كيف اتخذت حكومة روما إجراءات التصدي لغزو الفئران عند الكولوسيوم؟
للأماكن التاريخية مهابة وروحًا خاصة، وعندما تضع قدميك تشعر بأنك عدت بالزمن إلى تلك الحقبة التي ينتمي لها المكان وتذهب بخيالك لتعيش الأحدث وكأنك كنت معهم على أرض الواقع، وتلقي بعيناك على تفاصيل وتصميم المكان وتظل لدقائق على هذا الوضع ولا ترغب في إنزالها، فتلك الأماكن لها روح قدسية.
ولأن لها مكانة وروحًا قدسية لا بد من أن ترعى مراعاة خاصة، ومن بين تلك الأماكن مبنى المدرج التاريخي “الكولوسيوم” حيث اتخذت حكومة مدينة روماروما إجراءات للتصدي لغزو الفئران عند الكولوسيوم بعدما نشر سياح صورًا على وسائل التواصل الاجتماعي لتلك القوارض وهي تتجول في مناطق قريبة من المدرج التاريخي.
وقالت سابرينا ألفونسي رئيسة هيئة جمع القمامة بالمدينة لوكالة أدنكرونوس للأنباء:”إن التدخل قد بدأ حتى يستطيع الناس المرور بأمان عند أحد أشهر المواقع التي تجتذب السياح في إيطاليا”
وأوضحت حكومة المدينة في بيان لها بأن العملية ستستمر هذا الأسبوع حيث سيجري تنظيف المناطق الخضراء المحيطة بالكولوسيوم والمصارف التي يشيع فيها وجود الفئران ونصب الفخاخ لها. مُشيرًا إلى أن هناك نحو 7 ملايين فأر في المدينة أي 2.5 فأر لكل ساكن.
مبنى كولوسيوم
وعند الحديث عن مدرج التاريخي فإننا سنعود بالزمن لعقود من الوراء حيث تم تشييده منذ أكثر من 2000 عام و استغرق بناؤه ثماني سنوات، ويقع على مساحة 60 فدان.
يعبر المدرج التاريخي عن الثراء في العصر الروماني، حيث يتسع هذا المدرج لنحو 50 ألف شخص، وتم بناءه لعرض وحجز وصيد الحيوانات، حيث ينقسم إلى طبقات، مقاعد مخصصة لفئة نخبة المجتمع، و مربع منفصل للامبراطور الحاكم مع أعضاء مجلس الشيوخ والنبلاء، وقسم خاص بالعامة والفقراء.
وكان المدرج الروماني أو الكولوسيوم شاهدًا على العديد من المعارك البشرية التي أسفرت على إراقة الدماء على مدار التاريخ.
بقايا حزينة
وفي مطلع القرن السادس عشر والسابع عشر تم إعلان المدرج الرومان كمكان مقدس وفاءً لأرواح الذين استشهدوا فيه.
ولكن مع مرور الوقت لم يبقى المبنى كما هو بسبب الزلزال والذي تسبب في حدوث الدمار فضلًا عن الحرائق و أعمال السرقة تبقى فقط ثلث المبنى وظل هذا الجزء المتبقى بقايا حزينة لمجد الكولوسيوم السابق العريق.