كواليس حفل زفاف أنور وجيهان .. خلاف على دبلة الخطوبة
-
محمد فهمي سلامة
كاتب صحفي مصري له الكثير من المقالات النوعية، وكتب لعدة صُحف ومواقع إلكترونية مصرية وعربية، ويتمنى لو طُبّقَ عليه قول عمنا فؤاد حدّاد : وان رجعت ف يوم تحاسبني / مهنة الشـاعر أشـدْ حساب / الأصيل فيهــا اسـتفاد الهَـمْ / وانتهى من الزُخْــرُف الكداب / لما شـاف الدم قـــال : الدم / ما افتكـرش التوت ولا العِنّاب !
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال
“في يوم زفافي صحوت في الفجر أستمتع بالشئ الهادئ الوحيد الذي سيتحقق وبدأت في قراءة سورة يس، وأنا أراقب الشمس وهي تمزق الضباب فوق نهر النيل. ولم أتذكر أني شعرت بمثل هذه السعادة في قلبي .. كم كان حظي سعيدًا بأن أزف إلى رجل أعرف أني أحبه. وهذا شئ لا يعرفه إلا القليلات من صديقاتي وقد شعرت زميلاتي في المدرسة بالدهشة حين أخبرتهن وعرضت عليهن صورة أنور، وبدأن يسألنني : هل هو غني؟ فنفيت ذلك .. فقلن هل يتولى منصبًا كبيرًا؟ فكان الرد ليس عنده وظيفة من الأساس .. ثم قلن وهن يتضاحكن : إذًا لماذا تزوجتيه وهو أكبر منك سنًا ؟ .. فكان ردي : شخصيته هي التي جذبتني إليه”
كان هذه مقدمة أحد فصول كتاب السيدة الراحلة عن عالمنا منذ عامين، جيهان السادات “سيدة من مصر” والذي صدر في أمريكا وأروبا وفرنسا وصدر في مصر عن المكتب المصري ونشرته على أجزاء جريدة الأحرار في أعداد إبريل 1988، وفي هذا الفصل تسترسل السيدة جيهان السادات عن كواليس زواجها بالرئيس أنور السادات في فترة حالكة من فترات حياته حيث اللا عمل واللا مال واللا إرث وخروجًا من سنوات مظلمات من التخشيبة، ومع ذلك قرر الارتباط ببنت الحَسَب والنَسَب، وفي هذا الفصل تحديدًا تخبرنا السيدة جيهان عن خصال وصفات في شخصية الرئيس السادات من خلال ظلال على مواقف حياتيه التي من أهم فصولها الزواج من السيدة جيهان، واستكملت ما سنقرأه.
ونظرت إلى أصابعي لأرى خاتمي الخطبة الذهبيين، وكان أبي قد عاوننا على شرائهما، وكان أحدهما على شكل فراشة وتقضي التقاليد أن يعطي العريس خطيبته دبلة الخطبة وقطعة أخرى من المجوهرات: مثل إسورة أو حلق ولكن لم يكن ذلك في مقدرة أنور، وقلت لأبي “ماذا ستفعل؟” .. وأنا أعرف أن أنور لن يستطيع من خجله الشديد أن يخبرني أنه لن يقدر على مجاراة التقاليد كما كنت أعرف أن أمي وعماتي لابد أن يتأكدن أني أٌعامل معاملة حسنة مثل بقية بنات الأسرة.
وقال أبي : دعيه يأتي إلى القاهرة لنشرتي لك الخاتم .. ولكن أنور لم يكن راغبًا في ذلك وقال : ألا نستطيع أن ننتظر حتى أتمكن من شراء شئ لك. وكان في ذلك الوقت يعمل في دار الهلال وهي دار النشر التي أصدرت مذكراته وهو في السجن ولكن لم تكن لديه أية نقود متوافرة من مرتبه إذ كان يرسل جزءًا منه إلى أسرته الأولى والباقي لمصاريفه الشخصية. ولكن كان من الضروري أن أعرض على الجميع دليل حبه لي. فلم تكن أمي قد اكتشفت مدى فقر أنور.
ورجوت أنور قائلة : أرجوك يا أنور اذهب مع أبي لتختار شيئًا غير غالي الثمن وفي استطاعتك أن ترد ثمنه فيما بعد لأبي . وذهب الاثنان إلى بايوكي الجواهرجي واختارا الخاتمين. ومن المعتاد في مصر أن تساعم الزوجة في تأسيس المنزل، فتحضر بعض الأثاث وبعض الاحتياجات المنزل وملاءات السرير والمفروشات .. أما قيمة الصداف فتتم مناقشتها مع من يمثل العروس – وهو عادة أبوها – وتكتب هذه القيمة في قسيمة الزواج، ويدفع ثلثا المبلغ في الحال أما الثلث الأخر فيدفع مؤخرًا في حالة الطلاق. أو حسب الاتفاق بينهما وبرغم أن قيمة الصداق الشرعي هي 25 قرشًا فإن الحد الأقصى قد يصل إلى آلاف من الجنيهات تبعًا لمستوى العريس. ولم يكن في استطاعة أنور أن يواجه تقاليد الزواج، وحتى قيمة الصداق المتواضع لم يكن في قدرة أنور أن يدفعه وكنت أداعبه وأقول له في احتجاج مصطنع لقد أخذتني بلا ثمن.
ولم يقل أبي لأمي شيئ بخصوص النقود وبدلًا من ذلك قام بترتيبات الزواج بحماس وكرم بل وقبل عرضًا جيدًا لبيع أرض الأسرة حتى يتوافر المال اللازم لحفل الزفاف وذهب أبي معي إلى الحائكة ليختار الأقمشة للفساتين اتي قمت باختيار تصميماتها مستعينة بما تعلمتع في المدرسة وكان يختار المفارش وأغطية السرير وقمصان النوم المشغولة من الحرير والكريب ديشين والفساتين والمعطف وجاء معنا أيضًا إلى محال الفضة حيث اخترنا نوعية الأطقم : واحد مطلي بالفضة للاستعمال اليومي والآخر من الفضة الخالصة للضيوف قم اخترنا الأطباق أيضًا من نوعين : نوع للاستعمال العادي وآخر للمناسبات، وأكواب عادية بالإضافة إلى مجموعة من الكريستال.
الكاتب
-
محمد فهمي سلامة
كاتب صحفي مصري له الكثير من المقالات النوعية، وكتب لعدة صُحف ومواقع إلكترونية مصرية وعربية، ويتمنى لو طُبّقَ عليه قول عمنا فؤاد حدّاد : وان رجعت ف يوم تحاسبني / مهنة الشـاعر أشـدْ حساب / الأصيل فيهــا اسـتفاد الهَـمْ / وانتهى من الزُخْــرُف الكداب / لما شـاف الدم قـــال : الدم / ما افتكـرش التوت ولا العِنّاب !
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال