همتك نعدل الكفة
2٬152   مشاهدة  

بعد كل هذه المعارك شاهدنا فيلم “أيام السادات”

السادات


عام 1996 فكر المخرج منير راضي في إخراج فيلم عن الرئيس الراحل محمد أنور السادات، يتناول الفترة من اعتقالات سبتمبر حتى اغتياله ومحاكمة من قتلوه وطلب من السيناريست بشير الديك كتابة ومعالجة سيناريو وحوار مأخوذ من كتاب “اغتيال السادات” للكاتب الصحفي عادل حمودة، لكن الرقابة أحالت السيناريو إلى الأمن القومي الذي رفض الفيلم بدون أسباب.

لم تكن تلك التجربة هي الوحيدة التي سعت لصناعة فيلم عن “السادات” بل تعددت المشاريع السينمائية لأفلام تتناول حكاية الرئيس الراحل كلٌ حسب وجهة نظره، لكن أغلبها تعطل بسبب التمويل، الكاتب الصحفي إبراهيم عيسى كانت له تجربة فيلم أيضًا رُشح لإخراجه على عبد الخالق، وتحمس لإنتاجه رجل الأعمال محمد أبوالعنين من خلال شركة “أبيدوس”، وبعد جلسات بينهم مع الفنان أحمد زكي، تعطل الفيلم غالبًا بسبب رفض الجانب الليبي الذي كان يمتلك 49 بالمائة من رأس مال الشركة.

انتقل المشروع إلى مكتب المنتج حسين القلا، لكنه وجد أن آفاق توزيع الفيلم عربيًا ستكون محدودة للغاية نظرًا للغاية نظرًا لنفور الشعوب العربية من الرئيس ومسيرته التي نتج عنها “كامب ديفيد”، لكن “أحمد زكي” لم يتخلى عن حلمه بتجسيد شخصية “السادات” وقدم مشروع السيناريو لقطاع الإنتاج بالتلفزيون لتمويل المشروع على أن يقوم هو بدور المنتج المنفذ، ورفض قطاع الإنتاج بحجة صعوبة توزيع الفيلم عربيًا، وخشية عدم الإقبال الجماهيري عليه، رغم أن هدف قطاع الإنتاج المعلن كان يتمثل في إنتاج أفلام متميزة بغض النظر عن الربح، فطلب من “زكي” الحصول على عقود توزيع الفيلم عربيًا قبل التنفيذ، لكن الفنان الراحل عجز عن تحقيق هذا الشرط، فقرر إنتاج الفيلم ذاتيًا بالاعتماد على قرض بنكي بضمان ممتلكاته.

معارك قبل التنفيذ

اللقاء الأول بين السيناريست أحمد بهجت والفنان أحمد زكي في أوائل فترة التسعينات عبّر فيه الفنان الراحل عن رغبته في مشروع فيلم عن حياة الرئيس محمد أنور السادات، ولاقت تلك الرغبة ترحيبًا وحماسًا من “بهجت” لكتابة السيناريو والحوار، فبدأ مباشرة في قراءة أربعة كتب، “البحث عن الذات”، “سيدة من مصر” لجيهان السادات، “خريف الغضب” لمحمد حسنين هيكل، وكتاب “السلام الضائِع في اتفاقات كامب ديفيد” لإبراهيم كامل الذي استقال من وزارة الخارجية وقت السادات.

السادات

في البداية نفي الفنان أحمد زكي شائعة أسامة أنور عكاشة بأن الإستعانة بالكاتب علي سالم جاءت لموقفه من قضية السلام ومواقفه المؤيده للتطبيع مع إسرائيل، وقال إن الاستعانة كانت بعدد كبير من الكتاب من بينهم على سالم بهدف خروج الفيلم دراميًا في أحسن صورة، فضلًا عن أخذ موافقة جيهان السادات والرقابة في 10 مارس 1994.

كما استغرب في حواره مع جريدة روز اليوسف 1999 من تصويره على أنه مولع بتقديم الشخصيات التاريخية، فقبل أن يخرج لحيز التنفيذ اتُهم بأنه سيمثل فيلم “السادات” حتى لا يصنف بأنه “ناصري” ويجمع المجد من كل أطرافه، ورد بأن تاريخه لا يسمح بمثل هذه الأقوال الخبيثة، فهو فنان ابن ثورة يوليو ويحب “عبد الناصر” و “أنور السادات” و”مبارك” و”زغلول” و”عرابي”، وكل إنسان قدم لمصر أي شيء، كما أن وظيفته كفنان تسمح له بتقديم مختلف الشخصيات، فلا يسمح لأحد فرض الوصاية عليه.

وطلب ممن يهاجمونه أن يسألوا الكاتب محفوظ عبد الرحمن عندما قدموا فيلم “ناصر56” كيف كان موقف الجمهور والمشاهدين في أمريكا؟ وكيف استقبل الكتاب والنقاد في فرنسا عرض الفيلم؟، لقد نال رضا الجميع خاصة أن الفيلم قدم لهم صورة يجهلونها عن مصر و “عبد الناصر”.

إحباط محمد خان

أُحبط المخرج محمد خان من تجربة فيلم “السادات” التي تعاون فيها مع الفنان أحمد زكي، لأن الأخير لم يفصل بين الصداقة والعمل الإنتاجي، ولا يرى أو يسمع إلا نفسه، فقد أصر “زكي” على ألا يؤدي مشهدًا يمشي فيه “السادات” في الشارع ويفكر في زيارة والدته، ففعل ذلك وطلب منها فنجان قهوة وماتت والدته في وقتها، وهو مشهد إنساني يبرز جانبًا مهمًا من جوانب شخصية الرئيس الراحل.

السادات

المخرج محمد خان خرج في حوار صحفي لجريدة القاهرة شهر سبتمبر لعام 2000 ووصف ميزانية فيلم “السادات” التي وضعها الإنتاج بأنه ساذجة، وإن المسؤلين عن الإنتاج في الفيلم كانت خبرتهم ضعيفة، فلم يكن كل شيء يتطلبه تصوير الفيلم جاهزًا بشكل مسبق.

وأبدى ندمه على عدم تصوير بعض المشاهد، وأرجع السبب إلى سوء الإنتاج تدخل في تقليل المدة التي طلبها وهي 12 أسبوع فاختصرت إلى 10 أسابيع، وتم الانتهاء من الفيلم في 11 أسبوعًا، فضلًا عن اعتراضه من التدخل الذي تم في الورق، كما أن حذف بعض المشاهد أضرت بالفيلم، وعانى منها في مرحلة المونتاج.

السادات

ونفي “خان” أنه طلب زيادة أجره بعد اتفاق الفنان أحمد زكي مع التلفزيون، وقال:” عيب، أنا لم أضربه على أيده، فعندما اتفقنا في البداية كان حسين القلا ماسك الإنتاج كمنتج منفذ، وطلبت مبلغ معين فطلب تقليله، وبعد خروج القلا، أحمد زكي أراد تقليل  هذا المبلغ مرة أخرى، فقللته، وكان أحمد زكي يفكرنا كل يوم أنه راهن بيته ومكتبه، وبكائيات يومية لنتعاطف معه، فلما أقوله يا أستاذ أحمد أنا قللت أجري مرتين عشان خاطرك، ليه ترفض تديني حقي وتعلن ده في الجرايدّ؟ فده كشف لي مدى الاستخسار في الإنتاج وبشكل غير طبيعي”.

خان ذبح أحمد زكي 

منتج الفيلم طارق الشيمي، رد على “خان” في حوار لجريدة القاهرة  في شهر أكتوبر عام 2000، ورفض اتهامه بأنه تعاون مع أسوأ إنتاج، وأكد على أن مدير التصوير طارق التلمساني و”خان” كانوا وراءها تلك المشاكل الكثيرة، فقد أحضرا مديرًا كلف الفنان أحمد زكي بالمعاينات فقط 115 ألف جنيه تمثلت في فسح وأكلات سمك في مطاعم بورسعيد.

إقرأ أيضا
الحرب

وقال “الشيمي” أن محمد خان تعاون مع مدير إنتاج قبل أن يتولى هو المسؤلية، ووضع أرقامًا قياسية لطاقم العمل، “خان” 225 ألف جنيه، “التلمساني” 12 ألف جنيه في الأسبوع، وأنسي أبو سيف مهندس المناظر 8 آلاف جنيه في الأسبوع، وحدد لنفسه 100 ألف جنيه، وهي أرقام غريبة جدًا دفعت المنتج إلى أن يهاتفه من مكتب الفنان أحمد زكي ليقول له بالحرف “الناس دي بتنصب علي ومقدمين لي ميزانية خراب بيوت”، ومن هنا طلب المنتج أن يتعاون معه في الفيلم، لكن المشاكل بدأت بعدها مباشرة، فمدير التصوير تمسك بإحضار المعدات من شركة معينة لأنه شريك بها، وكانت الأسعر خيالية، ومدير التصوير “خان” طلبا توفير عربية تحضر كل منهما من منزله إلى موقع التصوير وهو مالم يحدث في السينما إلا مع أحمد زكي، كما أنهما كانا في أوقات كثيرة يتركان التصوير بحثًا عن مطعم يأكلان فيه ثم يتصلا هبه لإرسال محاسب ليدفع فاتورة الطعام.

السادات

“الشيمي” أكد في حواره على أنه هذه الوقائع الخاصة بالمطاعم مثبتة في فواتيرها، ومستعد للمواجهة. وأن المخرج محمد خان عندما علم بدخول التلفزيون المصري كشريك طلب زيادة 25 ألف جنيه على أجره، ولم يدخل تصوير الفيلم إلا بعد حصوله عليهم، زيادة على أنه عين باحثة في بداية الفيلم لتقرأ لهم الجرائد وتتابع التواريخ التي يحتاجونها، ورغم ذلك لم يشاهدها إلا مرة واحدة!

وعن واقعة ضرب أحمد زكي للمخرج محمد خان، قال “شيمي” أن هذا ادعاء كاذب، وهو مالم يحدث، فقد كان “خان” يلعب الطاولة مع مدير التصوير لمدة ساعتين إلى أن طلبه منه الفنان أحمد زكي بدأ العمل، لكنه رد:”اصبر عليا شوية أنا تعبان، أنا في وقت راحة”.

السادات

أما إبراهيم المشرم المنتج الفني للفيلم، قال إن المشاكل والخلافات جاءت من توقيع الفنان أحمد زكي على عقد مع المخرج محمد خان دون أن تتوفر لدية الخبرة، فـ”خان” جرده من كل حقوقه، فمثلًا كان لايحق لأحمد زكي أن يصدر “أوردر” كمنتج، على الرغم من أنه أدى دوره كمنتج على أكمل وجه، ثم جاءت بعد ذلك مشكلة وجود 300 مشهد بالفيلم كلها على مراحل مختلفة من حياة السادات، وكلهم أعجبوا الفنان أحمد زكي ولم يهن عليه حذف أي منهم، لكن الفيلم في النهاية لن يزيد عن 120، 130 مشهدًا. لكن لقلة خبرة أحمد زكي في عملية الإنتاج لم تؤهله لاختيار الخلاصة، ولم يساعده “خان” في ذلك رغم أنه كان له سابق خبرة في عملية الإنتاج، وكان من الممكن أن ينتهي تصوير الفيلم في 5 أو 6 أسابيع.

الكاتب






ما هو انطباعك؟
أحببته
4
أحزنني
2
أعجبني
1
أغضبني
3
هاهاها
0
واااو
0


Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
‫إظهار التعليقات (2)

أكتب تعليقك

Your email address will not be published.







حقوق الملكية والتشغيل © 2022   كافه الحقوق محفوظة
موقع إلكتروني متخصص .. يلقي حجرا في مياه راكدة

error: © غير مسموح , حقوق النشر محفوظة لـ الميزان