كليب حبيبتي .. إعادة التدوير
-
إيمان أبو أحمد
مترجمة وصحفية مصرية، عملت في أخبار النجوم وفي مجال ترجمة المقالات في عالم الكتاب ولها العديد من المقالات المترجمة، وعملت في دار الهلال ومجلة الكتاب الذهبي التابع لدار روزاليوسف. ولي كتاب مترجم صدر في معرض الكتاب 2021
كاتب فضي له اكثر من 250+ مقال
هناك مراحل يمر بها الفنان خلال مشواره ومسيرته الفنية، الأولى وهي مرحلة إثبات الذات والانتشار، وهذه المرحلة يكون فيها كل همه هو أن يقدم أعمال ويعرفه المخرجين والمنتجين ليحقق الاستمرارية والتواجد، ويقابله الجمهور فيشيرون إليه وينادونه باسم الشخصية التي لعبها، في هذه المرحلة لا يكون لديه رفاهية القبول أوالرفض، فحرصه على التواجد وإثبات نفسه يجعله يقبل الأعمال المعروضة، وعندما يكون لديه قدر من الذكاء، ولديه خطة للاستمرارية فإنه يقبل وينتقي من بين المعروض والمتاح.
والمرحلة الثانية هي مرحلة الاستقرار والوصول للنجومية والشهرة وهي المرحلة التي تلي مرحلة التعب والحرب من أجل إثبات الذات، وفيها يقدم النجم أدوار وأعمال تضيف له، ويبدأ ينتقي ويختار، لأنه أصبح معروف ويذهب إليه المنتجون ويطلبه المخرجون بالاسم، ويوقفه الجمهور في الشارع وينادونه بإسمه الحقيقي.
وهناك مرحلة أخرى عندما يصل لمرحلة الإشباع وفيها يبدأ في التجريب وعمل أدوار واعمال غريبة ومختلفة، ولكن هذا يكون لمجرد إشباع الذات والرغبة في التجديد، وفي هذه المرحلة يكون لدى النجم حسابات أخرى، ويكون كل همه البحث عن الجديد الذي لم يقدمه والغريب الذي سيضيف لتاريخه.
قدمت الفنانة ياسمين رئيس كليب حبيبي وهو كليب جديد مع مغني المهرجانات حسن شاكوش وشاركت في غناء مقطع صغير معه في الأغنية، فياسمين رئيس فنانة معروفة وحققت قدر من النجومية وعرفها الجمهور، ومن قبل اختارها مخرج كبير بحجم محمد خان في بداية مشوارها لتقدم بطولة فيلم “فتاة المصنع” وتحمل عبء فيلم عليه اسم محمد خان.
والحقيقة لم أفهم الغرض من هذه المغامرة، أو ما الشيء المغري بالنسبة لياسمين، ما الذي أضاف لها اللهم إلا أن تقدم نفسها بصورة جديدة لم تسمح لها السينما أو التليفزيون أن تقدمها من قبل وهو دور الفتاة الدلوعة اللعوب.
اقرأ أيضًا
“عندما صدق حسن شاكوش وكذب الكينج”..كيف وصل محمد منير لهذا الحد من الإفلاس؟
فياسمين تقف في أعلى المبنى الذي قف شاكوش أسفله وتفتح الشرفة، وتخرج إلى سلم المبنى وهي تتراقص وتتدلع، وترتدي فستان استايل اسباني مثير وتبدو فتاة مثيرة وجميلة.
وتدور الكاميرا في كليب حبيبتي حول ياسمين لتبرز مفاتنها وتنزل الكاميرا على قدمها وكتفها ووجها، وهي سعيدة وتميل مع الموسيقى، ثم تسير في ممر طويل وتتمايل وتحاول أن تتجاوب مع كلمات الكليب.
كليب حبيبتي ليس فيه أي جديد فالمخرج هادي الباجوري _زوج الفنانة_ يقدم فكرة تقليدية ومستهلكة، ونفس نمط كليباته والتي اعتاد عليها ونفس المنهج، فلم يقدم أي جديد أو يبتكر في هذا الكليب.
أما بالنسبة لكلمات كليب حبيبتي فهي إعادة تدوير لنفس كلمات المهرجانات التي قدمها حسن شاكوش من قبل مثل أم عيالي، وعسلية، والمنطقة والحتة، الكريمة، واللحن هو شبه ألحان شاكوش ليس هناك جديد فيه.
الكليب كان مغامرة ومحاولة تجديد ليس فيها أي تجديد، فلم يتعب أي من القائمين عليه محاولة تقديم جديد ولا كلمات أو لحن أو تصوير أو حتى غناء فحسن غنى الكليب بنفس طريقته المعتادة ولم يحاول ابتكار شيء جديد، ولم يحاول أحد أن يتعب نفسه ويفكر في أي تجديد فالشكل القديم نجح ومعتاد ومضمون فلما التعب؟
حسن شاكوش خامة صوت جيدة وقوية ولكن ينقصه التدريب، سمعته مرة يغني أغنية لعبد الحليم_ كان نفسي أقوله أسكت من فضلك_ فهو بالفعل خامة صوت قوية ولكن ينقصه الإحساس، فالأغنية كشفته فكان صوت عالي خالي من أي حلاوة، وخرجت الأغنية سيئة لأنها ليس فيها أي إحساس، حسن شاكوش يحتاج أن يتعلم أن يشعر بالكلمات التي تخرج من فمه، ويخرجها من قلبه وعقله اولًا وقتها ربما نكسب مطرب جيد.
أما بالنسبة لياسمين رئيس أتمنى أن تقف أمام المرآة وتسأل نفسها ماذا كسبت من وراء هذه المغامرة، وما العائد، هل الاقتراب من جمهور المهرجانات وشاكوش، أم ماذا؟.
الكاتب
-
إيمان أبو أحمد
مترجمة وصحفية مصرية، عملت في أخبار النجوم وفي مجال ترجمة المقالات في عالم الكتاب ولها العديد من المقالات المترجمة، وعملت في دار الهلال ومجلة الكتاب الذهبي التابع لدار روزاليوسف. ولي كتاب مترجم صدر في معرض الكتاب 2021
كاتب فضي له اكثر من 250+ مقال