كيف أجهضت مصر في عهد السيسي “خطة زينب ـ سيد ” بالـ Plan B للكهرباء
-
وسيم عفيفي
باحث في التاريخ .. عمل كاتبًا للتقارير التاريخية النوعية في عددٍ من المواقع
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال
في 22 أكتوبر سنة 1965 م وقبل أن يفارق الحياة بعامٍ واحد، كتب سيد قطب كتيباً صغيراً بعنوان لماذا أعدموني ، شدد فيه على ضرورة نسف محطات الكهرباء ، بعدما ذكر قصته مع الإخوان المسلمين وموقفه من تنظيم الضباط الأحرار ووصولاً إلى تنظيم 65 والذي أدى إلى إعدامه.
خلال صفحات كتاب لماذا أعدموني، رسم سيد قطب أفكاره الانتقامية تجاه الدولة المصرية إزاء الخلافات التي وقعت بين الإخوان والرئيس عبدالناصر، وبالتالي من أجل الثأر والثورة الإسلامية قرر سيد قطب نسف كل شيء من شأنه شل الدولة المصرية وكان على رأس المنشآت المستهدفة محطات الكهرباء والكباري.
قال سيد قطب في كتابه لماذا أعدموني ص 32 «نسف لبعض المنشآت التي تشل حركة مواصلات القاھرة لضمان عدم تتبع بقیة الإخوان فیھا وفي خارجھا كمحطة الكھرباء والكباري، وقد استبعدت فیما بعد نسف الكباري لأنها ستحقق غرض الصهاينة».
خطة زينب سيد التي تم تنفيذها في عهد السيسي
مسألة ليست غريبة على الإطلاق أن يكرر الإخوان خلال 5 سنوات من سنة 2013 م حتى 2018 م، ما طلبه سيد قطب وكان ينتوي فعله لولا القبض عليه، حيث أن مبدأ السمع والطاعة مترسخ في جذور الفكر الإخواني منذ أن أسس حسن البنا تلك الجماعة.
شنت جماعة الإخوان عددًا العمليات الإرهابية ضد محطات الكهرباء بخسائر بلغت 477 مليون جنيه بقطاعات النقل والتوزيع، نتيجة تفجير 85 برج ضغط عال، و510 أكشاك ومحول كهرباء على مستوى الجمهورية منذ 2013 م حتى عام 2015 م.
الشركة المصرية لنقل الكهرباء نشرت تقريراً متعلقاً بأبراج الكهرباء التي تم استهدافها من قبل عناصر جماعة الإخوان والذى كشف عن أن قطاع الكهرباء تكبد خسائر إعادة إصلاح الأبراج تجاوزت الـ100 مليون جنيه نتيجة تفجير أبراج الضغط العالي.
وأشار التقرير إلى أن أبراج الكهرباء التى تم استهدفها كانت بمناطق القاهرة والدلتا وغرب الدلتا والقناة ومصر الوسطى ومصر العليا، ويبلغ عدد الأبراج التى تم استهدفها وتفجيرها عن طريق استخدام الليزر أو أسطوانات الغاز أو الطلق الناري أو قطع الأرجل أو العبوات الناسفة 85 برجا في جميع أنحاء الجمهورية وحررت الشركة المصرية لنقل الكهرباء محاضر رسمية بجميع وقائع التفجير.
حصاد الشر الإخواني
أخطر العمليات التفجيرية التى تعرضت لها أبراج الكهرباء خلال السنوات الماضي، هو استهداف 8 أبراج للكهرباء بالزقازيق والعاشر من رمضان الذي وقع فجر الخميس 12 مارس وبلغت خسائر هذا التفجير 9 ملايين جنيه.
وتسبب هذا العمل التخريبى في تدمير أبراج تربط بين محطات محولات العاشر وترعة الشباب وأبو سلطان بالإسماعيلية ومحولات أبو زعبل، كما تم استهداف 3 أبراج بمركز الزقازيق وديرب نجم وآخر بقرية “صفيطة” مركز الزقازيق، ويربط بين محطتي الزقازيق وبهتيم.
كما أن أهم الأبراج التي تم تفجيرها هى: البرج رقم 8 الكريمات/ التبين جهد 500 ك.ف، الذى تعرض قطع بلمبة لحام القوائم الأربعة وتفجير أنبوبتى غاز مربوطين بقائمى البرج وانفجار أنابيب الغاز المربوطة بقوائم برج الشد رقم (120) الأربعة، ما تسبب في قطع القوائم وتفجير في القواعد الخرسانية، ولأنه تحت تأثير الشد لم يقع وتم تدعيم القوائم الأربعة وإصلاحهم بعد صلب البرج، وتبلغ تكلفة إصلاحه مليون جنيه.
وتعرض البرج الشد رقم 87 بخط الكريمات – التبين جهد 500 كيلو فولت للسقوط، ما تسبب في سقوط برجى التعليق (86) و(87) وبلغت تكلفة إصلاحهم مليون و750 ألف جنيه، فيما تسببت الأعمال التخريبية في إعادة إنشاء البرج رقم 17 جهد 66 كيلو فولت بخط جنوب الصف – الكريمات الشمسية بتكلفة مليون جنيه.
وتكلفة إعادة إنشاء برج الشد رقم 68 جهد 220 ك.ف بخط شمال أكتوبر – الشيخ زايد بلغ 2 مليون و100 ألف جنيه، مشيراً إلى أن تكلفة إنشاء البرج رقم 70 جهد 66 ك.ف بخط توليد التبين – شمال الصف بلغت مليون و200 ألف بالجهود الذاتية.
وبلغت أعلى تكلفة لإعادة إنشاء البرج رقم 104 جهد 220 بخط النوبارية – البستان 5 ملايين و60 ألف جنيه بعد تفجير قواعده الأربعة، ويأتى البرج رقم 28 جهد 500 ك.ف بكفر الزيات – أبو زعبل في المرتبة الثانية لأعلى تكلفة التى تصل إلى 4 ملايين و331 ألف جنيه.
الدولة المصرية تنهض للتطوير الكهربائي بمشروعات الطاقة المتجددة
تبنت الدولة في عهد الرئيس عبدالفتاح السيسي استراتيجية وطنية لمشاركة الطاقات المتجددة في قطاع الطاقة حتي بلغت القدرات المركبة 6000 ميجاوات، وتعتزم مصر من خلال وضع أهداف طموحة زيادة إمدادات الكهرباء المولدة من المصادر المتجددة إلى 20 ٪ بحلول عام 2022 والوصول بها لنسبة 42 ٪ بحلول عام 2035(5)، وتنقسم نسب مشاركة المصادر المتجددة إلي توفير الطاقة إلي طاقة الرياح بنسبة 14 ٪ ، والطاقة المائية بنسبة 2 ٪ ، والطاقة الشمسية بنسبة 26 ٪ ، مع تحفيز القطاع الخاص للمشاركة في إنتاج معظم هذه القدرات.
مشروع محطة رياح جبل الزيت
تعد محطة رياح جبل الزيت بقدرة 580 ميجاوات (5)، واحدة من أكبر محطات الرياح في العالم من حيث المساحة والقدرة وعدد التوربينات، حيث تقع المحطة علي مساحة 100 كم2 جنوب مدينة رأس غارب وتضم 300 توربينة رياح بقدرات مختلفة، تم تنفيذ المشروع علي 3 مراحل بتكلفة فاقت 12 مليار جنيه ، واحتوت علي أحدث منظومة رصد لمراقبة الطيور من خلال 12 نقطة مراقبة لايقاف التوربينات اثناء هجرة الطيور، كما أن اختيار الموقع جاء بعد الدراسات الإقتصادية والبيئية التي أقرت أن مصر تتمتع بقدرات هائلة من طاقة الرياح وسرعات تصل الي 13 م\ث وفي بعض المواقع تفوق هذه السرعات ، طبقا لتحديث الأطلس المصري للرياح الذي تم في 2018 للاستغلال الأمثل لكافة الموارد الطبيعية علي أسس علمية. كما تم تنفيذ محطة محولات خليج السويس بتكلفة 757 مليون جنيه، وذلك لاستيعاب الطاقة الكهربية المنتجة من محطة رياح جبل الزيت.
محطة رياح رأس غارب
ولأن الدولة لا تستطيع العمل منفردة فعملت من خلال حزمة من أليات الاستثمار والقواعد المنظمة علي تحفيز الاستثمار في مشروعات الطاقة المتجددة ودخول القطاع الخاص وجذب مزيدا من الاستثمارات، فتم تنفيذ محطة رياح رأس غارب بمنطقة خليج السويس، بقدرة 250 ميجاوات (6) تحتوي علي 125 توربينة رياح، بواسطة القطاع الخاص ضمن تحالف شركات ( أوراسكوم – إنجي – تويوتا) بتكلفة بلغت 400 مليون دولار، ليتم ربطها بالشبكة القومية في سبتمبر 2019، كما تم تنفيذ محطة المحولات الخاصة بها تحتوي علي 3 محولات رئيسية بقدرة 100 ميجا فولت أمبير.
محطة بنبان للطاقة الشمسية
جاء عام 2019 ليعلن عن فوز المشروع المصري العملاق محطة “بنبان” للطاقة الشمسية بجائزة البنك الدولي كأفضل مشروعات البنك لعام 2019 (5)، ثم أعلنت العديد من المؤسسات الدولية المعنية بالطاقة المتجددة “بنبان” كقصة نجاح لمصر في تنفيذ استراتيجيتها للطاقة، ونموذج يحتذى به عالميا في الدراسة الجيدة للمخاطر، وتوفير فرص العمل، وتوفير الطاقة، والاستدامة الاقتصادية والبيئية، حيث أن المشروع يساهم بخفض حوالي 2 مليون طن من الانبعاثات الكربونية الضارة وتوفير ما يعادل 90% من الطاقة التي ينتجها السد العالي.
اقرأ أيضًا
“يا عدوي” عن الرجل الذي أثر في مشروعات السيسي لذوي القدرات قبل أن يصبح رئيسًا
والجدير بالذكر أن مشروع بنبان للطاقة الشمسية هو قصة نجاح أخري ساهمت فيها الدولة من خلال تشجيع القكاع الخاص المحلي وجذب الاستثمار الأجنبي أيضا، فقد ساهمت في المشروع 32 شركة ومؤسسة تمويل دولية، لتبلغ إجمالي الاستثمارات 2،2 مليار دولار، وذلك لإنشاء أكبر محطة خلايا فوتوفلطية مجمعة في العالم حتي الآن، بقدرة إجمالية تصل إلى 1465 ميجا وات، علي مساحة تبلغ 37 كم 2 في محافظة أسوان.
كما تم الانتهاء أيضا من تنفيذ 4 محطات محولات تصل طاقة كل منها إلى 525 ميجاوات لتحويل الطاقة الكهربائية وضخها على الشبكة القومية الموحدة بتكلفة إجمالية 800 مليون جنيه، لإستيعاب الطاقة المولدة من المشروع .
محطات الطاقة في المحافظات
أصبحت المحافظات الحدودية والبعيدة عن الشبكة تعي جيدا أهمية تأمين الوصول للكهرباء لسكانها، وخاصة من خلال المصادر الطبيعية التي تتمتع بها بقدرات هائلة ومنها الطاقة الشمسية، فتم تنفيذ عدد من محطات الطاقة الشمسية بقدرات صغيرة ومتوسطة منها:
محطة الطاقة الشمسية بسيوه – مرسي مطروح
تعد أول محطة توليد كهرباء بالطاقة الشمسية في سيوه بمحافطة مرسي مطروح بقدرة 10 ميجاوات(1)، وبتكلفة إجمالية بلغت 25 مليون دولار، حيث يعمل مشروع المحطة على الوفاء باحتياجات مدينة سيوة من التغذية الكهربائية لنحو 60 قرية ومجمع سكني، وكذلك توفير الطاقة الكهربية للمشروعات السياحية بالمحافظة، كما تساهم المحطة فى توفير استهلاك نحو 5 ملايين لتر من الديزل سنوياً مع تفادى انبعاث نحو 14 ألف طن من ثانى أكسيد الكربون سنوياً.
محطات محافظة الوادي الجديد
شهدت محافظة الوادي الجديد العديد من محطات انتاج الطاقة الكهربية من المصادر المتجددة وخاصة الطاقة الشمسية من بينها 3 محطات بقدرة 6 ميجاوات بالتعاون مع دولة الامارات العربية بمنحة قدرها 15مليون دولار، حيث توفر الطاقة الكهربائية لأكثر من 4800 منزل وتساهم في تجنب انبعاثات أكثر من 8700 طن من ثاني أوكسيد الكربون، مع خفض استهلاك وقود الديزل بنسبة 40% في محطات الطاقة التقليدية، وهم :
محطة الطاقة الشمسية بالفرافرة
تم تنفيذ المحطة بقدرة 5ميجاوات ، وهى تكفى للوفاء بكل الاحتياجات الأساسية للمنازل والمرافق الأساسية والخدمات لقري مركز ومدينة الفرفرة، وتم تشغيل المشروع اعتبارا من ديسمبر 2015، كما أن المحطة تساهم في تنمية المنطقة عمرانيا واقتصاديا واجتماعيا عن طريق توفير الخدمات الأساسية لها والقضاء نهائيا على مشكلة انقطاع التيار الكهربائي علاوة على تشغيل آبار المياه الجوفية بالطاقة الشمسية بدلا من ماكينات الديزل .
محطة الطاقة الشمسية بأبو منقار
تم تنفيذ المحطة بقدرة 0،5 ميجاوات ،على مساحة 170 م2، وهى تكفى للوفاء بكل الاحتياجات الأساسية للمنازل والمرافق الأساسية فى القرية.
محطة الطاقة الشمسية بدرب الأربعين
تم تنفيذ محطة للطاقة الشمسية بقدرة 0،5 ميجاوات، بمنطقة المرحلة الثانية بقرى درب الأربعين جنوب مركز ومدينة باريس علي مساحة 250 ألف م2 ، لتفي بالاحتياجات الأساسية لسكان القرى بالمنطقة.
محطة أبو غراقد – محافظة جنوب سيناء
تم تنفيذ محطة للطاقة الشمسية بمنطقة أبو غراقد بجنوب سيناء بالتعاون مع القطاع الخاص عن طريق شركة شنايدر إلكتريك بالتعاون مع شركة إنترو سولار(6)، حيث تم الانتهاء من إنارة 15 تجمعا سكنيا فى المحافظة عن طريق الطاقة الشمسية، حيث تمد الوادى بشبكة التيار الكهربائى على مدار اليوم، وإنارة مزرعة «أبو غراقد» النموذجية، وتم تنفيذ المحطة بتكلفة تتجاوز 5 ملايين جنيه، وقدرة بلغت 55 كيلو وات، و8 عواكس تيار، و48 بطارية عميقة الشحن، ومنظومة حماية للجهد المستمر والمتغيرلتوفير الكهرباء اثتاء النهار وكذلك اثناء الليل عن طريق نظام البطاريات.
محطة الطاقة الشمسية النموذجية ببرج العرب محافظة الإسكندرية
بدأ الاهتمام جليا بمشروعات الطاقة الشمسية وتطبيقاتها ليس فقط في مجال إنتاج الكهرباء وإنما في تحلية ومعالجة المياه أيضا، فجاء مشروع ” ماتس” (8) الذي يعد المشروع الأضخم تكنولوجياً فى مصر والوطن العربى بالتعاون بين أكاديمية البحث العلمى والاتحاد الأوروبى، حيث شاركت فيه هيئات وبيوت خبرة وشركات عالمية، وبلغت التكلفة الإجمالية للمشروع 22 مليون يورو، ساهمت أكاديمية البحث العلمى المصرية منها بـ 2.4 مليون دولار، وتقوم المحطة بتوليد 5 ميجاوات طاقة حرارية، و1 ميجاوات من الطاقة الكهربية، وتحلية 250 متر مكعب من المياه المالحة يوميا من خلال توظيف أحدث التطبيقات التكنولوجية فى مجالات الطاقة الجديدة والمتجددة، ويتم تشغيل المحطة بالكامل بواسطة فريق عمل مصري.
اقرأ أيضًا
“السيسي في ولايتين” إنجازات السنوات الستة بالأرقام وتأثيرها على محدودي الدخل
الكاتب
-
وسيم عفيفي
باحث في التاريخ .. عمل كاتبًا للتقارير التاريخية النوعية في عددٍ من المواقع
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال