كلام عمرو أديب عن بيومي فؤاد متوقع ولكن تعرفوا يعني إيه أكل العيش؟

بالتأكيد كلام عمرو أديب عن بيومي فؤاد المدافع بحماسة واستماتة متوقع، فالأخير على خط التماس مع الأول استقبالاً وارد الريالودولار، والأول هو رأس الحربة الصدئة للدفاع عن كل ما هو سعودي.

اقرأ أيضًا 
إلى بيومي فؤاد: متحورش علينا

ولأن عمرو أديب تعود كثيرًا على المغالطات، فإن كل كلامه لا يستحق عناء الرد؛ فقط هناك مصطلح في كل كلام عمرو أديب عن بيومي فؤاد صار أو سيكون لسان من ينزل لمستنقع الدفاع عن بيومي فؤاد، وهو مصطلح «أكل العيش».

يعني إيه أكل العيش ؟

مصطلح «أكل العيش» مصري (وربنا يستر وميتسرقش ويتنسب لدولة تانية زي الأكلات المصرية)، ولم يستخدم المصريين سوى العيش.

والربط بين (العيش) مع كلمة (أكل) هي اختصار لجملة «اقبل العمل مهما كان حتى لا تجوع وسد الجوع يكون بالعيش، لأن العيش (رغيف الخبز) بعيدًا عن مكوناته التي تساهم في سد الجوع، لكنه في متناول الجميع (اللي معاه جنيه هيجيب واللي معاه أكتر هيجيب وأيام ما قبل الغلاء لو أقل من جنيه هيجيب)، ولا يشترط في رغيف العيش بالنسبة للجائع جدًا أن يكون مع (رغيف الخبز) لحمة أو فراخ أو حتى غموس من طبيخ أو طعمية.

مع الزمن صار مصطلح أكل العيش هو لسان حال كل من وجد عملاً لا يناسبه لكن بسبب الظروف مجبر عليه فصار يعيش به، أو أنه لا يجد بديلاً عن العمل الذي يناسبه ويعيش به، أو أنه صاحب عمل مناسب وصار يعيش به أو أنه صاحب عمل له موقف لكن من يعطيه الراتب يطلب منه بيع مبادئه فيحتار، فينصحه الناس بـ كل عيش؛ ومن هنا جاء مصطلح ـ متقطعش عيشه ـ.

طبعًا من العيب البغيض أن ننظر إلى فلوس بيومي فؤاد ونقول «هو ناقص فلوس ؟!!!» ليس فقط لأن مهنته تدر ربحًا كبيرًا عليه مثل مهن أخرى ذات معنى كالفن والرياضة أو معنى لا معنى لها مثل من يظهرون في غرف نومهم وهم يطبخون.

ومن الدناوة المستفزة أن نتابع بشغف أجر بيومي فؤاد في أعماله ونعد عليه تفْقِيع أوراق أمواله في جيبه أو رصيده في البنوك، لأنه ممثل مرغوب فيه حسب رؤية المخرج والجهة المنتجة.

ومن أوجه الحشرية أن ننظر إلى حال بيومي فؤاد المالي، لأن الله أعلم بظروف كل إنسان، فصاحب الدخل ذا الـ 3 آلاف جنيه ينظر لصاحب الدخل أبو الـ 10 والـ 15 ألف بعين أنه راجل مرتاح، بينما هو غير ذلك وهكذا وهكذا.

لكن رغم كل ما سبق فإن حال بيومي فؤاد لا ينطبق عليه بياكل عيش، إنما ينطبق عليه مصطلح مصري آخر اسمه «رزقه واسع»، هذا ليس لشيء سوى أن كلمة أكل عيش تقال لفئات أخرى (أقل حالاً ماديًا وبكثير من بيومي فؤاد سواءًا الأقل حالاً من أبناء جلدة مهنته أو من أي مهنٍ أخرى) لأن المصطلح في بداياته ظهوره كان يقال لمن فاته قطر الميري لكنه تمرغ في ترابه، ثم دخل تحت مظلة معناه غير موظفي الحكومة، وحاليًا مع شَفَق شمس تركي آل الشيخ صار يخص الفنانين.

بالتالي فكل كلام عمرو أديب عن بيومي فؤاد وكأنه كارل ماركس الوسط الفني بات استخدامًا مستهلكًا لكلمة ستصير سيئة السمعة لسببين:-

أولاً / بيومي فؤاد لو كان سكت بعد انتهاء عرض المسرحية أو على الأقل قام بتحية المملكة وراعي ترفيهها المستشار، فهذا قد يكون مبررًا لتطبيق مصطلح أكل العيش عليه بعد عصرنا اللمون على ذاكرتنا السمكية.

إقرأ أيضا

هل تعقد جنوب إفريقيا حبال الدبلوماسية حول عنق إسرائيل؟

لكن بيومي فؤاد قام بالمزايدة على زميله (بكذب) واتهامه بأنه يسيء (لمهنته) وكأنه يريد أن يقطع عيش سلام لما يصور أنه يشتم مهنة يعيش منها، هذا بافتراض أن كلام بيومي أساسًا له وزن؛ وبالتالي فمزايدة بيومي ليست أكل عيش إنها تأثير الهبر في كبسة سعودية مفتوحة وخاف أن يتركها ويكتفي بالاكل من الأتة المحلولة التي لا تشبعه.

ثانيًا / بيومي فؤاد اتخذ من مصرنة الفن عصىً يتوكأ عليها قبل أن ينهال بها ضربًا في محمد سلام، فبيومي يرى أنه مصري ويمثل مصر عند الشعب السعودي.

لكن هذه العصى لن يجرؤ بيومي فؤاد أن يوكز بها الرأي العام السعودي الذي شتم محمد سلام وبلد محمد سلام، بالتالي هذا شيء لا ينطبق عليه مصطلح أكل عيش، إنما هو تُخْمَة آكل المفطح السعودي (وليمة خروف على أرز) الذي يريد أن يحلي بـ أم علي المصرية.

في الأخير .. لا غرو ولا تجني إن قلنا أن عمرو أديب الإعلامي المصري جنسيةً والسعودي مهنةً طالما يدافع عن بيومي فؤاد وموسم الترفيه بتلك الاستماتة، فهذا ليس دعمًا للفن، إنما هو دعم لجيش الطفولية الذي يعسكر في عقل المستشار تركي آل الشيخ؛ وهذا سبب كافي لرفض بيومي فؤاد أكثر.