أو، أو (إلخ)، ويمكنك أن تشاهد ذلك إذا خَطَفت رِجلَك في زيارة سريعة إلى اليوتيوب.
رأي فعل أبناء الشعب السوري عن الإقامة في مصر
وبحسب الكُتيّب الصادر عن المركز المصري للفكر والدراسات الاستراتيجية، بعنوان “حكاية وطن” حيث كُتبَ في شِق “احتواء اللاجئين” : تضامنت الدولة مع اللاجئين، والتزمت بتقديم الحماية وتوفير الخدمات للاجئين وطالبي اللجوء، وتوفير سُبل المعيشة الكريمة لهم بما يسهم في تعزيز التعايش في المجتمع المصري، في العديد من المجالات والقطاعات وفي مقدمتها قطاع الصحة، حيث يتمتع اللاجئون وطالبي اللجوء في مصر بإمكانية الحصول على الخدمات الصحية على قدم المساواة مع المجتمع المصري.
جاء ذلك القرار وفقًا لمذكرة تفاهم وقعتها وزارة الصحة والسكان والمفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في عام 2016، والتي تتيح للاجئين وطالبي اللجوء مع جميع الجنسيات إمكانية الحصول على الخدمات الوطنية، بما في ذلك رعاية الإحالة الأولية والثانوية وحالات الطوارئ .. وفي عام 2018، اعتمدت مصر القانون رقم 2 لعام 2018 بشأن إصدار قانون نظام التأمين الصحي الشامل ولائحته التنفيذية، وتشمل هذه اللائحة أحكامًا تنص على أنه يمكن للاجئين التمتع بخدمات التأمين الصحي الشامل في إطار خطط التأمين المُصممة خصيصًا (الفصل4، المادة 68 من اللائحة)
وفي مارس 2018، أدرج اللاجئون من جميع الجنسيات في المبادرة الرئاسية الوطنية، “100 مليون صحة” للكشف عن التهاب الكبد الوبائي “سي” وعلاجه والقضاء عليه بحلول عام 2023، وتم إدراج الأطفال اللاجئين في الحملة الوطنية لمكافحة شلل الأطفال، والتي تم تنفيذها عام 2021، حيث تمكنت الدولة من تطعيم 16.5 مليون طفل من المصريين وغير المصريين المُقيمين بمصر، فضلًا عن إدراج أطفال اللاجئين بحملات القضاء على الديدان المعوية لطلاب المدارس، والتي تم تنفيذها مؤخرًا، ومبادرة الرئيس للكشف المبكر عن أمراض “السمنة والأنيميا والتقزم” لطلاب المرحلة الابتدائية.
وعن نسبة اللاجئين في مصر منذ عام 2014 حتى عام 2021، وبحسب البنك الدولي :
2014 : 236.1 ألف لاجئ
2015 : 212.5 ألف لاجئ
2016 : 213.5 ألف لاجئ
2017 : 232.6 ألف لاجئ
2018 : 246.7 ألف لاجئ
2019 : 258.4 ألف لاجئ
2020: 272.8 ألف لاجئ
2021 : 280.7 ألف لاجئ
الكاتب
-
محمد فهمي سلامة
كاتب صحفي مصري له الكثير من المقالات النوعية، وكتب لعدة صُحف ومواقع إلكترونية مصرية وعربية، ويتمنى لو طُبّقَ عليه قول عمنا فؤاد حدّاد : وان رجعت ف يوم تحاسبني / مهنة الشـاعر أشـدْ حساب / الأصيل فيهــا اسـتفاد الهَـمْ / وانتهى من الزُخْــرُف الكداب / لما شـاف الدم قـــال : الدم / ما افتكـرش التوت ولا العِنّاب !
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال