كواليس تلاوة 27 رمضان الشهيرة للشيخ عبدالباسط عبدالصمد في المسجد الأقصى
-
وسيم عفيفي
باحث في التاريخ .. عمل كاتبًا للتقارير التاريخية النوعية في عددٍ من المواقع
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال
تعددت تلاوات الشيخ عبدالباسط عبدالصمد في المسجد الأقصى فقد بدأها عام 1957م واستمرت 10 سنوات ووصلت إلى أكثر من 11 ساعة.
لكن تبقى أشهر التلاوات للشيخ عبدالباسط في المسجد الأقصى هي تلك التي قرأها عام 1965م وقد اعتز بها هو شخصيًا لدرجة البكاء، فقد ذكر نجله نقلاً عنه أنه لن ينسى إحياء رمضان في المسجد الأقصى عام 1965م بعد صلاة العصر ثم اقترح على وزير الأوقاف أن يقرأ ليلة 27 رمضان وحدث بالفعل؛ فما هي قصة ذلك الاقتراح.
تلاوة ليلة 27 رمضان الشهيرة للشيخ عبدالباسط عبدالصمد في المسجد الأقصى
كانت تلك التلاوة التي حكى الشيخ عبدالباسط عبدالصمد عنها مميزةً، فقد نقلتها كل إذاعات الدول العربية على الهواء مباشرةً وفي توقيت واحد.
اقرأ أيضًا
قصة امرأة هددت الشيخ عبدالباسط عبدالصمد بالقتل إن لم يتزوجها
بدأ الإعلان عن هذا الاقتراح عندما أذاع راديو عمان في 5 يناير 1965م أن وزير الإعلام الأردني صلاح أبو زيد بعث ببرقية إلى وزراء الإعلام في جميع الدول الأعضاء في الجامعة العربية، اقترح فيها أن تقوم إذاعات الدول العربية بنقل الاحتفال الديني الكبير الذي سيقام ليلة القدر في المسجد الأقصى في 27 رمضان، وأن هذا الاقتراح من شأنه المشاركة في أن تكون مظهرًا للأخوة العربية وفرصة للالتقاء العربي حول المدينة المقدسة.[1]
نظمت المملكة الأردنية الهاشمية حفلاً كبيرًا بدأ من الساعة الثامنة مساء يوم الخميس 26 رمضان 1384هـ / 28 يناير 1965م وحضره 50 ألف شخص، ونُقِل عبر كل إذاعات العالم العربي باستثناء راديو بغداد الذي أذاع اعتذارًا عن نقل البث لأسباب طارئة وفنية.[2]
حضر ذلك الاحتفال محافظ القدس وقاضي قضاة القدس وأمين القدس ورئيس محكمة الاستئناف الشرعية وقائد الجبهة وقائد اللواء العسكري وقائد منطقة القدس ومساعد محافظ القدس والقاضي الشرعي ومفتي القدس ومأمور الأوقاف وقائد منطقة نابلس ورئيس بلدية الخليل ورجال الدين وممثلو الصحافة والإذاعة ووكالات الأنباء العربية المختلفة.
بدا الحفل بتلاوة من الشيخ الأردني عبدالله يوسف، ثم كلمة من قاضي قضاة القدس الشيخ عبدالله غوشة، ليعقبه بعد ذلك إنشاد ديني للشيخ محمد أبو شوشة، وبعد ذلك قام الشيخ عبدالباسط عبدالصمد بتلاوة قرآنية لما تيسر من سورة الإسراء ثم وسورة القدر.
وصف مندوب جريدة الدفاع الفلسطينية تلاوة الشيخ عبدالباسط عبدالصمد فكتب قائلاً «امتلأت أروقة المسجد بالألوف المؤلفة من المصلين الذين قُدِّر عددهم بـ 15 ألف مصلٍ داخل المسجد وحده، وعلى دكة المؤذنين قبالة منبر نور الدين الشهيد المصنوع في حلب الشهباء، جلس فضيلة المقرئ الشيخ عبدالباسط محمد عبدالصمد وحوله العلماء ورؤساء الدين الإسلامي الحنيف وقد أحاطوا به إحاطة النجوم بالقمر، وفي تمام الساعة التاسعة والنصف مساءًا غادر فضيلته المسجد الأقصى المبارك وسط هتافات ألوف الحناجر المؤمنة وزغردة رتل من النساء اللواتي أممن المسجد، وظل الحرم القدسي الشريف عامرًا بالمصلين طيلة الليلة احتفالاً بليلة القدر».[3]
[1] محرر، إذاعات الدول العربية تنقل احتفالات ليلة القدر من المسجد الأقصى، جريدة الأهرام، عدد 6 يناير 1965م، ص12.
[2] محرر، احتفال كبير بليلة القدر وبغداد تعتذر لعدم نقل الاحتفال، جريدة المنار اللبنانية، عدد 29 يناير 1965م، ص1.
[3] محرر، أروع احتفال بليلة القدر، جريدة الدفاع الفلسطينية، عدد 29 يناير 1965م، ص6.
الكاتب
-
وسيم عفيفي
باحث في التاريخ .. عمل كاتبًا للتقارير التاريخية النوعية في عددٍ من المواقع
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال