كثافة الأطفال في غزة تنذر بكارثة إنسانية تفوق الهولوكوست
-
محمد فهمي سلامة
كاتب صحفي مصري له الكثير من المقالات النوعية، وكتب لعدة صُحف ومواقع إلكترونية مصرية وعربية، ويتمنى لو طُبّقَ عليه قول عمنا فؤاد حدّاد : وان رجعت ف يوم تحاسبني / مهنة الشـاعر أشـدْ حساب / الأصيل فيهــا اسـتفاد الهَـمْ / وانتهى من الزُخْــرُف الكداب / لما شـاف الدم قـــال : الدم / ما افتكـرش التوت ولا العِنّاب !
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال
أيها الناس .. لا حاجة لنا لأن نخبركم أن الإنسانية فقد شرفها الآن .. لا دليل دامغ يمكن أن يؤكد لك تلك المعلومة أكثر من أحداث غزة .. حيث آلة حصد أرواح الأبرياء قد استعرت واشتعل محركها وحققت أرقام قياسية في إزهاق الأرواح
وفي القلب من هذه الأرواح تلك العصافير البريئة التي تطير يوميًا إلى السماء بغير وعد لأهلها بالنزول مرة أخرى .. الأطفال .. وما أدراك أن يموت الطفل بين يدي أمه وأبيه غدرًا .. حيث يعلن العالم في تلك اللحظة :
أيا أيها البشر قد أصبحنا في غابة وصاحب النياب هو الأعز والأغلى من صاحب القلب، وكذا لا تتوقف آلة حصاد الأرواح الصهيونية في قطف براعم الأزهار العربية في فلسطين .. لكنها عملية إجرامية تفوق كل العمليات السابقة من إجرام المحتل الذي جاوز المدى لمدة تقارب الثمانية عقود.
ويبلغ سكان غزة 2.2 مليون نسمة، وتعيش كل تلك الكتلة على شريحة ضيقة من الأرض تبلغ مساحتها 140 ميلًا مربعًا .. وتشكّل نسبة الأطفال النسبة الأكبر من هذه المعادلة، وتقول وكالة “إن بي آر” أن التعليم أولوية قصوى عند أهل غزة، لذلك نرى أن الأطفال على درجة عالية من الوعي واللباقة والعمق الثقافي ،وتقول الوكالة أيضًا أن الأطفال في قطاع غزة لا يحصلون على فرص عالية للعيش مقارنة بمناطق أخرى في العالم نظرًا لصراعات الاحتلال في غزة، وسوء الخدمة الصحية من جانب آخر .
وبحسب التقارير الرسمية الصادرة من القنوات الرسمية لفلسطين فإن 2000 طفل قد قُتل في 17 يوم في قطاع غزة و 27 طفل آخرين في الضفة الغربية، حيث أدت الغارات الجوية المستمرة في القطاع إلى تحويل المباني إلى كومة من التراب يتصاعد منها الخان، كما تعرضت آلاف المنازل وعشرات الملاعب والمدارس والمستشفيات والكنائس والمساجد للأضرار المدمرة، كما أصيب ما يقرب من 4600 طفل في الانفجارات المستمرة معظمهم في حالات خطرة، وحتى من هم في حالات مستقرة فإنهم في معاناة نقص المستلزمات الطبية كما يعاني الكثير من الأطفال حالة من الخوف الشديد ما يجعل مستقبل خارج السيطرة تمامًا .. وكذا تستعد غزة -إحصائيًا- لكارثة كبرى من حيث أعداد قتل الأطفال.
يتزامن هذا مع انهيار المنظومة الصحية في غزة حيث قال الدكتور أشرف القدرة، المتحدث باسم وزارة الصحة الفلسطينية، إنّ الاحتلال الإسرائيلي أدى إلى تدمير في جميع مناحي الحياة في قطاع غزة منذ عملية طوفان الأقصى، بما في ذلك المرافق الصحية في المستشفيات، ما أدى إلى انهيار شبه كامل المنظومة الصحية.. وأكد القدرة، خلال حواره ببرنامج “التاسعة” المُذاع على القناة الأولى المصرية، أنّ الانتهاكات الإسرائيلية المستمرة ضد القانون الدولي، بما في ذلك قصف مستشفى المعمداني، تسببت في خسائر كبيرة في الأرواح والمعدات الطبية كما أن هناك كارثة كبرى في قتل كوادر من الأطباء.. وهكذا تنتظر غزة كارثة كبيرة سوف تشهدها البشرية الصامتة عن قتل الأطفال والرأي العام العالمي المنافق.
الكاتب
-
محمد فهمي سلامة
كاتب صحفي مصري له الكثير من المقالات النوعية، وكتب لعدة صُحف ومواقع إلكترونية مصرية وعربية، ويتمنى لو طُبّقَ عليه قول عمنا فؤاد حدّاد : وان رجعت ف يوم تحاسبني / مهنة الشـاعر أشـدْ حساب / الأصيل فيهــا اسـتفاد الهَـمْ / وانتهى من الزُخْــرُف الكداب / لما شـاف الدم قـــال : الدم / ما افتكـرش التوت ولا العِنّاب !
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال