كرة القدم والحب وأشياء أخرى.. مين قال ملناش فيها!
-
إسراء أبوبكر
صحفية استقصائية وباحثة في شؤون الشرق الأوسط، نشأت تحت مظلة "روزاليوسف" وعملت في مجلة "صباح الخير" لسنوات.
كاتب برونزي له اكثر من 100+ مقال
بكل صراحة نحن شعب يعشق التصنيفات، وكرة القدم واحد من كثير؛ أهلاوي، زملكاوي، مدريدي، برشلوني، حتى فاقدي الشغف نحو الساحرة المستديرة ينتمون بشكل ما للكيان الأشمل “المنتخب الوطني”. في تلك المقالة نحن لا نتحدث عن الانتماء السطحي للعبة عشقها الملايين، أو المهاترات الفارغة التي دائمًا ما تأخذ طريقها نحو العداء غير المبرر؛ هنا نتحدث عن كرة القدم والحب فقط.
قد تبدو العلاقة بين الأمرين ضربًا من خيال نسائي مراهق، وقد لا يرغب البعض في مزج الحب مع رياضة تفوح منها رائحة التستوسترون والعرق؛ إلا أن الموضوع كله لا يدور إلا في فلك الحب. أنت تشجع الأهلي لأنك أحببته، وأنا أرغب في رؤية الزمالك لا يفارق المركز الرابع لأنني لم أحبه قط، وفي النهاية نشجع جميعًا لأننا شعب يعشق كرة القدم.
عزيزي القارئ دعني أطرح عليك سؤالًا يؤكد أن كرة القدم والحب لا ينفصلان. هل ترضى عن أداء جميع أعضاء فريقك؟ لن ننتظر الرد؛ فرواد الثالثة يعلمون جيدًا أن هجمة ضائعة تعني وصلات من الشتيمة والعصبية- المبررة في تلك الحالة من محبي الكيان للاعبيهم. عيوب فريقك المفضل لم تمنعك من تشجيعه؛ غفرانك لأخطاء الشحات تعني أنك أحببت الأهلي قبل أن تشجعه.
الساحرة المستديرة والجنس اللطيف.. مين قال ملناش فيها!
ولا يمكن أن نتحدث عن كرة القدم والحب دون ذكر الجنس اللطيف، المتهمات دائمًا بالغباء الكروي. يؤسفني أن أحطم توقعاتك عزيزي القارئ، النساء أيضًا تشجع وأحيانًا كثيرة لن تسألك إحداهن عن معنى الأوفسايد. حقيقةً لا أدري لماذا يعتقد الرجال أن الأنثى تقف أمام كرة القدم وتفقد مزايا تطورها للإنسان الحديث؛ وهو ما يؤدي للشبق المبالغ فيه نحو النساء الكرويات من بعض الرجال باعتبارهن عملة نادرة.
على أرض الواقع النساء المهتمات بالكرة أكثر من المتوقع، ربما لا يظهرن كثيرًا بين جمهور الثالثة، لكن متواجدات، وأصدقكم القول حين أقول أنهن شغوفات أكثر من الرجال أحيانًا. الهوس الكروي يمكن أن يصيب حتى أكثر النساء أنوثة، تشجع بروح وتتابع بحماس وتضع رشة السكر على الأصوات الخشنة في الاستاد.
قد لا تكون مباريات كرة القدم المكان المثالي للحب، لكن الكاميرات لم تكذب حين بروزت لنا عشاق الكرة من الأزواج. وليس بعيدًا علينا قصة الزوجين العجوزين من مشجعي النادي التركي “فنربهتشه“، وقصة حبهما التي ختماها في الاستاد مواظبين على متابعة مباريات فريقهم المفضل. ولم يكن احتفاء جماهير النادي بهما وتخليد الجماهير لذكرى الزوجين سوى نوع من الحب الذي نتحدث عنه، وتعكسه دائمًا كرة القدم بشكل أو بآخر.
في فترة ما من ثمانينيات القرن الماضي كان يمكن أن توثق الكاميرات زوجًا آخر في استاد القاهرة. المشجع الزملكاوي المتسامح وخطيبته التي يمكن أن نقول عنها “ملهاش فيها” لكن المناكفة جعلتها أهلاوية، وخروجة خطف بعيدًا عن عيون الأهالي المتحفظين بزيادة. قصة من القصص التي سمعتها في ليالي الشتاء الباردة، مع فنجان القهوة وروقان الخميس المحبَب في بيتنا الصغير.
عيب علينا نكتم الحقيقة كاملة مدفوعين بالتعصب للأنثى، لذلك لا مانع من حقيقة وجود نساء “ملهاش فيها”. وأحيانًا تلاقي مراهقات يشجعن البرسا؛ لأجل عيون جافي أو سحر عيون الليفا. لكن الحكم على الكتاب من حرف واحد في عنوانه ظلم لكل عاشقات الساحرة المستديرة.
الكاتب
-
إسراء أبوبكر
صحفية استقصائية وباحثة في شؤون الشرق الأوسط، نشأت تحت مظلة "روزاليوسف" وعملت في مجلة "صباح الخير" لسنوات.
كاتب برونزي له اكثر من 100+ مقال