همتك نعدل الكفة
655   مشاهدة  

كمال الدين حسين .. الأمير المجهول الذي رفض عرش مصر

الأمير كمال الدين حسين


بعد الحرب العالمية الأولى أعلنت بريطانيا الحماية على مصر وجعلها محمية بريطانية وعزلت الخديوي عباس حلمي الثاني، ونصبت ابن أخيه حسين كامل سلطانًا على مصر، ليكون أول وآخر سلطان بعد أن ألغت بريطانيا التبعية الشكلية لمصر للخلافة العثمانية حينذاك، والتي سقطت بدورها بعد انتهاء الحرب.

السلطان حسين كامل
السلطان حسين كامل

دار كل ذلك في سنة واحدة 1914 وبعدها بثلاث سنوات توفي السلطان حسين كامل موصيًا بترك عرشه لابنه الأكبر “كمال الدين”، وبالفعل عرضت بريطانيا خلافة العرش عليه ولكنه فاجئهم بالرفض في ظاهرة فريدة لم تحدث من قبل، بأن يقدم رجلاً للحكم ويرفض.

الأمير كمال الدين حسين
الأمير كمال الدين حسين

وتكاثرت الأقاويل والحكايات والأبحاث التاريخية في تعليل رفض الأمير للعرش، فالبعض قال بأنه كان متيمًا بحب فتاة فرنسية وكان قد قرر الهجرة إلى فرنسا للزواج بها والعيش معها، إلا أن هذا السبب كان ضعيفًا لأنه ما كان يضيره كحاكم واسع نفوذه في زمن كهذا بأن يرسل لها وتجلس بجواره على العرش زوجة متوجة، ثم أنه لم يثبت تاريخياً بأن الأمير قد تزوج من إمرأة فرنسية.

الأمير كمال الدين حسين
الأمير كمال الدين حسين

والبعض الآخر ذهب إلى كرهه للإنجليز ورفض  بأن يأتيه العرش من خلالهم أو أن ينصبوه في مراسمهم سلطانًا صوريًا على مصر وقد ضعف هذا الدليل أيضًا لما شُهد له بأنه كان معاونًا لأبيه السلطان حسين كامل في مراسيم الحكم والاجتماعات والسفر، ولم تشهد حياته أية أمجاد ثورية أو خُطب سياسية ولم يكن من ذوي الإتجاهات المعنية برفض تدخل الإنجليز في الحكم أو غيرها من السمات التي لو كانت لتم التأريخ له على نحوها، خاصة وهو ابن السلطان.

إذن فما هو الدافع ليترك أمير في مقتبل العمر فرصة الحكم والعرش ؟

أقصوصة صحفية في وداع كمال الدين حسين
أقصوصة صحفية في وداع كمال الدين حسين

الحقيقة والسر يكمن إذًا في قبر الأمير، فالأمير الذي رفض الحكم خلفًا لأبيه لينتقل العرش بدلاً منه للملك  فؤاد الأول، وُجد مدفونًا بجوار مقام وقبر إبن الفارض، المشهور بلقب “سلطان العاشقين” وهو شيخ صوفي وشاعر، اشتهر بنظم الشعر في العشق الإلهي قبل زمن بعيد من الخلافة العثمانية، ولم يُدفن بجواره إلا أتباعه ومريديه ومن هم على طريقته من الصوفية الزاهدين.

اقرأ أيضًا 
“مأساة لم يوقفها الموت” وفاة الخديوي عباس حلمي الثاني ودفنه مرتين

إقرأ أيضا
تمثال شاكيرا

و أغلب الظن كما رصد المحققين أن الأمير كمال الدين حسين كان صوفيًا زاهدًا في الحكم، ولهذا السبب رفض عرش مصر.

الكاتب






ما هو انطباعك؟
أحببته
0
أحزنني
0
أعجبني
1
أغضبني
0
هاهاها
0
واااو
0


Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
‫إظهار التعليقات (2)

أكتب تعليقك

Your email address will not be published.







حقوق الملكية والتشغيل © 2022   كافه الحقوق محفوظة
موقع إلكتروني متخصص .. يلقي حجرا في مياه راكدة

error: © غير مسموح , حقوق النشر محفوظة لـ الميزان