همتك نعدل الكفة
8٬902   مشاهدة  

كل ذي عاهة جبار .. إليكسيا سلون نموذجًا

عاهة


قالت العرب قديمًا : “كل ذي عاهة جبّار” ويعتقد البعض أن ذِكر هذا التجبر هنا يعني أن عاهة ذوي العاهات تجعلهم قساة على الناس لإحساسهم بأنهم ناقصون، ولكن ذلك المعنى غير صحيح، فالمقصد الذي لابد أن يصل لنا جميعًا هو أن ذوي العاهات والإعاقات يعوضون ذلك النقص من جراء تلك العاهة أو الإعاقة من خلال محاولتهم التفوق في أمور أخرى، والحقيقة أن العاهة أو الإعاقة بحد ذاتها لا تمنح صاحبها الجبروت، ولكنها تدفعه ليضاعف طموحه وإصراره وإرادته، وقد كانت إليكسيا سلون ذات العشرة أعوام هي ترجمة لتلك المقولة على أفضل نحو.

عاهة
يقول الناطق الرسمي باسم البرلمان الأوروبي : “إن الحد الأدنى لعمر المترجمين الفوريين لدينا هو 14 عامًا، لكننا قررنا استثناء اليكسيا نظرًا لما تتمتع به من موهبة خارقة، إنها أكثر براعة من مترجمين يمارسون الترجمة الفورية منذ سنوات كثيرة”، موهبة بارعة في تعلم اللغات، تمكنت من إتقان أربع لغات هي الإنجليزية والفرنسية والإسبانية والصينية، قبل أن تتم عامها السادس، كما أنها تعكف على تعلم اللغات الألمانية والروسية والعربية كذلك.

عاهة
إنها إليكسيا تلك الفتاة التي أصيبت بعمر السنتين بورم في المخ أدى لفقدان بصرها في عام 2003، وخضعت لمدة 18 شهرًا للعلاج الكيميائي القاسي، ولا يزال الورم موجودًا ومن الممكن أن ينمو في أي وقت، تلك الجميلة الرائعة الموهوبة التي تمنت كثيرًا أن تصبح مترجمة فورية في البرلمان الأوروبي، وقد تحقق حلمها بعد أن دعاها عضو إنجليزي في ذلك البرلمان إلى مدينة بروكسل (مقر البرلمان) حيث تم الإعلان عن اعتمادها رسميًا كمترجمة فورية برغم صغر سنها، كما فازت بجائزة “الطفل الأكثر شجاعة” من جامعة كامبريدج.

اقرأ أيضًا 
“نركسوس”.. أهان إيكو واستهزأ بها فقتلته الآلهة بالعشق

تقول إليكسيا: “أحب تعلم اللغات، وكان من السهل جدًا تعلم الإسبانية والفرنسية، لكن اللغة الصينية صعبة لأنه من الصعب التحدث بها باللكنة الصحيحة”، وتتابع : ” بدون لغة لن نعرف أي شيء عن العالم”.

عاهة

تعيش إليكسيا مع والديها إيزابيل وريتشارد المعلمان في كامبريدج وأختها ميليسا الأصغر منها بست سنوات، وتقول عنها والدتها : “إليكسيا مصدر إلهام لنا جميعًا”.

إقرأ أيضا
الكتاتيب اليهودية في مصر

لم تطلب إليكسيا معونة أو مساعدة، ولم تظهر في مواقع التواصل الإجتماعي تشجب وتصرخ في المسئولين، ولم تطالب بايجاد حلولًا لإعاقتها، ولم تندد بعدم توفير الرعاية والعناية من الدولة لها، بل أصرت على الحياة كفرد عادي لا إعاقة فيه ولا عاهة، فاستحقت الاحترام والتقدير، إن كل من وضع تركيزه لإيجاد بديل لإعاقته بنفسه، فسيجد حلولًا عظيمة

الكاتب






ما هو انطباعك؟
أحببته
31
أحزنني
5
أعجبني
19
أغضبني
2
هاهاها
3
واااو
16


Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
‫إظهار التعليقات (2)

أكتب تعليقك

Your email address will not be published.







حقوق الملكية والتشغيل © 2022   كافه الحقوق محفوظة
موقع إلكتروني متخصص .. يلقي حجرا في مياه راكدة

error: © غير مسموح , حقوق النشر محفوظة لـ الميزان