رئيس مجلس الادارة: رشا الشامي
رئيس التحرير: أسامة الشاذلي

همتك معانا نعدل الكفة
494   مشاهدة  

كيد النسا

كيد النسا


عزيزتي جيجي
حين طال الغدر حيطان الأمان انقلع البيت، فبتنا عرايا وسط مجموعات مهووسة بالنميمة، والتقاط الصور التذكارية للضحايا، شبت بأرواحنا القسوة علي نحو لم نتخيله قط، وكيف لنا أن نُدرك أن الصديق يحفر شركًا؟
تمنيت أن تتجمد الدموع لنصنع بها حوائط، لكنها ستصير جدران زجاجية، لا نستتر بها، و الدمع فاضح لضعفنا وخذلاننا فى الأحبة.

اقرأ أيضًا 
عاش مجتمع الذكور

هل حدثتك يا جيجي عن قصصنا الأسطورية؟ عن أصدقائنا وصديقاتنا الذين نصنع لكل منهم أسطورة تليق بالانسحاق فى علاقة صداقة نصفها دومًا بأنها الأقوي؟.

تُبني الأساطير بوعي زائف، وضلالات الابتسامات الأولي، نستند إلي بضع مواقف نراها من زاوية دُنيا، نعم عند السينمائيين هناك زاوية اسمها low angle تجعل القزم عملاقًا وتصنع تضخيمًا غير مبرر لكل من تراه العدسة، فى المحبة نرى من هذه الزاوية.

النسوة اللواتي اجتمعن ليكدن لصديقتهن، رتبنا الحكايات واستكملن النواقص بعقل واع، صنعن الصور الوهمية، فكما نري أساطير البطولة هناك علي الجانب الآخر أساطير التخلي والنقصان، وحين تثرثر النسوة لا تعرفين علي وجه الدقة من يقصدن، بعيدًا في الزمن كان الوصل محدود، النسوة تتعرفن بحكم الجيرة، وفي أفق أوسع فى الحمامات الشعبية، كانت المكائد صغيرة، محدودة فلا وقود يكفي إشعال حرائق كبري، تنطوي الحكايات بين الجارات، وربما نساء البيت فى زمن بيت العائلة، وقد تتطور لمجموعة بنات يدرسن سويًا، فهل كان الشر قليل، أم أن الجهل به لا يُظهره؟.

الآن ومع اتساع الدوائر، وتطور الاتصالات بأشكالها، صار الشر أوضح، تشتعل الحرائق وتتهدم بيوت، وتُفضح نسوة، حين تقرأين منشورات معممة بتلميحات ووشاية ستدركين أن هناك ذبيحة قررن التخلي عنها لغرض سيظهر بعد قليل.

عزيزتي جيجي
للحكايات أوجه عِدة ورواة متنوعون وكلما تعدد الرواة كذبت الحكاية، صارت لا تشبه الحقيقة، ولا تلتزم بالسياق.
علني الآن أُخبرك أنني أكره التكنولوجيا، أكره التعري والكشف الفاضح، أكره الخسة، لنسوة يتلمزن ويتخذن من فضفضات حدث في طمأنينة بوصفها طُعم يصيدن به امرأة كانت آمنة تحكي، ما يوجع أن المكسب لا يوازي الخسارة، ما الذي يدفع امرأة لأن تفتح خزائن حكايات امرأة أخرى وتبعثرها علي المارة، وهل يكفي أن تنزع الاسم من الحكاية للتضليل فى بلد شب علي حل الكلمات المتقاطعة، وتربي وعيه علي النميمة؟.

قديمًا يا جيجي كانت النسوة أكثر شجاعة تلقين الهمز واللمز علي مسمع من صاحبة الحكاية، حين شب المثل الشعبي “الغجرية ست جيرانها” فنشب العراك بين النساء، وباتت من تصمت علي الكيد بها، هي الضحية التي ستظل في بئر الضعف، حتي تهرب أو تستمر بلا ستر تنهشها الكلمات، سهام الغدر تصيب الروح العارية، والستر حلم بعيد المنال لمن تصمت علي الكيد بها.

الآن أصبحت الفضاءات الإلكترونية ساحات تعري، ينصب الشخص فخاخه ملأ لوقت فراغه، ضيقًا لحظيًا من شخص سيتم تغييبه وترميزه فلا يملك حق الرد، تبادل الرجال والنساء مواقع الكيد، وباتت النميمة سمة رئيسية لكثيرين، لا يملكون شجاعة المواجهة، ولا يُدركون أن المكسب أقل كثيرًا من الخسارة، بل أن الأسوأ أنه فى حالات كثيرة تصير نميمة وكيد بلا عائد سوى ملأ الوقت.

إقرأ أيضا
الذكاء الاصطناعي

يا جيجي
بات الطريق معبد بالحفر، ننجو من حفرة فى العمل، لنجد أخرى صنعها صديق، لثالثة صنعها عدو، دعينا نُبعد العدو فهو الوحيد الذي يحمل مبرراته للطعن والوشاية، ما بالنا بالرفقة، من تقاسموا معنا الأحلام والابتسامة، شركاء التاريخ الشخصي، يقف عقلي عند قراءة منشورات “التلقيح” فهل تفتقد الشجاعة لتصارح الشخص؟.

المشكلة يا جيجي لم تتوقف عند النسوة اللواتي قطعن أوصال العشم، وبترن طرق الأمن بينهن، لكن المشكلة تكمن فى السؤال متي انتقلت خصال اختص الرواة بها النساء، كيف تحول الرجل إلي ثرثار وكياد؟
ترى هي البطالة التي حولت رجال عديدين إلي امتلاك النواصي والمقاهي؟ هل هي الزيادة السكانية التي أثقلت علينا بعدد كبير لا يمتلك مهارات الحياة فيقضي وقتها فى التقاط الحياة من حكايات الآخرين؟
إنني حزينة يا جيجي، فالستر بات حلمًا بعيد المنال، الخوف يلاحقنا، النسوة تقتلعن مثيلاتهن لأتفه الأسباب، فلماذا قد يفعل رجل؟

الكاتب






ما هو انطباعك؟
أحببته
2
أحزنني
0
أعجبني
3
أغضبني
0
هاهاها
0
واااو
1


Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
‫إظهار التعليقات (2)

أكتب تعليقك

Your email address will not be published.







حقوق الملكية والتشغيل © 2022   كافه الحقوق محفوظة
موقع إلكتروني متخصص .. يلقي حجرا في مياه راكدة

error: © غير مسموح , حقوق النشر محفوظة لـ الميزان