“كريستوفر كولومبوس”.. أسرار رحلته لأمريكا التي لم يكتشفها.. وخسارته لألقابه بسبب سكان الهند
-
مريم مرتضى
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال
كريستوفر كولومبوس هو المستكشف الإيطالي الشهير الذي اكتشف العالم الجديد في الأمريكتين في رحلة استكشافية برعاية الملك فرديناند ملك إسبانيا وذلك في عام 1492م.
وُلد في 31 أكتوبر 1451م، في مدينة جنوة في إيطاليا ودرس الرياضيات والعلوم الطبيعية والفلك في جامعة بافيا، عبَرَ المحيط الأطلسي ووصل الجزر الكاريبية في 12 أكتوبر 1492م، لكن اكتشافه لأرض القارة الأمريكية الشمالية كان في رحلته الثانية عام 1498 م.
فكرة أول الرحلة
تولدت في كولومبس فكرة القيام برحلات استكشافية بسبب الرغبة في تحقيق ثلاثة أشياء:
أولهم الشهرة والثراء، وثانيهم تعصبه لكاثوليكيته ولد عنده الرغبة في ايجاد طريق آخر غير الطرق التي تمر ببلاد المسلمين، آخرهم الجهد الكبير الذي بذله في الدراسة البحرية العملية الحديثة في عصره.
اتفاقه مع ملك إسبانيا
في 30 ابريل 1492م وقع الملوك الكاثوليك الإسبان، مع كريستوفر اتفاقية، جاء فيها أنّ كولومبوس كمكتشفٍ للجزر والقارات في البحر والمحيط، سيُمنح رتبة أمير البحار والمحيطات كقرار ملكي يسري في جميع أنحاء البلاد، و يُضاف إلى ذلك أنه سيُمنح 10% من الذهب والبضائع التي سيُحضرها معه بدون أية ضرائب.
إقرأ أيضًا…ما هو تصنيف التعليم المصري الحقيقي؟
الانطلاقة البحرية
في مرفأ بيلوس جُهزت ثلاث سفن مختلفة الأحجام:
السفينة الأولى :كانت سفينة القيادة وتدعى بـ “سانتا ماريا” وهي من نوع كارافيل وعدد طاقم السفينة 84 بحاراً بقيادة الأدميرال كولومبوس.
السفينة الثانية : وكانت تدعى بـ “بينتا” وهي من نوع كارافيل أيضاً وقد كان يبلغ طولها 20.1 متر وعرضها 7.3 متر، وعدد أفراد الطاقم 65 وكان القبطان السفينة و مالكها مارتين آلونسو بينسون .
السفينة الثالثة : كانت تدعى بـ “نينا” من نفس النوع هذه التسميه كانت شائعة حول هذه السفينة إلا أنّ اسمها الحقيقي كان “سانتا كلارا” و طولها كان 17.3 متر، العرض 5.6 متر، الطاقم مكون من 40 بحار والقبطان كان ڤيسنتي يانيس بينسون ومالِك السفينة خوان نينيه.
أول اكتشافاته
في 12 أكتوبر اكتشفت ما تسمى اليوم جزر البهاماس إلا أنه أطلق عليها اسم سان سلفادور والتي كانت أولى الخطوات، في 28 أكتوبر وصلوا كوبا، وقد تم الوصول إلى العديد من الجزر التي لم يخطر على بال أحدٍ وجودها في تلك الفترة.
استمرار الرحلات الاستكشافية
لم يتوقف كولومبوس عند هذا الحد من الاكتشافات فقد كان دومًا تواقًا لاكتشاف ما هو أبعد، وعاد ليُبحر ثانية من موانئ إسبانيا بإسطولٍ مكون من 17 سفينة يرافقه 1500 بحار، وكانت سفنه مُجهزة بتموين يكفيهم 6 أشهر، كسابقتها لم تبوء هذه الرحلة بالفشل، فقد اكتشف جزرًا جديدة ومن ضمنها ما يُعرف اليوم بجزر الأنتيل ومن بعدها البحر الكاريبي من الجهة الجنوبية لكوبا، وفي مايو 1494م وصل جامايكا، والعديد غيرها من الجزر الواقعة شرق القارة الأمريكية، وبذلك يكون كولومبوس وصل إلى أهم الاكتشافات وأهم الطرق البحرية الجديدة وتم وضع خرائط ورسومات جديدة كل هذا ولم يخطر على باله يوما أنه لم يصل الهند.
رحلات لاحقة لكريستوفر كولومبوس
واستكمل كريستوفر كولومبوس رحلته الثالثة حتي وصل فعلًا الي البر الرئيسي وقام باستكشاف نهر اورينوكو ، التي هي في الوقت الحاضر فنزويلا، ولكن مع الاسف، فقد كريستوفر السيطرة علي الاوضاع وكل شيء تدهور إلى حد يشبه التمرد، فكان المستوطنين يدعون انهم يتعرضون للتضليل من جانب كولومبس ويشكون من سوء إدارته وعلي الفور ارسل الملك الاسباني مسؤوله الملكي الذي اعتقل كولومبوس وتجريده من سلطته ، وعلي عكس ما ذهب عاد كريستوفر كولومبوس إلى إسبانيا في سلاسل لمواجهة الديوان الملكي، واستطاع ان يسقط التهم في وقت لاحق ولكنه خسر ألقابه عندما كان حاكما لجزر الهند ولبعض الوقت فقد ايضًا الكثير من الثروات التي قدمت له خلال رحلاته.
وقام البعض بإقناع الملك فرديناند ان كريستوفر كولومبوس هو اكثر شخص يمكن ان يجلب ثروات وفيرة اذا قام برحلة اخري، وبالفعل ذهب كولومبوس للمشاركة في رحلة في عام 1502م، وقام بالسفر على طول الساحل الشرقي لأمريكا الوسطى في البحث غير الناجح عن مسار يؤدي إلى المحيط الهندي، وجاءت عاصفة ودمرت إحدى سفنه ، وخلال هذا الوقت، كانت الجزر المحلية، تعبت من الاسبان وسوء معاملتهم وهاجس الذهب الذي يفكرون به طوال الوقت ، لذلك اتفقت جميع الجزر ورفضوا ان يعطيهم الطعام ، وفي وقت لاحق وصل فريق الإنقاذ اخيرا، فهي ارسلت من قبل الحاكم الملكي هيسبانيولا في يوليو وعاد كريستوفر كولومبوس ورجاله إلى إسبانيا في نوفمبر عام 1504م.
الجدل حول اكتشافه لأمريكا
يعتقد طائفة من العلماء أن هناك من سبق كولومبوس في اكتشاف العالم الجديد، ويعودون في ذلك إلى مخطوطات كتبها كولومبوس بنفسه يؤكد فيها وجود آثار أفريقية عند وصوله لأمريكا، مما يدعم قولا تاريخيًا بأن أبا بكر الثاني الذي حكم امبراطورية مالي هو الذي اكتشف أمريكا قبل كولومبوس بمائتي عام.
وفاته
في 20 مايو 1506م في إسبانيا تدهورت صحته وبدأ يصارع الموت بعد أن تعارك طوال حياته مع أمواج البحر والمحيط، وقد تم دفنه دون القيام بمراسم الجنائزية التي عهدها علماء ومكتشفي ذلك الزمان.
الكاتب
-
مريم مرتضى
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال